استمرار إغلاق المنطقة الخضراء ببغداد

آخر تحديث 2021-05-27 00:00:00 - المصدر: العربي الجديد

الاستنفار الأمني يتواصل وسط بغداد (مرتضى السوداني/ الأناضول)

يتواصل إغلاق المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية، اليوم الخميس، مع نشر قوات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب في مناطق عدة بمحيط مكتب رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، ومقر وكالة الاستخبارات ومؤسسات أمنية أخرى، في وقت تتضارب المعلومات بشأن إطلاق سراح القيادي بـ"الحشد الشعبي"، قاسم مصلح، الذي اعتقلته قوة عراقية خاصة، فجر أمس الأربعاء، وفقاً لمذكرة قضائية بتهم تندرج ضمن قانون مكافحة الإرهاب.

وحتى صباح اليوم، ما زالت قوات تابعة للواءين 56 و39 بالجيش تنتشر في بغداد، مع دبابات "أبرامز" ودروع، وأصدر سياسيون عراقيون تحذيرات من إهانة الدولة وتحديها، وآخرين حذروا من تكرار السيناريو اليمني في بغداد على خلفية الاستعراض المسلح للمليشيات التي تطالب بإطلاق سراح مصلح المتهم من قبل الحكومة بتنفيذ جرائم استهداف ناشطين مدنيين وعمليات تهريب واستهداف منشئات حيوية.

وأكد مسؤول حكومي، لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم ذكر اسمه، أنّ "مصلح ما زال في عهدة قيادة العمليات المشتركة وأنه يخضع للتحقيق بشأن التهم الموجهة إليه"، مبينا أن "الحديث عن الإفراج عنه غير دقيق، وأن جهات كثيرة من قيادات سياسية وقيادات بالحشد ضغطت لنقله من عهدة قيادة العمليات المشتركة إلى مقر هيئة الحشد الشعبي، لكن حتى الآن لم ينجح ذلك والحكومة تقاوم الضغوط والتهديدات".

ووصف المصدر ذاته ما تتعرض له الدولة العراقية، منذ ظهر أمس الأربعاء، بأنه "تهديدات مباشرة تنسف كل حديث عن خضوع الفصائل المسلحة لسلطة الدولة والقانون"، مؤكداً أن "رئيس الحكومة وعد تلك الجهات بالإفراج عنه في حال لم تثبت إدانته بالتهم الموجهة ضده، وأن ملفه بيد القضاء".

لكن المتحدث باسم مليشيا "كتائب سيد الشهداء" كاظم الفرطوسي، قال، إنّ "مصلح تم الإفراج عنه ليلة أمس، وتم استقباله في مقر هيئة الحشد من قبل رئيس الهيئة فالح الفياض وقائد أركان الحشد أبو فدك، وزعيم مليشيا بدر هادي العامري"، مستدركا أن "مصلح متواجد في مقر هيئة الحشد بصفته قائدا فيها، وليس بصفته معتقلاً أو متهماً". وأكد أن "مصلح واجه تهمة استهداف معسكرات القوات الأميركية".

وكان الكاظمي، الذي ترأس، ليل أمس، اجتماعاً للمجلس الوزاري للأمن الوطني، وبحث المستجدات الأمنية، قد شدد على أن القضاء هو من يحدد المذنب والبريء بعد إتمام السلطة التنفيذية لدورها.

وذكر المكتب الإعلامي للكاظمي، في بيان، أنه أكد خلال الاجتماع أن "العراق يمر بمرحلة حساسة، وهذه الحكومة تشكلت بهدف معالجة التحديات التي مر بها البلد نتيجة التراكمات الطويلة، وكادت أن تذهب بالوضع الى تدهور خطير، وأن التحركات التي قامت بها مجموعات مسلحة في بغداد تعد انتهاكاً خطيراً، ليس فقط للنظام والقانون، بل وللدستور العراقي".

وأضاف أن "الدستور يحدد مهام السلطات، وأن الحكومة مسؤولة عن المهام التنفيذية وتنفذ ما يصدر من القضاء وفق مذكرات قانونية"، مشددا على أن "القضاء هو من يحدد المذنب والبريء، بعد إتمام السلطة التنفيذية لدورها".

وأوضح أن "هذه الحكومة ليست حكومة انتقامية، كما أنها ليست حكومة تصفيات سياسية، وإنما حكومة عملت لخدمة العراق وشعبه".

السياسي العراقي، قصي محبوبة، كتب معلقاً على ما يجري في بغداد من استعراض مسلح ونشر مضاد من قبل الحكومة لقوات الجيش بالقول: "أصبح اللعب على المكشوف. نقترب جدا من سيناريو الحوثي في صنعاء"، في إشارة لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) باليمن.

واستمرت ردود الأفعال إزاء الفوضى التي تسبب بها انتشار الفصائل المسلحة، إذ حذر رئيس الوزراء الأسبق، حيدر العبادي، من الاستقواء على الدولة، وقال في تغريدة له، إن "بناء الدولة مسؤولية تضامنية.. أما أن تسير الدولة إلى النظام والسيادة، وأما أن تهد على رؤوس الجميع.. التجاوز والاستقواء والتمرد على الدولة ممنوع، والفتنة والفوضى والاستلاب كارثة..  لا أحد فوق القانون والمساءلة، فلنحتكم إلى الدولة ومنطقها قبل أن تبتلعنا الفوضى".

كما علق الباحث في الشأن السياسي العراقي، شاهو القرداغي، على تلك الأحداث في تغريدة له، وقال "بغداد والشعراء والصور، تحولت الى بغداد الميليشيات والقهر، بفضل من يسمي نفسه المقاومة التي حولت العاصمة الى ساحة لأنواع الميليشيات وعرض للسلاح المنفلت لأجل شخص متورط بالجرائم ومتهم بالإرهاب".