الفرق بين السلالة المتحورة والهجينة لفيروس كورونا.. علماء يقسمون النسخ إلى مستويات ويحددون “الأخطر”

آخر تحديث 2021-03-27 00:00:00 - المصدر: يس عراق

يس عراق: متابعة

تستمر البحوث العلمية والمختبرية حول العالم بملاحقة فيروس كورونا وتفرعاته وسلالاته الجديدة للتعرف على خصائصها وامكانية وجود نسخ جديدة، فيما تشير التقارير العلمية الى وجود سلالات متحورة واخرى “هجينة”، وبينما توجد من بين 4 الاف نسخة محورة نحو 3 نسخ “خطيرة”، يشير العلماء الى مدى خطورة السلالات الهجينة ايضا.

السلالات المتحوّرة (variants) هي نسخة من الفيروس تضم مجموعة من الطفرات، أي التغيرات في مادته الوراثية. وظهور نسخ متحورة من الفيروس ليس أمرا مفاجئا، بل عملية طبيعية، لأن الفيروس يتحور بمرور الوقت لضمان بقائه.

وكتبت الخدمات الصحية البريطانية على موقعها على الإنترنت “تم تحديد أكثر من 4 آلاف متحورة من فيروس كورونا -واسمه العلمي سارس-كوف-2 (SARS-CoV-2)- حول العالم”، وذلك وفق ما نقلته عنها وكالة الصحافة الفرنسية.

لكن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن “معظمها ليس له تأثير من حيث تدابير الصحة العامة”.

وحاليا تعتبر 3 نسخ متحوّرة مثيرة للقلق، وفقا لمنظمة الصحة العالمية: نسخة مكتشفة في إنجلترا، وأخرى مكتشفة في جنوب أفريقيا، وثالثة مكتشفة في اليابان (وقد لوحظت هذه النسخة لدى مسافرين قادمين من البرازيل، ولذلك سميت بالمتحورة البرازيلية).

هذه المتحورات الثلاث منتشرة في 125 و75 و41 بلدا على التوالي، وفقا لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية يوم الجمعة عن منظمة الصحة العالمية. وهي تصنف “مثيرة للقلق” بسبب زيادة قابليتها للانتقال و/أو شدتها، وبذلك تؤدي إلى تفاقم الجائحة وجعل السيطرة عليها أكثر صعوبة، بحسب تعريف المنظمة.

ما السلالات الهجينة (Recombinant)؟ وما الفرق بينها والسلالة المتحورة؟

يقول فينسينت ماريشال أستاذ علم الفيروسات في جامعة السوربون، إن الفيروسات الهجينة والسلالات المتحورة هي جميعها طفرات تضطلع بالدور ذاته، أي اختبار جميع الحلول التي تمكن الفيروس من الاستمرار، وذلك وفق ما ذكر تقرير نشرته صحيفة “لوباريزيان” (leparisien) الفرنسية، للكاتبة جولييت بوسون.

وتعتبر السلالة المتحورة التقليدية طفرة تحدث داخل جينوم فيروس واحد، لكن السلالة الهجينة أشبه بنوع من التكاثر الجنسي للفيروسات، إنها “نتاج امتزاج فيروسين يتفرعان من فيروس أصلي”، على حد تعبير ماريشال.

ومن أجل حدوث تلك العملية، من الضروري أن يصيب فيروسان نفس الخلية لدى مريض واحد، وفي لحظة دقيقة جدا يحدث نسخ متماثل، وينتج عنه تغيير في المصفوفة، فيقوم الإنزيم المسؤول عن ولادة نسخة جديدة، بإفراز فيروس ثان هجين.

متى تم اكتشاف الطفرات الهجينة لفيروس كورونا؟

في بداية فبراير/شباط الماضي، أكدت باحثة في مختبر لوس ألاموس الوطني في نيو مكسيكو بالولايات المتحدة، أنها اكتشفت فيروسا هجينا من السلالة البريطانية، ومن السلالة المكتشفة في كاليفورنيا.

وفي 17 مارس/آذار الجاري، نشر الفريق البريطاني المسؤول عن تحليل جينومات سارس-كوف-2 دراسة أوضحت اكتشاف حوالي 15 فيروسا هجينا. تم تصنيف 11 منها في 4 مجموعات، بينما كانت الأربعة المتبقية تحمل خصائص مختلفة.

لماذا ظهرت هذه السلالات الهجينة الآن؟

توضح الكاتبة جولييت بوسون أن عدة شروط يجب أن تتوفر لظهور هذه الفيروسات الهجينة. إذ يجب أن يتشارك فيروسان مختلفان في مكان واحد، كما يجب أن تنتشر سلالتان في وقت واحد، كما كان الحال مع السلالة المتحورة البريطانية، إلى جانب الفيروس الأصلي.

ويعتبر ظهور الفيروسات الهجينة نتيجة للانتشار القوي للفيروس، فكلما انتشر الوباء على نطاق واسع، ظهرت سلالات جديدة وأصبح من الصعب التحكم في مدى انتشارها.

لذلك يمكن -وفقا للكاتبة- أن نكتشف هذه الطفرات الجديدة في المناطق التي اكتشفت فيها السلالات المتحورة قبل بضعة أشهر.

وقال الباحثون البريطانيون في هذا الشأن “نظرا لأن العديد من البلدان تشهد نسبة عدوى مماثلة لتلك الموجودة في المملكة المتحدة بين أواخر 2020 وبدايات 2021، فإننا نتوقع أن يتم اكتشاف فيروسات هجينة”.

هل الأمر يدعو للقلق؟

وأكد مؤلفو الدراسة أن هذه الطفرات “لن يكون لها تأثير فوري على مسار انتشار الوباء”، كما أن ندرتها في المملكة المتحدة تعني حاليا أنها لم تؤثر على الوضع بشكل كبير.

لكن فينسينت ماريشال يرى أن ظهور هذه السلالات الهجينة ليس أمرا جيدا، لأن “هذه الطفرات يمكن أن تجمع في فيروس واحد خصائص فيروسين مختلفين”، وقد يشكل هذا المزيج خطرا على جهاز المناعة.

كما يبدو أن عاملا آخر يثير القلق، وهو قدرة هذه السلالات الهجينة على الانتشار بين الحيوانات. وقد أظهر باحثون من معهد باستور مؤخرا أن السلالات المتحورة البريطانية والجنوب أفريقية والبرازيلية، قادرة على إصابة الفئران، رغم أن سارس-كوف-2 لا يمكنه ذلك.

شارك هذا الموضوع: