يس عراق: بغداد
مازال العراق يترقب بشدة المستويات التي من الممكن أن يصل لها ملف انشاء مفاعل نووي في البلاد والذي تم الكشف عن تحركات جدية لانشائه، لما يحتويه من فوائد لاتعد ولاتحصى متمثلة بتوفير طاقة كهربائية مستمرة ومستقرة، والاستفادة من الوقود من نفط وغاز وتصديره بدلًا من تشغيل المحطات الكهربائية به، فضلًا عن ايقاف استيراد الغاز من ايران.
الهيئة العراقية للمصادر المشعة وبعد حديث سابق عن تحديد 20 موقعًا في العراق مرشحًا لانشاء المفاعل النووي فيه، كشفت مؤخرًا بالارقام، الفائدة المترتبة على هذا الملف.
وأوضح رئيس الهيئة العراقية للمصادر المشعة كمال حسين لطيف في تصريح للصحيفة الرسمية أن “إنتاج الكهرباء بواسطة الطاقة النووية هو الأرخص والاكفأ بين أنواع الطاقة الأخرى”، مبيناً أن “إنشاء مثل تلك المفاعلات في البلاد سيوفر كهرباء ثابتة مستقرة وكذلك سيوفر مليارات الدولارات لخزينة الدولة التي تنفق سنوياً لإنتاج الكهرباء”.
فضلا عن الفوائد المادية الصرفة، يشير لطيف إلى أن بناء المفاعلات النووية لأغراض إنتاج الطاقة الكهربائية واحد من أهم عناصر النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، فإلى جانب تحقيق اكتفاء الطاقة بتغطية الطلب المتزايد والمستمر فإن ميزة الانتاج من الطاقة النووية هي عنصر الاستمرارية في التجهيز ولمدة 24 ساعة في اليوم وعلى مدار الأسبوع وطيلة أيام السنة، عدا عشرة أيام فقط لإعادة تعبئة الوقود النووي الجديد وأعمال الصيانة
أرخص الطاقات.. حفاظ على 7% من الانتاج السنوي للنفط.. توفير أكثر من 5 مليار دولار!
يبين لطيف أن الكهرباء المنتجة بالطاقة النووية تعد من أرخص الطاقات مقارنة بباقي أنواع الوقود وعلى مستوى سعر المنتج المعياري LCOE “.
ويوضح أن “إنتاج الكهرباء بالطاقة النووية ستكون له فائدة مزدوجة، وذلك لأن العراق يعد من الدول المصدرة للنفط والغاز وهي تستهلك جزءا منه يقدر بنحو 7 % من الإنتاج السنوي من النفط.
واذا عرفنا ان العراق ينتج حاليًا أكثر من مليار برميل سنويًا فهذا يعني أنه يستهلك أكثر من 70 مليون برميل نفط طوال السنة لتشغيل المحطات الكهربائية، وهو مايمثل نحو 5 مليار دولار.
ويستهلك العراق فضلا عن كميات النفط، جميع الغاز المنتج مع استمرار وجود الحاجة له، إذ إن كل إنتاج العراق من الغاز الآن يغطي نحو 70 % لغرض إنتاج الكهرباء، فيما يستورد العراق المتبقي من ايران، وبحسب لطيف فأنه تقدر تكاليف الوقود بأكثر من ٥ مليارات دولار سنوياً، وتمثل أكثر من 7 % من الدخل الوطني”.
وبين لطيف أنه “لو قدر أن استبدلنا الطاقة النووية بدل الطاقة الناتجة عن حرق النفط والغاز ولو بنسبة 25 % فهذا سيقلل من الهدر والاستنزاف لميزانية الدولة بشكل كبير جداً، فذلك سيساعد كثيراً في تحسين الدخل للفرد وتقليل صرفيات الوقود التي ترهق الميزانية العامة”.
شارك هذا الموضوع: