لشهر رمضان في مدينة خانقين طعم خاص، ودلالات اجتماعية ودينية وعقائدية عميقة، حيث الاجواء العائلية الدافئة، والعادات والتقاليد الخاصة، اذ تتجلى العلاقات الحميمية بين كل اطياف وافراد المجتمع الخانقيني، فضلا عن الاكلات الشعبية التي تزين موائد الافطار واقامة بطولات رياضية منوعة طيلة ليالي رمضان، والالعاب المسلية الخاصة بهذا الشهر الفضيل كلعبة المحيبس، وغيرها..
وفي هذا العام اكتسب رمضان مذاقا اكثر نكهة من الاعوام السابقة، حيث الليالي الملاح والاستمتاع بالهواء الطلق المعانق لنسيم نهر الوند العليل.. وبدت الاجواء اروع واجمل.. ويعود الفضل في كل ذلك الى رئاسة بلدية خانقين التابعة لاقليم كوردستان التي حولت كورنيش الوند، متنفسا للترفيه عن النفس في ضل خطر وباء فايروس كورنا الذي القى بضلاله على المدينة واحدث اصابات خطيرة.... وبات كورنيش الوند فسحة رحبة وخير منتجع للأماسي والسهرات والسمر، حيث مناظر أخاذة ومكتبة عامة واذاعة ومعرض ومتحف مفتوح للاعمال الفنية والهندسية، حيث يتناغم الماضي العتيق بكل تجلياته الفنية مع معطات الحاضر المدهش..
وانت تتنزه في الكورنيش تشعر بتلك اللمسات الفنية التي تداعب برفق كل بقعة او شبر او ركن..
وتسر ناظرك القطع الاثرية والمقتنيات الفنية التي تحاكي زمن الماضي الجميل، كالاواني والادوات الزراعية والحرفية القديمة وبيوت الشعر ومن جانب آخر تجد المجسمات الرائعة والاشكال الهندسية المبدعة. والعاب الصغار، كما هنالك العديد من الاكشاك المصنوعة باجود انواع الخشب وبكل حرفية وجمالية وقد زينت بالنشرات الضوئية المبهرة.. والاشكال الفنية المصنوعة من بقايا الاشجار والآلات والمكان المعطوبة.
وما بين هذا وذاك تجذبك مساحات خضراء من العشب واشجار الزينة الطبيعية واشجار النخيل وشلال الماء الاصطناعي. والعاب الاطفال.. بينما المعرض الفوتوغرافي الموجود في الكورنيش يذكرك برجال وشخصيات بارزة ساهموا في بناء هذه المدينة العريقة، ونسجوا لحمتها الاجتماعية المتماسكة. ورجال فكر وفن ارتقوا بتاريخ وامجاد خانقين الثقافي والفني والسياسي والرياضي عبر الزمن..
وقد يعتبر كورنيش خانقين مشروع تعاوني مشترك حيث شارك في انشائه جهات رسمية وبالوجه الاخص رئاسة بلدية خانقين وابناء المدينة الذين ساهموا بناتجات فنية واهدائهم قطع فنية واثرية..
وللاستزادة في حيثيات عمل المشروع وما يحتويه.. التقينا علي حسين بوكي رئيس قسم الخدمات في رئاسة بلدية خانقين، والمشرف على ادارة الكورنيش، حيث سلط الضوء على دور رئاسة البلدية من حيث تخصيص مساحة شاسعة على ضفاف الوند لبناء هذا المشروع السياحي، مؤكدا على دور كوادر ومنتسبي البلدية الذين عملوا وخططوا وهندسوا وبنوا وابدعوا في النتاجات الفنية والهندسية والمجسمات ..الخ.. كما اكد على دور المواطنين الذي تطوعوا في اهداء اللقيات والقطع الفنية والاثرية والاثاث المنزلية وصور للمعرض الفوتوغرافي (الاسود والابيض) وحتى الطيور الاليفة..
ونوه علي بوكي الى ان رئاسة البلدية اجازت مواطنين لبناء اكشاك في الكورنيش دون مقابل ودون فرض بدل ايجار...
وفي ختام لقائه، قال رئيس قسم الخدمات: باسمي وباسم رئاسة بلدية خانقين المتمثل برئيسها المهندس سوران علي، اوجه بالشكر الى دلير حسن ساية قائممقام قضاء خانقين ومدير مركز شرطة خانقين العميد الحقوقي ديار شوكت، وذلك لدعمها المتواصل لمشروع الكورنيش امنيا ومعنويا، وكذلك اعبر عن امتناني الخاص للمواطنين الذين تعاونوا بكل جد وبمختلف الوسائل من اجل اظهار هذا الصرح بالشكل الذي يبدو الآن واناشدهم على حفظ الممتلكات خدمة للصالح العام..
وفي ختام حديثه قال: اناشد حكومة اقليم كوردستان ابداء المزيد من الدعم لرئاسة بلدية خانقين وذلك لتطوير وتوسيع واستحداث المشاريع وتقديم خدمات افضل للمواطنين..
ومن الجدير بالذكر، وفر المشروع فرص عمل للعديد من الشباب للعمل وافتتاح مشاريع للاسترزاق وتحقيق احلامهم.. ومن بين هؤلاء الشاب بشار عاصي وعقيلته آريان، اذ نصبا كشكا جميلا لتقديم انواع العصائر والمرطبات واخر للقهوة والمشروبات الساخنة، حيث قال: بفضل الله والاخ علي بوكي الذي منحنا المكان مشكورا دون مقابل، تمكنا انا وزوجتي ان نبدأ من الصفر و ان ننصب الكشك وبيت الشعر وجناح خاص للعوائل وذلك بمساعدة شقيقي اياد.. ولله الحمد وفقنا في العمل وحالفنا النجاح.
PUKmedia / عباس حميد رشيد / مكتب خانقين