كشف المؤشر العالمي لحرية الصحافة للعام 2021، تراجع العراق الى المرتبة 163 ليصبح متأخرا عن بلادان مثل الصومال وبنغلاديش، في وقت يتواصل الصحافيون مهامهم رغم مختلف التحديات، ما اسباب التراجع وهل هناك حريات للصحافة والصحفيين في العراق؟
قوى لا تؤمن بحرية الصحافة
يقول المحلل السياسي احمد خضر: ان موقع العراق في التصنيف سببه السلاح المنفلت، والميليشيات التي تمتلك اسلحة ولا تأتمر بامرة الحكومة، مشيرا الى ان الحريات في العراق مقيدة لسطوة قوى سياسية لا تؤمن بحرية الصحافة والرأي الاخر وثقافة الحوار.
وكانت عمليات اغتيال وخطف طالت الصحفيين على مدار الاعوام الماضية في وقت قيدت فيه تلك الجرائم ضد المجهول او داعش وغالبا استمرار التحقيقات كما في قضية اغتيال الخبير الامني الدكتور هشام الهاشمي.
يقول الخبير القانوني طارق حرب الى ان الاغتيالات التي طالت الصحفيين دليل على وجود حريات صحفية، موضحا، ان المشكلة ليست في القانون وانما الذين اترتكبوا تلك الجرائم مازالوا طلقاء.
ويؤكد ان العراق بحاجة الى محاسبة من يقف امام حرية الصحافة ومحاسبته، من جانبها تؤكد الصحفية سعاد الراشد، ان حريات الصحافية مفقودة في العراق لاسباب القوانين التي تحد الوصول للمعلومات وحرية التعبير، وان الصحفيين يعملون في اطار توجيهات المؤسسات التي يعملون فيها وليس وفق قناعاتهم، اضافة الى صعوبة الوصول الى المعلومة واحيانا تضليل الحقائق او نقلها بحياد، كما ان العوز المالي يعيق حريات الصحافية بشكل يكون الصحفي اسيرا وايضا صعوبات العلاقات والعطاءات للوصول الى الحقائق.
حبر على ورق
يصر المحلل السياسي أحمد خضر ان حرية الصحافة والرأي الاخر حبر على ورق في ظل قوى سياسية لا تحترم القانون او حرية الكلمة والرأي وان التصنيف العالمي للعراق بمحله لان لا توجد حكومة قوية تستطيع بقوة القانون والدستور ادارة جميع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية ومنها الاحزاب والمنظمات السياسية.
ومنذ 3/5/2020 وحتى 2/5/2021 سجل العراق 268 انتهاكا بين تهديد وملاحقة الصحفيين، واحتجاز واعتقال، ودعاوى كيدية، واعتداء بالضرب، ومنع تغطيات، واغلاق وسائل اعلام، وتسريح عاملين.
الجناة مازالوا طلقاء
يبين الحرب، انه لا يتفق مع التنصيف، ويوضح: نعم هناك اغتيالات وخطف للصحافيين، لكن وضع العراق في اخر القائمة لايمكن قبوله. بوجود قوانين ونسبة من حرية الصحافة والرأي، خاصة ان الدستور ضمن ذلك وان قانون حقوق الصحفيين رقم 10 لعام 2012 ضمن حقوق الصحفيين، مستدركا ان هناك عصابات مسلحة وميليشات تقف ضد حرية الصحافة لكن كل ذلك لا ينتقص مما لدينا، فقط نحتاج الى طفرات كي نكون نموذجا لدول المنطقة فلا يمكن التساوي بين العراق في حرية الصحافة وسوريا ومصر او السعودية يجب ان ننطلق اكثر.. ويؤكد ان العبرة ليست في القواننين لكن بوجود ميلشيات فوق القانون.
PUKmedia خاص