فرانس برس: سيناريو متشائم للحوار بين السعودية وإيران في العراق.. !

آخر تحديث 2021-05-06 00:00:00 - المصدر: وكالة ناس

بغداد - ناس 

افاد تقرير صحفي، الخميس، بان المحادثات الاخيرة التي يرعاها العراق بين السعودية وإيران تشير إلى تحول دبلوماسي، الا ان الانفراجة الفعلية لا تزال بعيدة المدى.

قناة "ناس" على تلكرام.. آخر تحديثاتنا أولاً بأول  

و بحسب تقرير لوكالة "فرانس برس"، وتابعة "ناس"، (6 آيار 2021)، فقد "استضاف العراق محادثات بين الطرفين "أكثر من مرة"، حسبما قال الرئيس العراقي برهم صالح، الأربعاء. والتقى وفد سعودي بقيادة رئيس جهاز المخابرات خالد بن علي الحميدان بمسؤولين إيرانيين في بغداد في التاسع من أبريل الماضي". 

ومن المتوقع أن تجري المملكة مزيدا من المحادثات هذا الشهر، وفقا لمصادر متعددة من بينها مسؤول غربي مطلع على المحادثات.

ويمثل الحوار الذي يستضيفه العراق أول جهد جدي لنزع فتيل التوترات منذ قطع العلاقات بين السعودية وإيران في 2016  إثر مهاجمة بعثات دبلوماسية سعودية في إيران، على خلفية إعدام رجل دين شيعي معارض في المملكة.

وتسعى الرياض الآن للتوصل مع طهران لاتفاق يساهم في إنهاء الحرب باليمن، في وقت يشن المتمردون الحوثيون حملة للسيطرة على مأرب، آخر معقل للحكومة في الشمال، ويصعدون ضرباتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة على المملكة.

وفي موازاة الجهود المبذولة في بغداد، التقى وفد أميركي بقيادة المبعوث الخاص تيم ليندركينغ والسناتور كريس مورفي، خلال الأسبوع الماضي، مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث في سلطنة عمان كجزء من مسعى دبلوماسي لوقف إطلاق النار في اليمن.

ويقول الباحث في معهد "مركز كارنيغي للشرق الأوسط" أحمد ناجي لوكالة فرانس برس: "هناك صلة مباشرة بين المحادثات السعودية الإيرانية وما يحدث في مسقط، بالنظر إلى نفوذ الإيرانيين على الحوثيين".

ويضيف "السؤال الرئيسي هنا هو هل يمكن لهذه الجولة من المفاوضات أن تضع حدا لحرب اليمن التي طال أمدها أو أن تؤدي إلى وقف إطلاق نار مؤقت فقط؟".

ويتابع "كل الجهود تهدف إلى محاولة تهدئة الصراع بين السعوديين والحوثيين، لكن هناك طبقات عدة من الصراع، وسيتطلب الأمر آليات طويلة المدى ومتعددة المسارات تبدو غائبة" حتى الآن.

توقعات محدودة

وقال مصدر مقرب من مركز الحكم في السعودية للوكالة إن توقعات المملكة من حوارها مع إيران محدودة، مستبعدا "حدوث اختراق سريع بعد سنوات من التنافس المرير".

وقال المصدر السعودي لفرانس برس إن المحادثات ستساعد على الأقل "في القول لإدارة بايدن إننا عقلانيون ومنفتحون على الحوار".

وأشارت الوكالة إلى أن السلطات السعودية لم ترد على طلب التعليق.

وتأتي التحركات في وقت يضغط الرئيس الأميركي جو بايدن لإحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 والذي خرج منه سلفه دونالد ترامب.

وسعت السعودية للحصول على مقعد على طاولة المفاوضات، لكن وسط تحفظ من جانب إيران بسبب مخاوف من أن تحاول السعودية تخريب الصفقة، قال مسؤول غربي إن "المملكة تأمل على الأقل في مقعد في غرفة مجاورة للغرفة".

وبحسب الباحثة في معهد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية تشينزيا بيانكو، "لا يوجد شيء أكبر في الحوار السعودي الإيراني"، مضيفة "اليمن مقابل الاتفاق" النووي.

وتتحرك المملكة لخفض درجة التوتر على جبهات عدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك التصالح مع قطر بعد قطيعة دامت ثلاث سنوات، وعلى الصعيد الداخلي الاستثمار لتمويل مشاريعها العملاقة الطموحة وتنويع مواردها بدل الاعتماد على النفط.

لكن هدفها الرئيسي هو إخراج نفسها من الصراع الدائر في اليمن والذي خلف عشرات الآلاف من القتلى وتسبب بأزمة إنسانية كبرى.

ويحذر بعض المراقبين من الآمال الخاطئة بأن المحادثات مع إيران ستساعد المملكة في تحقيق هذا الهدف.

وتقول الباحثة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إيلانا ديلوزير لفرانس برس "يفضل الحوثيون أن يكون لهم وسيطهم الخاص مع السعودية ولن يرغبوا بأن تأخذ إيران مكانهم في ذلك".

وتتابع: "حتى إذا انتهى الأمر بحصول السعودية على بعض التأثير على خيارات إيران في ما يتعلق باليمن، فلن يتمكن الإيرانيون من اختطاف المحادثات السعودية الحوثية بالكامل".