النظام الدولي الجدید بعد کورونا.. واین موقع الکورد فیە؟

آخر تحديث 2021-04-14 00:00:00 - المصدر: الاتحاد الوطني الكردستاني

يبدو ان متغيرات كبرى ستلحق بعالم ما بعد رعب كورونا وقد تفضي الی زعزعة ركائز النظام الدولي الراهن ليفسح المجال واسعا لارساء نظام دولي جديد.

ان وباء وباء كورونا أحد الاختبارات الاکبر لقدرات هذا النظام في الاستمرار على البقاء باطره الحالية فالعالم كله مشغول على جميع المستويات بمتابعة اخباره ويتعاظم قلقه مع اتساع وتيرة انتشاره الی جميع دوله، العديد منها غير قادر بالمرة على مواجهة تداعياته كما ان هناك شكوكا حول مدى توافر هذه القدرات لدى الدول المتقدمة، فهو تحد حقيقي للنظام العالمي القائم. ولکن هل ستبقی امریکا علی راس هذا النظام او تفسح المجال للاقطاب الاخری کالروسیا والصین وهل تبقی التحالفات التقلیدیة کما هي الآن ام ستتغیر بعد میلاد هذا النظام الجدید ؟ 

من ابرز ملامح النظام الدولي الجديد هو اتجاهه نحو التعامل "الكتلي" اي الی الكتل والمجموعات الكبرى ان لم تعد الدولة مرتكزا اساسيا في رسم تصورات المستقبل مهما كان من حجم لهذه الدولة على المستوى السياسي اوالعسكري او الاقتصادي او السكاني ولذا فان انظمة الدول المستقلة لن تجد لها مكانا بارزا الا من خلال تکتلات کبری.

وفي مقال للكاتب "دانيال دريزنر" تحت عنوان "ما بعد النظام العالمي الجديد" أو "جديد النظام العالمي الجديد" حيث يوضح ان المعطيات التي فرضها الواقع الدولي من تصاعد قوى ذات ثقل اقتصادي وسياسي متنام اصبحت محددات لا يمكن لامریکا غض الطرف عنها. وفي سبيل بحث الولايات المتحدة عن مصالحها ربما تجد من الافضل ان تتلاقى مصالحها مع مصالح هذه القوى المتنامية لتعيد تشكيل النظام احادي القطبية الی نظام متعدد الاقطاب. غير ان الولايات المتحدة لا تسعى الی تاسیس جديد لنظام متعدد الاقطاب بقدر ما تسعى الی احتواء هذه القوى الصاعدة، وخاصة العملاقين الصیني والروسي.

یقول هنری کیسنجر في کتابە الاخیر تحت عنوان "النظام العالمي: تاملات حول طلائع الامم ومسار التاریخ" ( ان النظام العالمي الجديد يستحيل ان يكون احادي القطب، بل ينبغي ان يكون متعدد الاقطاب، مشتركا بين الولايات المتحدة والصین) کما یقول حول سوریا و العراق في احدی محاضراتە انە (يفضل بلقنة سوريا على انتصار بشار الاسد او الجماعات المناهضة له فسوريا، حسبه، كما سوريا ليست دولة تاريخية بل مصطنعة خلقها الفرنسيون في شكلها الحالي العام 1920، كما فعل البريطانيون وقتها بالنسبة للعراق، بهدف تسهيل السيطرة عليهما لاحقا وهاتان الدولتان تضمان قبائل واثنيات وطوائف مختلفة دخلت اليوم في حرب طاحنة في ما بينها) . وفي رأيه (هناك حسنات من وراء تفتيت هذه الدول الى دويلات صغيرة لانە يمكن القوى العرقية والمذهبية والاقليات من توكيد نفسها والسيطرة على مناطقها والاستحواذ على حقوقها، ما يفتح المجال امام دمجها في نظام عالمي جديد).

ولا شکك فان الشرق الاوسط ستکون مرکز الصراعات والتحالفات الجدیدة في النظام الدولي الجدید، نظرا لاهمیتها المتمیز وسط مجال جیوسیاسي لذلك شکلت عبر التاریخ بؤرة استراتیجیة مابین الدول و الامبراطوریات واصبح الاستیلاء علیها عنوانا للنفوذ العالمي یشیر الی الدولة الکبری الاقوی. وعلی هذا الاساس یهتم الرئیس الجدید للولایات الامریکیة جو بایدن بالغ الاهمیة بهذە المنطقة لاسیما بعد بروز علاقتهم المتوترة مع المملکة العربیة السعودیة علی عدید من القضایا. وتعهد بايدن بانهاء الدعم الامريكي للحرب السعودية في اليمن والتي ادت حتى الآن الى مقتل نحو 90 الف شخص وتسببت بنشوب اسوا ازمة انسانية في القرن الحادي والعشرين. وقال بايدن في بيان نشره موقع حملته الانتخابية في الخامس من الشهر اکتوبر 2020 (في ظل ادارة بايدن هاريس سنعيد تقييم علاقتنا بالمملكة السعودية وننهي الدعم الامريكي لحرب المملكة العربية السعودية في اليمن، ونتاکد من ان امريكا لا تتراجع عن قيمها لبيع الاسلحة او شراء النفط ) واكد انه سيجعل السعودية تدفع ثمن مقتل الصحفي جمال خاشقجي وسيتعامل معها باعتبارها دولة منبوذة. ومن هنا لابد ان نشیر بان تعین "بریت ماکغورك" من قبل جو بایدن بمجلس الامن القومي کمنسق في الشرق الاوسط لیس بالصدفة بل یحمل کثیر من الدلالات وراء ذلك، فماکغورک هو من المتحمسین للقضیة الکوردیة ولتسلیح القوات الکوردیة وساهم في الماضي في تقدیم کافة اشکال الدعم و التخطیط لابعاد شبهة الارهاب عن اقلیم کوردستان و کوباني في سوریا. وتحت الضوء هذە المعطیات تبقی منطقة الشرق الاوسط في اولویة سیاسات الادارة الجدیدة. ولکن بالمقابل یولي الصین بدورها اهتماماتها بمنطقة الشرق الاوسط ذلك لان الصینیون یدرکون تماما بان الشرق الاوسط بالاضافة الی قربها الجغرافي من الصین فان المنطقة لها اهمية امنية واقتصادية بالنسبة لبكين. ففي تلك المنطقة اسواق ومزودين ومصادر تكنولوجية وتقنية. وتعتبر مسألة الطاقة والنفط من المسائل والامور الاستراتيجية التي تسعى الصين الى الحصول عليها من خلال الشرق الاوسط سعيا منها لاستكمال وتحقيق عملية التحديث الداخلي لها ولان الصين اصبحت ثاني اکبر مستورد للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة وبحسب مجلة "مجلس السیاسیة الدولي" تؤكد التقديرات ان احتياطات الصين من النفط لن تدوم اکثر من 20 عاما اذا استمر الانتاج بمعدله الحالي. لذلك علی الصین الاتجاه نحو تدعيم علاقاتها بدول الشرق الاوسط والحصول على نصيب من انتاجها الذي يبلع نصف الانتاج العالمي وثلثي احتياطه. من جانب الآخر تسعى الولايات المتحدة لاحکام الطوق على الصين من خلال السيطرة على "الهلال العسكري" الممتد من اليابان حتى الشرق الأوسط مرورا بكوريا الشمالية وتايوان والهند وباكستان وإيران وتركيا، وهي تحاول الضغط على الصين من خلال ادخال الهند ضمن الصراع واستقطابها، وهو ما ساهم في زيادة حدة التوترات الحدودية بين الصين والهند، وتحتاج الولايات المتحدة إلى الهند لاضعاف نفوذ الصين ونشر جغرافيا سياسية اقليمية لصالحها. ولذا فان الصين ستتجه على الارجح إالی تعزيز علاقاتها مع كل من باكستان وایران وربما تركيا لمواجهة المساعي الامریکیة. من هنا لابد ان نسلط الضوء علی علاقات الامریکیة الترکیة لان ترکیا بدورها تلعب دورا محوریا في منطقة الشرق الاوسط فهي الآن تدور في فلك الروسي ولکن علی الاغلب ستتقرب باتجاە الصین ذلك لان ترکیا اختبرت امریکا واوروبا زمنا طویلا وادرکت ان الغرب لا يمكن ان ينظر الی تركيا او ان يتعامل معها بعيدا عن الموروثات التاريخية والدينية، وهو امر صدقتە مفاوضاتها شبه العقيمة مع الاوروبیین والتي استمرت لعقود من اجل الانضمام الی الاتحاد الاوروبي ومحاولات الولايات المتحدة الامریكیة الهيمنة على القرار التركي وتقويض امن البلاد من خلال ووضع العراقيل أمام تطور تركيا الاقتصادي والعسكري من خلال دعم القضیة الکوردیة . 

