ازدياد اقبال مواطني المحافظات العراقية للسكن في اقليم كوردستان.. الاسباب والدوافع والنتائج

آخر تحديث 2021-06-23 00:00:00 - المصدر: الاتحاد الوطني الكردستاني

ازدادت خلال الفترة المنصرمة من العامين المنصرمين، اقبال المواطنين من المحافظات الوسطى والجنوبية والمحافظات العراقية الاخرى على شراء العقارات والمنازل والشقق السكنية في اقليم كوردستان.

وكانت دائرة التسجيل العقاري في اقليم كوردستان، قد أعلنت في الـ 16 من شهر كانون الاول من العام 2018، السماح للمواطنين العرب بشراء العقارات والاراضي في الاقليم وتسجيلها بإسمائهم.

واضافت: ان إتمام عملية الشراء والتسجيل تستلزم الاوراق الثبوتية كالبطاقة الشخصية وشهادة الجنسية العراقية لإثبات إقامة الشخص في العراق، وحينها يكون بمقدوره شراء وتملك العقارات والاراضي، مبينة ان الرسوم التي يجب على المواطنين العرب دفعها هي نفس الرسومات التي يتم جبايتها من المواطنين الكورد، ودون اي زيادة.

ويعزو برلمانيون ومختصون بالشأن الاقتصادي وقانونيون وصحافيون، الاسباب التي ادت الى توافد العوائل من المحافظات العراقية، الى القرار الذي اتخذه اقليم كوردستان بالسماح للمواطنين العرب من شراء العقارات والاراضي في اقليم كوردستان، اضافة الى المناخ الجميل لاقليم كوردستان وطبيعته، فيما اتفقت الآراء على ان شراء المواطنين من المحافظات العراقية الاخرى للعقارات والمنازل والشقق في اقليم كوردستان، لها ايجيابيات أكثر من السلبيات.

لا معوقات قانونية تمنع قدوم مواطني المحافظات العراقية للسكن في اقليم كوردستان

يؤكد زياد جبار عضو برلمان كوردستان انه من الناحية القانونية ليس هنالك اية معوقات تمنع قدوم المواطنين من المحافظات العراقية الاخرى وشراء عقارات ومنازل والسكن في اقليم كوردستان.

وقال جبار  خلال تصريح خاص لـ PUKmedia، انه لا توجد اية معوقات من الناحية القانونية، تمنع قدوم المواطنين من المحافظات العراقية الاخرى وشراء عقارات ومنازل والسكن في اقليم كوردستان.

ويضيف: ان اقليم كوردستان له نظام ادراي يسمح للمواطنين من عموم العراق بالسكن في محافظاته ومدنه وبلداته، مبينا انه لا توجد مخاوف سياسية من قدوم المواطنين والسكن في محافظات اقليم كوردستان.

ويشير الى، ان هنالك تأثيرات اقتصادية في هذه القضية، اذ لها تأثيرات ايجابية على انعاش قطاع السياحة والمناطق السياحية وخصوصا وفي الوقت الراهن حيث هنالك تفاوت في القدرة الشرائية للمواطنين الذين يسكنون المحافظات العراقية الاخرى نتيجة تسلمهم الرواتب في وقتها دون استقاطاعات بالاضافة ارتفاع اسعار صرف الدولار امام الدينار العراقي، مرجحا ان الاسباب هذه قد تؤدي الى عدم توجه المواطنين الى الدول الاخرى المجاورة لغرض السكن والسياحة والقدوم الى اقليم كوردستان، اذ سابقا كانوا يتوجهون الى تركيا، او لبنان او ايران، الا انه في الوقت الحالي يلجؤون الى اقليم كوردستان.

ويتابع عضو برلمان كوردستان، ان المسألة هذه لها جوانب سلبية ايضا، منها ارتفاع اسعار بيع وايجار العقارات في اقليم كوردستان والتي بدورها تؤثر على المواطن في اقليم كوردستان، مردفا انه بالمجمل تكون الايجابيات اكثر من السلبيات.

احترام المرأة والتمتع بحريتها أمر مشجع للسكن في اقليم كوردستان 

يقول الصحفي علي الحياني وهو يسكن محافظة السليمانية، ان الوضع الامني والحياة المدنية هي من اهم الاسباب التي دفعته للسكن في اقليم كوردستان.

ويقول الحياني خلال تصريح خاص لـ PUKmedia: ان الأسباب والدوافع التي جعلتني أفضل إقليم كوردستان وتحديدا السليمانية على غيرها من المدن تعود أولاً، للوضع الأمني الممتاز فضلاً عن الحياة الهادئة التي تعيشها هذه المدن بعيدة عن تدخلات العشائرية والجهات المسلحة ونفوذها، بالإضافة إلى احترام القانون وان أي مشكلة هنا تحل عن طريق اللجوء للقانون والدوائر المختصة، وهذا أمر مشجع لي ولعائلتي فأغلب المشاكل في المحافظات العراقية تحل عن طريق العشيرة والسلاح المنفلت، على حد تعبيره.

ويضيف: ان الإقليم يختلف عن غيره بجملة نقاط من بينها، الوضع الأمني واحترام القانون والنظافة الجيدة التي تتمتع بها مدن الإقليم والخدمات التي يريدها المواطن هي أفضل من تلك المدن، مبينا ان انعدام الرشاوي في الدوائر الحكومية أو قلتها أمر مشجع آخر، اضافة الى تمتع المرأة بحريتها واحترامها وانعدام أو انحسار التحرش هذا أمر مشجع للعوائل لكي تخرج وتتمتع بطبيعة المدينة دون قيود.

ويتابع، ان الأمانة والنزاهة والأخلاص لدى المواطن الكوردي يضرب بها الأمثال، فمنذ سنوات أعيش هنا ولام أتعرض لأي عملية احتيال أو نصب أو استغلال في الأسواق الشعبية أو المولات أو الأماكن الأخرى، فضلا عن احترام الغريب هنا في السليمانية محل افتخار، فالجيران في العمارة التي أسكن بها يجلوني ويحترموني ويهنئوني في كل مناسبة، وهذا دليل احترام هذه المدينة والإقليم بشكل لتعدد الثقافات.

احترام الاديان والطوائف والحريات العامة في اقليم كوردستان

ويقول الصحفي علي الحياني، ايضا، نقطة أخرى هي احترام الأديان والطوائف والثقافات والحريات العامة في اقليم كوردستان، فتجد الكنيسية والحسينية والمسجد والمعبد وكلا يؤدي طقوسه بلا تجاوز، فضلا عن الحريات العامة فالمتدين له حريته بالصلاة والتعبد وغير المتدين له حريته بالسهر والشرب وغيرها، وهذه لاتجدها في المحافظات الأخرى التي طغى عليها السلاح المنفلت وحكم القبيلة والتعصب الأعمى، على حد وصفه.

طبيعة خلابة واستقرار أمني في محافظات اقليم كوردستان

يبيّن الخبير القانوني طارق حرب، ان الدافع من قدوم المواطنين من المحافظات العراقية والسكن في اقليم كوردستان تكمن، في امتلاك اقليم كوردستان لجو وطبيعة تختلف عن باقي العراق، اضافة الى حالة الاستقرار الامني التي تشهدها محافظات الاقليم.

ويقول حرب خلال تصريح خاص لـ PUKmedia: ان الله حظى اقليم كوردستان بمناخ وجو وطبيعة تختلف عن كل العراق، وشئ مختلف لا توجد في المحافظات الوسطى والجنوبية.

ويضيف الخبير القانوني: ان الامان وهي مسألة مطلوبة وملحة وهو ما نجده في اقليم كوردستان، وان الحياة هنا، اي الاقليم، منظمة من كل الجوانب، الاتصالات، الحقوق والواجبات، على سبيل المثال لا الحصر.

ويؤكد، ان السلطة في اقليم كوردستان اقدر على تطبيق القانون وتنفيذه بصرف النظر عن الجهة الاخرى، مشيرا الى ان جملة من العوامل وليس عامل واحد هو ما يدفع المواطنين بوسط وجنوب العراق بالقدوم والعيش في اقليم كوردستان، منها طيبة وتقبل مواطني الاقليم للوافدين والقادمين من باقي انحاء العراق، حيث يتم استقبالهم بشكل كبير، وانه لا توجد ضغائن او حساسيات بين المواطن في الاقليم وباقي المواطنين العراقيين.

