الجزائريون يقاطعون أول انتخابات بعد بوتفليقة.. ومطالبة بـ ’فياغرا سياسية’ لإنقاذ الوضع!

آخر تحديث 2021-06-12 00:00:00 - المصدر: وكالة ناس

بغداد – ناس

كانت الحركة في مدن العاصمة الجزائرية، صباح السبت، الذي شهد تنظيم ثالث استحقاق ضمن المسار الدستوري الذي تبنته السُلطة الجزائرية لإعادة ترتيب المشهد السياسي، هادئة جداً بسبب خُلوها من المارة، فعدد المارة في الشوارع لم يكن يتجاوز وحتى غاية العاشرة صباحًا العشرات من الجزائريين.

قناة "ناس" على تلكرام.. آخر تحديثاتنا أولاً بأول  

وناقش تقرير "النهار العربي" الظروف المحيطة بإجراءات الانتخابات، والعزوف الذي رافقها.

ووسط ظروف صحية صعبة بالنظر إلى ارتفاع الإصابات بـ "كوفيد _ 19" وحتى بالسلالات المُتحورة على غرار السلالتين البريطانية والنيجرية، وانتشار ملحوظ لرجال  الأمن بالزيين المدني والرسمي، فتحت مراكز الاقتراع، أمام الناخبين لاختيار ممثليهم في أول مجلس شعبي وطني (الغُرفة الأولى للبرلمان الجزائري) في حقبة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بحسب "النهار العربي".

ولم تختلف هذه الانتخابات كثيراً عن سابقاتها كالانتخابات الرئاسية التي نظمت في كانون الأول 2019 وكذلك الاستفتاء على مشروع تعديل الدستور الذي طرحهُ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في تشرين الثاني الماضي، بالنظر إلى اتساع رُقعة العزوف الانتخابي خاصة في منطقتي العاصمة والقبائل التي شهدت أعمال شغب وعنف وصلت حد غلق مراكز اقتراع بالأقفال والسلاسل الحديدية وتحطيم صناديق الاقتراع، فلم تتجاوز نسبة المُشاركة في هاتين المُحافظتين 0,24 بالمئة خلال الفترة الصباحية.

إقرأ ايضاً: كيف بدت الأجواء مع بدء الاقتراع في الجزائر؟ 

ورغم الإجراءات التي أقرتها السلطة المُستقلة لمراقبة الانتخابات في الجزائر، بعد ساعات قليلة فقط من انطلاق عملية الاقتراع، كالترخيص للناخبين بممارسة حقهم الانتخابي ببطاقة التعريف الوطنية (بطاقة الهوية) أو رخصة القيادة أو جواز السفر بدل التصويت ببطاقة الناخب فقط مثلما هو معمول به.

وفي انتظار الإفراج عن الأرقام الرسمية النهائية من طرف السلطة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات في الجزائر، غدا الأحد، أظهرت التقارير الأولية أن نسبة المُشاركة في الانتخابات البرلمانية لن تختلف كثيًرا عن تلك التي تم تسجيلها في الاستفتاء على الدستور في 1 تشرين الثاني الماضي، الذي تدنت نسبة التصويت فيه إلى 23 في المئة، وبلغت النسبة الأولية حتى الرابعة مساءً بالتوقيت المحلي 14,47 بالمئة أي ما يُعادل402720 3ناخباً.

وأبرزت النتائج الأولية في الانتخابات البرلمانية الجزائرية تدني نسبة التصويت إجمالا في مُعظم المُحافظات الوُسطى والغربية والشرقية لتلامس درجة العزوف التام في أجزاء من منطقة القبائل، بينما سجلت مُحافظات في الجنوب أعلى نسب أولية للتصويت والمُشاركة في الانتخابات إذ عادت أعلى نسب أولية للتصويت والمشاركة في الانتخابات إلى ولاية إيليزي التي تقع في أقصى جنوب الجزائر.

ولم يبد الرئيس الجزائري انزعاجه من هذه الممارسات وحتى من تدني نسبة المُشاركة، وقال في تصريح للصحافيين، بعد قيامه بواجبه الانتخابي في مركز  سطاولي في الضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية: "بالنسبة لي فإن نسبة المُشاركة لا تهم ما يهمني أن من يُصوت لهم الشعب لديهم الشرعية الكافية لأخذ زمام السلطة التشريعية". وتابع: "رُغم ذلك أنا مُتفائل من خلال ما شهدته في التلفزيون الوطني، هُناك إقبال خُصوصا لدى الشباب والنساء، أنا مُتفاءل خيرًا"،  و"أعتقد أننا في الطريق الصحيح ما دمنا نتعرض للهجمات من كل جانب، لأنهم لن يرضوا أن دولة مثل الجزائر تدخل الديموقراطية من أبوابها الواسعة. أنا شخصياً كرئيس وكمواطن أؤمن إيماناً قوياً أن السلطة للشعب ويمارسها من خلال من ينتخبهم".

ولعل الحدث الأبرز الذي خطف أنظار الجزائريين وحتى الإعلام الأجنبي الذي سجل حُضوراً قوياً أمام مراكز الاقتراع، ظُهور سيدة الجزائر الأولى زوجة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، للمرة الثانية على التوالي، بحجابها الأنيق والبسيط والمتواضع.

وبث التلفزيون الجزائري الحُكومي مشاهد مقتضبة لإدلاء زوجة الرئيس بصوتها في الانتخابات البرلمانية المُبكرة، وتفادت الإدلاء بأي تصريح، غير أنها تجاوبت مع طلب المصورين لالتقاط صُور لها وهي تضع ورقة التصويت في الصندوق.

وتُعتبرُ هذه المرة الثانية التي تظهرُ فيها حرم تبون، إذ ظهرت المرة الأولى في الاستفتاء الشعبي على تعديل الُدستور الذي  نظم في الأول من تشرين الثاني الماضي، وهي المحطة التي شهدت غياب الرئيس وراء تواجده في أحد المستشفيات الألمانية بعد إصابته بفيروس كورونا.

كذلك أثار تصريح صحافي مقتضب أدلى به رئيس حركة البناء الوطني (حزب محسوب على التيار الإسلامي) عبد القادر بن قرينة، جدلاً واسعا في البلاد.

وقال رئيس حركة "البناء الوطني" عبد القادر بن قرينة، عقب إدلائه بصوته في العاصمة، إن الحركة "تهدف من خلال الانتخابات إلى تجسيد الإرادة الشعبية وأخذ السيادة الوطنية والانطلاق بحوار وطني غير إقصائي، ضمن الحراك الموجود في إطار كوماندوس سياسي، وإذا كان هذا الكوماندوس يفشل أحياناً، ندعو مجمع صيدال (مجمع حكومي مختص في صناعة الدواء) لصنع دواء الفياغرا السياسي لتنشيط هذا الكوماندوس".

وفي انتظار الإعلان عن النتائج الرسمية النهائية، يأمل الجزائريون أن لا تكون هذه الانتخابات التي شهدت نسبة مُقاطعة واسعة قد فتحت باب أزمة جديدة بدلا من أن تنهي التخبط التي تشهده البلاد منذ عامين تقريبًا.