في هذه الظروف تاتي العلاقة مع الصين كخيار واعد خصوصا ان الصين تعتبر اليوم قوة صاعدة ويمكن ان تفتح لتركيا آفاقا اقتصادية رحبة تدفع اقصاد البلاد خطوات عديدة الی الامام . وبالمقابل تری الصین في تركيا عنصرا هاما في حلف شمال الأطلسي (ناتو) ويهمها جدا ان تحيد تركيا وان تقربها منها كي تضعف هذا الحلف الذي بات موجها ضدها بالمقام الاول بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في القرن الماضي كما ان تركيا على الصعيد الاقتصادي تعد قوة واعدة قد تنضم قريبا الی اکبر عشر قوى اقتصادية وهي تقع على مفترق قارات يجعلها بالغة الأهمية في مشاريع الصين كمبادرة الحزام والطريق اما علی صعید العلاقة مع الولایات المتحدة الامریکیة فيبدو ان تركيا قد عبرت خطا جديدا اثر شرائها منظومة اس400 الروسية للدفاع الجوية والتي كانت تحاول قبل سنوات قليلة شراء نظيرتها الصينية ولكن تراجعت بعد مفاوضات طويلة نتيجة للضغط الامريكي ما يجعلها اکثر بعدا عن النفوذ الامریکي وتاثیراتە. ولکن بالمقابل تنظر ترکیا نفسها القوة الصاعدة في المنطقة لاسیما بعد تشید مشروعها الکبیر (GAP) والتي ساعدتها في تطور سیاستها المائیة والتي تتمثل في حلم ترکیا بان تکون قوة اقلیمیة رئیسیة في المنطقة واعتقادها بان سیطرتها علی مصادر المیاە یعطیها قوة تجعلها تتمکن من ان تقایض العراق و الخلیج بالنفط وان توءثر علی سیاسات المنطقة وتوظیف هذە السیاسات في خدمة مصالحها. ویمیل الی هذا الراي الکاتب و السیاسي " شادمان ملا حسن" في مقالتە المنشورة تحت عنوان "المیاە هو المعضلة الاساسیة في مستقبل اقلیم کردستان» في موقع politicmedia بتاریخ 29/08/2020 فهو یقول ( بهذا المشروع GAP اصبحت الآن اغلب مصادر المیاە تحت سیطرة الدولة الترکیة لدرجة ان کلا السدین اتاتورك والیسو بامکانهم ان یجمع میاە دجلة والفرات لسنوات) . کما یورد الکاتب في نفس المقال مقولة لرئیس الترکي الراحل "سلیمان دیمیریل" فهو یقول متر مكعب من الماء مقابل برمیل من النفط) . ان طبیعة هذە العلاقة المشبوهة بین امریکا وترکیا يطمئن الصين بان تركيا اليوم يمكن التعويل على مواقفها اکثر من اي وقت مضى ولذا فانە من المرجح ان تتطور العلاقات التركية الصينية بشكل ایجابي وسريع خلال السنوات القادمة. وعلی رغم مرور قرن كامل على انهيار الدولة العثمانية" فان الصين تدرك كذلك تاثیر تركيا في العالم الاسلامي، وهو دور قيادي يمكن ان يسهم في تحسين علاقة الصين بالعديد من الدول والمجتمعات الاسلامیة ان هي احسنت استغلال العلاقة مع تركيا. كما أنە من المهم ادراك ان جسر تواصل الصين البري مع بقية العالم يمر بشكل رئيس بدول العالم السلامي وهو جسر يمر بكل من باكستان وایران ثم تركيا قبل ان يصل البحر الابيض المتوسط وباقي اوروبا. وعلاقة الصين مع باكستان متميزة للغاية وكذلك علاقتها مع ایران ولذا بات من المنطقي ان تقيم علاقة على نفس المستوى من المتانة مع تركيا. 

يدرك الرئيس الامریکي المنتخب جو بايدن ان الطريقة الوحيدة لمواجهة تنامي القوة الاقتصادية والعسكرية للصين تتم من خلال استراتيجية متعددة الاطراف تضمن القوة الجماعية لشبكة حلفاء وشركاء الولايات المتحدة في العالم. وبحسب المؤرخ الأمريكي هال براندز وهو أستاذ كرسي هنري كيسنجر للشؤون العالمية في كلية الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جونز هوبكنز الامریکیة في تحليل نشرته وكالة "بلومبيرج" للأنباء ان اعوام حكم الرئيس بايدن ستشهد سباقا بين جهود واشنطن لتشكيل تحالف اوسع واقوی لمواجهة الصين وجهود بكين لتفكيك مثل هذا التحالف ولا يخفي بايدن ان هدفه هو تشكيل تحالف عالمي للتعامل مع الصين ففي كانون الأول الماضي قال (انە فيما يتعلق باي موضوع خاص بالعلاقات الامريكية الصينية سنكون اقوی واکثر فاعلية اذا كنا نحظى بدعم الدول التي تشاركنا الرؤية بشأن مستقبل العالم). وناقش هو ومستشاروه التعاون بشكل اوثق مع الدول الديمقراطية الاخری بشان القضايا التكنولوجية والعمل جنبا إلى جنب مع الدول الاوروبیة ودول المحيطين الهندي والهادئ المنزعجة من الممارسات التجارية الصينية الجديدة والتخلي عن استراتيجية الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب للمواجهة الاحادیة لمصلحة الاعتماد على استراتيجية متعددة الأطراف. 