وبوجهة نظر قانونية، يوضح طارق حرب: ان الدستور يكفل للمواطن بشراء العقارات والسكن في اي جزء من العراق، مؤكدا انه وفي بعض الاحيان الحالة الامنية تفرض توجه المواطنين الى بعض المناطق مثل اقليم كوردستان، كونهم يبحثون عن اراحة والأمن المتواجدتين في الاقليم، مردفا، ان عمليات بيع وشراء العقارات في اقليم كوردستان هي مسألة قانونية ودستورية.

وزراء في الحكومة الاتحادية وقادة أمنيون يعيشون في اقليم كوردستان 

يشير الخبير القانوني طارق حرب الى ، ان الكثير من اصدقائه يسكنون اقليم كودستان لا بل كم تمنينا لولا التزاماتنا ان نسكن في الاقليم ايضا،  لافتا الى ان الكثير من الوزراء والمدراء العامون والقادة الامنيين الذين يؤدون مهامهم في المحافظات العراقية الاخرى، يسكنون اقليم كوردستان، اضافة الى العديد من التجار واصحاب رؤوس الاموال.

يتابع حرب: عامل اخر يدفع المواطنين ويشجعهم بالسكن في اقليم كوردستان، وهي عدم وجود العنصرية، بل يتعدى ذلك الى ان القضاء يصدر الكتب الرسمية واحكامه باللغة العربية للمواطنين الذين لا يتكلمون اللغة الكوردية، وان هنالك تسهيلات اقتصادية وتجارية وقانونية لهم.

ويلفت الى ان اسعار العقارات مقبولة ان لم تكن رخيصة، معربا عن اعتقاده ان لا يؤثر قدوم المواطنين من باقي انحاء العراق والسكن في اقليم كوردستان على الحالة الاقتصادية للمواطن الكوردي، كون اقتصاد اقليم كوردستان قوي ومتين وليست مثل الاقتصاديات الطارئة، مرجحا ان يكون التأثير بشكل قليل ومعدوم، لا ترتقي الى مستوى كلمة التأثير بحد ذاتها.

ولفت الخبير القانوني الى وجود اسباب ودوافع كثيرة تدفع المواطن الى السكن في اقليم كوردستان، اهمها المناطق الساخنة وقلة الخدمات بالاضافة الى عدم وجود اماكن ترفيه وراحة للمواطن نفسه في المحافظات العراقية، موضحا ان البعض يأتي من اجل التعليم او من اجل المعالجات الطبية او للعمل في اقليم كوردستان، مضيفا بالقول: "ان الكثير من زملائي يعملون في محاكم اربيل والسليمانية وان فرص العمل متوفرة لبعض الاختصاصات بشكل اكبر في اقليم كوردستان اضافة الى المساواة بين المواطنين وعدم التفرقة بين الكوردي والعربي او التركماني او باقي المكونات 

وان القضاء مستقل وينظر بعين المساواة الى المواطنين وانه لا يخضع الى تهديد او مال او جاه ولكنه يخضع الى شئ اسمه القانون".

انعاش اقتصاد اقليم كوردستان ودفع عجلته الى الامام

الخبير الاقتصادي والاستاذ الجامعي الدكتور خالد حيدر، يؤكد ان شراء المنازل والعقارات من قبل العرب في اقليم كوردستان سيدفع بعجلة النشاط الاقتصادي الى الامام، مشيرا الى ان هذه المسألة لها تأثيرات وابعاد ايجابية وخصوصا ان اغلب القادمين هم من الموظفين والمتقاعدين الذين يستلمون رواتب من الحكومة الاتحادية دون استقطاعات.

ويضيف الخبير الاقتصادي خلال تصريح خاص لـ PUKmedia: ان قدوم المواطنين من باقي انحاء العراق وسكنهم في اقليم كوردستان، سيعمل على زيادة الطلب لمختلف السلع والخدمات وان الزيادة في الطلب والتي ستعمل على تنشيط الحركة الاقتصادية في السوق، وان زيادة الطلب يعني  زيادة القوة الشرائية والتي بدورها تعني ان البائع سيبيع بضاعته والمستورد سيزيد من استيراده ونشاطه التجاري والمنتج سيعمل ايضا على زيادة انتاجه كون منتجاتهم سيزداد الاقبال عليها في الاسواق.

ويشير الدكتور خالد حيدر الى، انه في الوقت ذاته لا يجب ان ننسى ان الوقت الراهن يشهد انخفاض في المستوى المعاشي للمواطن والموظف في اقليم كوردستان وذلك بسبب الاستقاطاعات في رواتبهم، وهذا يعمل بدوره على تخفيض الطلب، الا ان قدوم المواطنين من محافظات الوسط والجنوب وباقي المحافظات العراقية الى اقليم كوردستان، سيعوض نسبيا من الانخفاض في الطلب وبالتأكيد سيكون له أثر ايجابي، وذلك لان المواطن القادم الى اقليم كوردستان يبحث عن اجواء هانئة وامنة وخصوصا خلال فترة الربيع والصيف بالاضافة الى الاسباب السياسية التي تدفع المواطن بالتوجه الى اقليم كوردستان، منها بسبب اختلافات التوجهات السياسية ووجهات النظر او اسباب امنية، اذ ان محافظات الاقليم تشهد استقرارا امنيا كبيرا بالمقارنة مع باقي المحافظات العراقية.

ازمة سكن لمواطني الاقليم

يرى الخبير الاقتصادي الدكتور خالد حيدر، ان القادمين الى اقليم كوردستان هم من الموظفين والمتقاعدين من المحافظات العراقية، وانهم يمتلكون رواتب ليست عليها استقطاعات ويستلمونها في وقتها المحدد، لذا فأن هذه الدخول والرواتب ستعمل على زيادة الطلب الفعال في الاسواق في كوردستان وبالتأكيد زيادة وتنشيط في الحركة الاقتصادية.

ويلفت الى ان شراء المواطنين للمنازل في اقليم كوردستان سيزاحم مواطني الاقليم بايجاد منازل للايجار او يعمل على رفع اسعار العقارات نتيجة الطلب على الشراء، ما قد تسبب بالفعل بحدوث ازمة في السكن اذ ان توفر المنازل للايجار باتت شبه المعدومة في السليمانية واربيل وذلك لان اغلب الدور الفارغة يشغلها سكان من باقي المحافظات العراقية، موضحا ان هذا يعمل على رفع اسعار الايجارات وبيع العقارات في اقليم كوردستان والفرد في محافظات اقليم كوردستان سوف لن يجد دارا ليسكن فيه للايجار وان وجد فسيكون باسعار ليست في متناوله.

تنشيط اسواق بيع السيارات وازمة في ايجاد فرصة عمل 

يقول الخبير الاقتصادي الدكتور خالد حيدر: ان مجمل الآثار ستكون ايجابية لان العائلة عندما تنتقل الى اقليم كوردستان، وعلى فرض ان يكون معدل المنتقلون 4 الى 5 اشخاص، سيشغلون مسكن واحد ، الا ان 5 اشخاص سيتحول طلبهم من الاسواق العراقية الى اسواق اقليم كوردستان، وان هذا التحول بالطلب سيعمل على تحريك سوق السيارات وسوق المواد الغذائية ومختلف الاحتياجات الاخرى.

ويبين، ان هذا القدوم سيعمل على تحريك اكثر من سوق في اقليم كوردستان، ايجابا، في مقابل تأثير سلبي متثمل بقطاع السكن شراءا وايجارا، مردفا، ان هذه المسألة تخلق ازمة ومزاحمة للافراد في اقليم كوردستان بايجاد فرص عمل، اذ انه وفي الوقت الحاضر هنالك من قدم من البلدان الآسيوية للعمل في اقليم كوردستان، وان هذه الايدي العاملة اصبحت فعلا تزاحم ما موجود في اقليم كوردستان، كونها تعمل باسعار زهيدة جدا، بالمقابل فأن المواطن في اقليم كوردستان ليس بمقدوره العمل بهذا الاجر الزهيد لانه محدد بدفع ايجار ووقود والملابس والطعام.

زيادة في عدد الكراسي التعليمية

يوضح الدكتور خالد حيدر ان العوائل التي تأتي من مختلف انحاء العراق الى اقليم كوردستان ، يكون معهم على الاقل طفل واحد، وبالتأكيد يطلبون ان يكون لهم مقعد واحد على الاقل في احد مدراس اقليم كوردستان والحصول على فرص تربية وتعليم وبدوره سيعمل على زيادة الطلب في عدد الكراسي الخاصة بالتعليم وعدد القاعات والشعب وهي تمثل ضغط على الموارد البشرية والتعليمية، مبينا ان الاعداد القادمة ليست بالاعداد التي قد تؤثر سلبيا على ما متوفرة من الموارد في اقليم كوردستان.

كوردستان شهر عسل حياتي

يصف الصحفي والمحلل السياسي علي البيدر، فترة سكنه في اقليم كوردستان بـ (شهر العسل).

ويقول الصحفي والمحلل السياسي علي البيدر والذي يسكن محافظة اربيل في اقليم كوردستان، خلال حيدث خاص لـ PUKmedia، انه وبعد عقدين فيما يسمى بالتغيير لم ير المواطنين في المناطق العراقية اي فسحة امل للتغيير الاصلاحي بل ان الوضع يزداد سوءا وفي تراجع مستمر وان المنحنى البياني يسير باتجاه الاسفل من النواحي الامنية والاقتصادية وكذلك المناخية.

يذكر الصحفي علي البيدر الفوارق بين المنطقة التي كان يسكن فيها وبين اقليم كوردستان وعلى جميع الاصعدة، مشبها اياها كفارق الليل والنهار، والجحيم والجنة، والنار والفردوس، ويضيف كأنما نتحدث عن بلدين مختلفين تماما في النظام والتعامل والرقي والبنى التحتية، المجالات الرفاهية، في حين ان كوردستان بنت كل هذا بنسبة 10% مما يتقاضاه العراق الذي يذهب الى الفساد والرشوة وتمويل دول اجنبية وتمويل سلاح منفلت و.... الخ.

جملة (مطلوب دم) تجعلك تترك المحافظات العراقية وتلجأ الى اقليم كوردستان

ويضيف: ان هنالك قضية مهمة جدا تدعو المواطن من المحافظات العراقية للسكن في اقليم كوردستان وهي مدنية الحياة، مبينا ان كبرى مراكز المحافظات مثل بغداد البصرة والموصل، كانت ذات طابع مدني منذ تأسيس الدولة العراقية، الا انه الان زحفت اليها العشائرية والقبلية والدينية، واصبحنا نرى جملة (مطلوب دم) في ارقى مناطق بغداد كحي المنصور على سبيل المثال لا الحصر.

ويشير الى ان هذه العوامل وما يخص الجانب المدني ادت الى اشمئزاز الناس من اي بوادر لعيش الحياة الكريمة، مردفا، ان القضية الاخرى تتعلق بجانب حقوق الانسان، اذ ان هنالك اضطهاد للمواطن، وبالتالي هذه الامور جعلت نخبة المجتمع تهرب الى اقليم كوردستان، مؤكدا ان الحديث هنا عن افراغ المجتمع العراقي، في تلك المناطق، من نخبه، اضافة الى ان قادة امنيين وسياسيين وبرلمانيين يملكون منازل في اقليم كوردستان ويؤدي مهامه في المفاصل الحكومة العراقية ويسكن في اقليم كوردستان حفاظا على حياته وحياة اسرته.

ويتابع، ان قدوم المواطنين من المحافظات العراقية وسكنهم في اقليم كوردستان وبحسب قراءتي للمشهد، مع بداية كل موسم دراسي جديد نجد مئات الطلبة يصلون الى اقليم كوردستان وخصوصا اربيل ويقدمون طلبات نقل من جميع محافظات العراق والرقم آخذ بالزيادة، لافتا الى ان الزيادة في عدد الوافدين من الممكن ملاحظتها من خلال ارقام لوحات السيارات ومن خلال الزي والبشرة العربية في محافظات اقليم كوردستان، وكل هذا نتيجة الوضع التي تعيشه تلك المناطق.

لا خطورة سياسية في قدوم المواطنين من باقي المحافظات الى اقليم كوردستان

يؤكد الصحافي والمحلل السياسي علي البيدر، انه ما دام كان قدوم المواطنين ليس بدافع سياسي الى اقليم كوردستان لا أظن انها تسبب بخطورة على الاقليم وان المتواجدين في الاقليم هم نخبة المجتمع العراقي من مناطقهم، فانهم حتى وان انصهروا داخل المجتمع الكوردستاني فأنهم سيشكلون حالة ايجابية واضافة للمجتمع الكوردي في الوقت نفسه، مبينا ان قضاة ومحامون واطباء وتجار ورجال اعمال وفنيين، كل هؤلاء سيتحفون المجتمع في اقليم كوردستان بالكثير من الميزات، متمنيا ان يكون هنالك تمثيل رسمي للعرب القادمين الى محافظات اقليم كوردستان كأن ان تكون مستشارية لشؤون العرب او معاون محافظ لشؤون العرب.

تزاوج وتصاهر

يشير علي البيدر الى ان قدوم المواطنين العرب وغيرهم من المحافظات العراقية الى اقليم كوردستان قد تنتج عنه حالات من التزواج والتصاهر بين المكونات المختلفة والتي سيكون لها تأثير في المستوى الاجتماعي وهي امتداد للعلاقات العربية الكوردية وانها لا تتعلق بالمواقف السياسية.

وينوه البيدر، الى ان العلاقة بين الكوردي العراقي والمواطن العراقي، بوجهة نظره، هي اقوى مع الكوردي في باقي انحاء كوردستان وهنالك تفاهم بينهم البعض بشكل اكبر لتقارب الثقافات بين ابناء المجتمع الواحد، مؤكدا ان قدوم مواطنين من محافظات عراقية الى اقليم كوردستان هي بالمجمل ظاهرة ايجابية.

اشادة بقرار اقليم كوردستان بتمليك العقارات للمواطنين العرب

يتابع الصحفي والمحلل السياسي علي البيدر حديثه لـ PUKmedia، ويشير الى قضية جوهرية في موضوع الثقة المطلقة في التعاملات كشراء السيارات وتسجيل العقارات والمنازل، لضمان العائديات والاوراق الرسمية في اقليم كوردستان، مشيدا بقرار حكومة اقليم كوردستان بتمليك العقارات للعرب الوافدين وان هذا القرار عمل بلا شك على زيادة الطلب لشراء المنازل وارتفاع اسعار المنازل والايجارات ومعظم الذين يشترون في اقليم كوردستان هو لغرض الاستثمار وفي نفس الوقت يستخدمه لاغراض الراحة والسياحة في مواسم مختلفة.

ملء الفراغات في المشاريع الاستثمارية

يؤكد المدير العام للإستثمار في محافظة السليمانية، عزيز سعيد ان قدوم المواطنين من محافظات الوسط والجنوب للسكن في اقليم كوردستان له تأثير ايجابي على قطاعات السياحة والنشاط التجاري في اقليم كوردستان.

ويضيف سعيد خلال تصريح خاص لـ PUKmedia، ان قدوم تلك العوائل عمل على ملء الفراغات المتكونة في المشاريع الاستثمارية مثل الفنادق او المنتجعات السياحية والمنازل، مضيفا ان ذلك يعمل على ايجاد سوق لبيع وشراء العقارات ضمن قطاع المجمعات الاستثمارية وانه بقدوم المواطنين من المحافظات الاخرى الى اقليم كوردستان سيعمل على انعاش قطاع السياحة والاستثمار والاسواق والزراعة ايضا، كون القادم الى اقليم كوردستان سيشتري الخضروات والمنتوجات الزراعية الاخرى لاغراض طبخه اليومية، وبالتالي له تأثير ايجابي على الاسواق.

ويشير الى ان هذه القضية لها بعد آخر يتمثل باحداث تأثيرات سلبية على صرف الطاقة الكهربائية والمياه الصالحة للشرب، كذلك قد تكون لها تأثيرات اجتماعية وان كانت قليلة، ولها تأثيرات ايجابية على المشاريع الاستثمارية، على سبيل المثال لدينا مشاريع يقطنها نحو 500 عائلة عربية وذلك لقدرتهم الشرائية العالية للعقارات والمساكن بالمقارنة مع مواطني اقليم كوردستان.

ويوضح ان التأثيرات السلبية تكمن في مضايقة مواطني الاقليم بارتفاع اسعار العقارات والايجارات، معربا عن مخاوفه من حدوث تأثيرات سياسية للوافدين على الوضع العام في اقليم كوردستان.

PUKmedia هاميار علي