احتفل محرك البحث العالمي (غوغل) اليوم الأربعاء، بالذكرى الـ 75 لميلاد الفنان المصري الراحل نور الشريف، الذي استحوذ على قلوب الجماهير لما يقرب من 40 عامًا.
ونور الشريف (اسمه الحقيقي محمد جابر محمد عبدالله) هو ممثل سينمائي وتلفزيوني مصري، ويعد أحد نجوم السينما المصرية والعربية في الربع الأخير من القرن العشرين حيث قدم للسينما أكثر من 180 فيلما، وشارك في عشرات المسرحيات والمسلسلات التلفزيونية.
ولد نور الشريف في القاهرة في مثل هذا اليوم من عام 1946. عندما كان طفلاً كان يحب كرة القدم ومع ذلك فقد طغى عليه شغفه بالتمثيل فبدأ بالأدوار المسرحية الصغيرة.
ولم يمض وقت طويل قبل أن تجذب الموهبة التي أظهرها في بروفة فيلم “روميو وجولييت” انتباه المخرج المصري البارز حسن الإمام فقدمه في فيلم “قصر الشوق” أمام النجم الراحل يحيى شاهين وهو أول فيلم لنور الشريف.
مهد ظهوره الأول على الشاشة الفضية الطريق لمهنة أيقونية. فغالبًا ما لاحظ النقاد والزملاء على حد سواء تفاني الشريف الدقيق في أدواره، حيث كان يقرأ النص الكامل لكل مشروع عمل فني، وليس فقط خطوط شخصيته.
تألق هذا الإخلاص في أدائه، مما جعله في دائرة الضوء في السينما المصرية لعقود. من بين أعماله البارزة دوره الرئيسي في فيلم “حدوتة مصرية” عام 1982 بالإضافة إلى فيلم “ناجي العلي” عام 1991، الذي صور فيه رسام الكاريكاتير الفلسطيني الراحل، وأفلام “العار” و”زوجتي والكلب” و”أبناء الصمت” و”الكرنك” و”أهل القمة”.
قدم أيضًا العديد من المسلسلات الدينية والتاريخية والاجتماعية أبرزها مسلسل “عمر بن عبد العزيز” الذي يعتبره أهم عمل قدمه على الإطلاق على مدار تاريخه الفني كله حتى أنه أوصى في أحد اللقاءات التلفزيونية بعرض مشهد وفاة خامس الخلفاء الراشدين يوم وفاته.
وكذلك مسلسلات “لن أعيش في جلباب أبي” و”الحرافيش” و”القاهرة والناس” و”الثعلب” و”عائلة الحاج متولي” و”الدالي”.
كان نور الشريف أكثر من مجرد ممثل، فقد أخرج للمسرح والسينما العديد من الأعمال، وظهر لأول مرة في الإخراج السينمائي مع فيلم (العاشقان) عام 2001.
توجت رحلة نور الشريف الفنية بالتكريمات، ومن الجوائز التي حصدها، جائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لعام 1977، وجائزة القدس للثقافة والإبداع تقديرا لما قدمه للسينما العربية.
كذلك نال جائزة التمثيل الذهبية من مهرجان نيودلهي عن “سواق الأتوبيس”، وجائزة أفضل ممثل عن “ليلة ساخنة”. أما آخر أفلامه “بتوقيت القاهرة”، فحصل عنه على جائزة أفضل ممثل لعام 2015 من مهرجاني: مالمو للسينما العربية في السويد، ومهرجان وهران للفيلم العربي.
جمعته قصة حب بالفنانة بوسي (اسمها الحقيقي صافيناز مصطفى قدري) منذ الستينيات، وتزوجا عام 1972، وهو ما جاء موازيا لمشوار فني جمعهما عبر أعمال مشتركة، أشهرها فيلم “حبيبي دائما”، لتظل قصتهما الأجمل والأبقى في الوسط الفني حتى بعد انفصالهما عام 2006.
وبقيت علاقتهما وطيدة ومحترمة كصديقين ورفيقي عمر، قبل أن يعودا لبعضهما في 2015 قبل شهور قليلة من وفاة نور الشريف، كما لو أن النجمين قررا تبادل الأدوار، ففيما ماتت بوسي على ذراعيه في السينما، توفي هو بين أحضانها في الحقيقة.
وفي يوم الثلاثاء الموافق الحادي عشر من أغسطس/آب عام 2015، توفي نور الشريف عن عمر ناهز 69 عامًا بعد صراع طويل مع المرض.
PUKmedia وكالات