ان العلاقات الامریکیة الصينية تحمل عناصر للصراع بقدر ما تحمل عناصر للتعاون وان كل طرف من اطراف سيحاول توجيه العلاقة بما يحقق له اقصی مصالح ممكنة في ظل عناصر القوة المتاحة لديه وقدرته على تعبئتها وتوظيفها آخذا في الاعتبار جوانب الضعف التي يعاني منها والتي يمكن ان يسعى الطرف الآخر الی التعامل معها ایضا وتوظيفها بما يخدم مصالحه واهدافە. رأت الباحثة منى هاني محمد في بحث لها بعنوان “"نظرية تحول القوة واحتمالات الصراع بين الولايات المتحدة الامریکیة والصين" ( ان العلاقات الامریکیة الصينية تاتي ضمن علاقات مرحلة انتقالية ستؤدي تفاعلاتها في النهاية الی تشكيل معالم النظام العالمي في القرن الحادي والعشرين وذلك يرجع الی الوزن النسبي لكل من الولايات المتحدة الامریکیة والصين، فالولايات المتحدة تعتبر حتى الان هي القوة العظمى الوحيدة بين مجموعة من القوى الكبرى، والصين بثقلها الديموغرافي والاقتصادي والعسكري المتنامي باطراد تسعى بان تكون قوة عظمى وتلعب دورا بارزا ومؤثرا في حركة التفاعلات الدولية)

وهنا یتسائل کثیرون این الکورد من هذا کلە ؟ وماذا یمکن ان یفعل الکورد لاسیما هم لیسوا بفاعل الرئیسي في النظام الدولي واین نحن علی خارطة النظام العالمي الجدید؟ لماذا لا يتوحد الکورد في تکتل حقیقي قوي فاعل یستطیع الصمود والدفاع عن مصالحە والحفاظ علی هویتە القومیة والاخلاقیة وتمایزە الحضاري؟ اننا اکثر من 30 ملیون انسان ونمتلك اهم ثروات العالم من النفط والغاز والمعادن والمیاە العذبة حیث تلعب کل هذە الثروات دورا بارزا في الصراعات الاقلیمیة والدولیة اضافة الی ذلك یشغل الکورد و موقعە الجغرافي موقعا استراتیجیا بالغ الاهمیة. ویمکن ان یلعب الکورد کورقة الضاغطة بید الولایات المتحدة الامریکیة في تخویف کل من ایران وترکیا من جهة وسوریا والعراق والدول العربیة من جهة الاخری. ان الدول الکبری همش الکورد في السابق من لعب ای دور في المعادلات الاقلیمیة والدولیة وذلك لان الکورد لم یتحل بوزنا و صفا موحدا علی مستوی المنطقة. فحتی ثوراتە المطالبة بحقوقە في الماضي لم تتعدی حاجز القبلي والعشائري والدیني. وسرعان ما تمکنت الدول المحتلة من اخمادها دون ان تحقق نتیجة سوی اسمها في التاریخ کثورة. لذلك فهم مطالبون الیوم بقراءة هذا التایخ للاتعاظ واعادة النظر في اوضاعهم المزریة ازاء ما یعانون من انقسام و تشرذم و خوض حرب الکل ضد الکل، والا فسیظلون تابعین لاطراف الاقلیمیة التي تعمل لتحقیق مصالحها فقط. وسیظلون خارج النظام الدولي الجدید التي سیولد من خلال السنوات القادمة. 

وعلی رغم من استراتیجیات غیر متجانسة من قبل الادارة الامریکیة ازاء الکورد في الماضي الا ان مكانة الکورد وخاصة  في العراق في السياسة الخارجية الأميركية تستحضر بعض محطات التفاعل الاستراتيجي ومراحل المد والجزر ليس خلال اجراء الاستفتاء الاخير بشان انفصال كوردستان او سيطرة القوات العراقية على كركوك فحسب، بل وایضا بالنظر الی الاهمیة  التاريخية للکورد  في المعادلة الاميركية منذ غزو العراق عام 2003 ففي راي السیناتور الجمهوري السابق جون ماکین الذي کان يتمسك اكثر من غيره بالتعاون مع الکورد باعتبارهم الفئة الاكثر مصداقية في المنطقة فقد عارض في حینە في مقال شديد اللهجة في نيويورك تايمز ما اعتبره تجاهل وضع الکورد من قبل الرئيس ترامب ضمن تدبير حملته المعادية لإيران. حیث قال: (هذا امر غير مقبول. لقد قدمت الولايات المتحدة السلاح والتدريب الى الحكومة العراقية لمحاربة الدولة الاسلامیة وحماية العراق من التهديدات الخارجية، وليس لمهاجمة الكورد في العراق الذين هم من بين شركاء اميركا الاکثر ثقة والاکثر قدرة في المنطقة) واضاف السيناتور ماكين انه اذا لم تتمكن بغداد من ضمان الامن والحرية الذين يرغب فيهما الشعب الكوردي في العراق، واذا كانت الولايات المتحدة مرغمة على الاختيار بين الميليشيات التي تؤيدها ایران والكورد شركائنا منذ وقت وقت طويل، فانی ساختار الكورد) اما النائب الجمهوري عن ولایة فلوریدا رون دي سانتیس وهو الآن حاکم هذە الولایة فقال: (لديكم الآن حليف مخلص هو الكورد الذين واظبوا على خدمة مصالح الولايات المتحدة لوقت طويل، وقاتلوا في صفها وتعرضوا لهجمات القوات التي تدعمها إيران والتي تلطخت ایادها بدماء اميركية). وبدورە یعتقد "رایان کروکر" السفیر الامریکي الاسبق في العراق (ان الولايات المتحدة اضعفت موقفها بالوقوف في صف بغداد فى نزاعها مع الكورد، وانە كان من الاجدی لها عدم اتخاذ اي موقف بشكل او بآخر حول قيام دولة كوردية في شمال العراق، كان من الاولی ترك المسألة الی الكورد والعراقيين للتوصل الی اتفاق حولها). واضاف: (بعدما حشرنا انفسنا مع جانب واحد، فان القلق هو ان النظرة الینا لن تكون نظرة وسيط نزيه في المستقبل) اذن کان هناك ولایزال اجماع في مقر الكونغرس بين قادة الحزبين الجمهوري والديمقراطي على ان التحالف الكوردي-الامریکي منذ عقود ساعد في حماية الکورد داخل العراق وخارجه وایضا المصالح القومية الامریکیة  في المنطقة. وفي نفس الوقت هناك شعور بالخجل لدی الامریکیین تجاە الکورد وهناك تراجع في مواقفهم السابقة وقد واکدت في ذلك السیناتور السابق جون ماکین في مقالە نشرت في صحیفة نیورك تایمز بتاریخ 24/10/2018 وهو یقول: (اذا واصلنا النوم على مسارنا الحالي، يمكننا ان نستيقظ في المستقبل القريب، ونكتشف ان النفوذ الامریکي قد تم دفعه خارج واحد من اهم اجزاء العالم. وهذا هو السبب في ان الاميركيين بحاجة الی الاهتمام بما يجري في الشرق الاوسط الآن. وهذا هو السبب في اننا بحاجة الی التمسك باصدقائنا الحقيقيين مثل الكورد. ولهذا، نحن الآن بحاجة اکثر من اي وقت مضى لاستراتيجية ترفع نظرنا فوق المستوى التكتيكي، وتفصل بين الامر الملح من الامر المهم حق).

محمد عزالدين

المصادر

نزار زیدان العلاقات الامریکیة الصینیة اوجە التقارب و اوجە التباعد مجلس السیاسیة الدولي عدد 132 .

منی هاني نظریة تحول القوة واحتمالات الصراع بین الولایات المتحدة والصین ینایر المعهد المصري للدراسات ینایر 2020 .

هنري کیسنجر النظام العالمي: تاملات حول طلائع الامم ومسار التاریخ ترجمة فاظل جکتر الناشر دار الکتاب العربي-بیروت.2016.

شادمان ملا حسن ,ئاو کێشە گەورەکەی داهاتووی کوردستان: المیاە هو المعظلة الاساسیة في مستقبل اقلیم کردستان الموقع الالکتروني politicmedia 29/08/2020 .