حين نزل كاسترو في بغداد وبالذات في قصر الزهور العامري اجتمع القائمين على الضيافة لوزن بسطاله فتبين لهم ان وزنهما 12 كغم في حين كاسترو كان يسأل في كل موقع يحل فيه ماذا تقرأ وكم كتابا قرأت في حياتك وماذا تعرف عن افكار القيادة العراقية؟
ولان احد الحراس كان جنديآ من اقربائي كان يقول لي ان هذا الكافر يقوم مع صلاة الفجر فيركض لمدة نصف ساعة ثم يمارس التمارين السويدية نصف ساعة اخرى ليستحم ثم يتناول طعام الصباح بيضة مسلوقة واحدة وكوب حليب وسكارة مع فنجان قهوة ولا يحلق لحيته فقد فاتحته شركة لانتاج شفرات الحلاقة بنصف مليون دولار على ان يحلق لحيته فرفض.
يمسح حذاءه بنفسه ثم يقرأ صحيفة الصباح يومها كانت لنا جريدة واحدة ولا يتأفف ولا يطلب من أحد خدمته طبعآ درجته العلمية هو طبيب دائم الحركة منذ الفجر ثم يتوجه الى المكان المقرر لزيارته وهكذا جميع المرافقين له شئ واحد اكتسبت القيادة منه انهم قد تعودوا على السيكار الكوبي اذ كانوا يقولون ان ورق السجائر هو الذي يسبب السرطان وليس التبغ وبقيت اقرا اية الكرسي لثلاث مرات قبل ان اسلم المقالة للتحرير فقد كانوا يتعاملون مع كاسترو كما ينبغي للعراقي ان يتعامل مع موشي ديان ونحن كنا نتباهى بضرب السيخ وعض الجمر والركض وسط حفرة من الجمر بعدها نصية للماء وقبلها حتى ادخل فقرة عض الافعى وتقطيعها بالاسنان بالنسبة للمغاوير وقبلها التطبير والزناجير ذات شفرات على الظهر واللطم المبرح للصدر على الائمة وليس على افكارهم ففي اوربا قررت الكنيسة اعتبار الارث الاغريقي ( اليوناني ) ارثآ مسيحيآ بالرغم من كونهم وثنيين بل وادخلت الفلسفة اليونانية الى مادة اللاهوت والقس الذي لاينجح في المادة العلمية لايمنح شهادة لممارسة واجبه كقس وتطورت الشعائر الدينية الى ان صارت انتحارآ وصارت لي فرصة لاتحدث مع احدهم وكان جشيثا معصوب العينين سألته عمي لماذا تريد قتلنا قال والله قالوا لنا انكم كفار فقلت والان هل انت نادم قال نعم لانني اسمعكم تتوضون افضل مني فأني اسمع تمتمات التلاوات القرانية في الضوء الهم اجعلنا من اصحاب الميمنة و لاتجعلنا من اصحاب المشأمة والهم اعتق رقبتي من النار الهم ثبت قدمي على السراط المستقيم.
مليونا عراقي ماتوا بفتاوي ظالمة انها نتيجة مزايدات وتفاعلات اجتماعية فمنهم من يمد السفرة لاطعام الفقراء رغم ان منهم عوائل كانت ظالمة في حين ان اخرين من ممارسي الموبقات يرمون الزاد في الزبالة على انها ( نجس ) على اعتبار ان اهل لغير الله به وهي منغرسة في اعماق نفوسهم في عناد ومكابرة لاتجدي معهم كل النصائح الا فتاوي خاصة قرأت عليها ايات شيطانية في حين ان الله يصفنا بكنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر .
صلاح مندلاوي