صدور رواية 'خيط واهن' للكاتب والروائي جان بابير

آخر تحديث 2021-06-26 00:00:00 - المصدر: الاتحاد الوطني الكردستاني

صدر مؤخرا الرواية السادسة للكاتب الكوردي السوري جان بابير، بعنوان "خيط واهن" عن دار "آڤا " للنشر والتوزيع في مدينة كوباني.

فكرة الرواية -وحسب رؤية الكاتب الفلسفية وعلى لسان البطلة الضمنية "بريشان" - هي إلقاء الضوء على قضية اجتماعية ونفسية من شأنها أن تظهر في أي مكان و زمان .

مداخل هذه الأطروحة كثيرة ومتشعبة يرتبط واحدها بالآخر، بدءً من العنوان " خيط واهن" المرتبط ارتباطاً وثيقاً بعلاقة كل من الشخصيتين اللتين تحركان الأحداث في الرواية، وكلمة الإهداء في بداية الرواية مرورًا بالمصطلحات والمجازات المبهمة وليست انتهاءً بالعناوين الفرعية ( الأربع والأربعين) وفصل المصائر والحيوات المركزية والثانوية والعابرة حتى في الرواية.

وبمعزل عن القضية التي تناولها الكاتب والتي نتفق جميعًا على صعوبة إدراكها (الخنثى) وتعقيدها تركيبًا فيزيولوجياً ، مارس الكاتب في الرواية " لعبة الفلسفة" في بعض النصوص وجاء بمفردات وتراكيب نادراً ما تُستعمل، وأعتقد أنها من المهام الصعبة التي اتقنها الكاتب :

" لم تكن حياتي كأية امرأة عادية بل كانت مليئة بالانكسارات، هرب حلمي حافياً من أحضان الفجر" 

" في هذا الليل الموحش، يستمتع به النهم بمعناه الدقيق المبني كاملاً على المعنى العدم، لتفرّ الروح و تتحرر أخيراً من سجن الجسد" 

حيث نراه كما في سابق رواياته يقيم حواجز مختلفة وكثيرة في الرواية الاعتيادية سرداً و فكرة، ليتطرق إلى ضرورة الوعي بالذات والتثقيف الجنسي منذ الصغر في مجتمعٍ  يخشى  من أي تشوه خلقي وجيني .

ومسألة الكبت والحالة النفسية التي يصل إليها الإنسان في حال لازمه هذا الشعور " نتيجة الكبت والعجز بقي تاجين يؤذي نفسه، ويكذب على ذاته والآخرين " 

الإشارة إلى الفوضى السياسية في البلاد لتزامن الرواية مع أحداث الأزمة السورية .

استخدم الكاتب لغته التي يتفرد بها والتي تميل إلى الشعرية في معظمها..

لكن السؤال يبقى ؛ 

-هل يحافظ النص على ثقل المعنى مقابل لغته تلك ؟

-هل بمقدوره زج القارئ في رواياته حسب مزاجه وأدواته وعناصره وتخيلاته؟

-هل استطاع الكاتب الحفاظ على المسافة بينه وبين ذاته ؟ بينما يعيش صراع تاجين النفسي؛ الذي يقدّم زوجته لصديقه سعيد كتكفير ذنب ؛وسرد الحكاية الشخصية لامرأة تسيطر  هي ذاتها وتتحكم في تسيير الأحداث .

-هل حاول الكاتب إيجاد حلول لهذه المشكلة ؟؟

لا أعتقد أنّه فعلها بقدر وضعنا في مسألة حسابية تعذّر حلها ( من الضحية ) بريشان أم تاجين ؟

وأخيراً سأترك بعض الاقتباسات الواردة على لسان بريشان:

" الحب نقبله بكل أهواله وأحواله، بالفقد والامتلاك، بالرحيل واللقاء "

"تاجو عزيزي لم تُلد ومعك تلك القسوة، بل النقص الذي فيك أوجد تلك القسوة"

" لماذا سمّوني بريشان ؟ هل لأحمل الاسم أمانةً في جيد سنواتي العشبية الطرية التي لم تنضج بعد بقيظ الحياة؟ في الفقدان الكبير أعلم جيداً أنه قلبي يقطر من أحداقي! أنا لم أُغضب ربي يوماً، كنت على علاقة حميمة معه، ويموت الآن في داخلي "

"تعقد الأمل بخيطٍ واهن ينقطع قبل الوصول "

" الموت ليس بالضرورة شنقاً أو رمياً بالرصاص، ولا كرسياً كهربائي. أسكن كزوجة مع خنثى تحت سقف العادات، هذا أيضاً موتٌ من نوعٍ آخر بطيء وموجع، القبول بهذه الحياة تشعرني بأن النتانة تفوح مني، أعيش مع اللامتوقع نصف عيشة، نصف حياة، مهددة بمياه العادات أن تغرقني، هل هنا للرب مشيئة؟"

يذكر أن جان بابير هو شاعر وروائي ومخرج سينمائي كوردي سوري ، ولد في 27 آذار عام 1970م في قرية (بوزيك) بمدينة كوباني. صدر له حتى الآن، شعراً ورواية:

• شطحاتٌ في الجحيم (شعر)، 1998م – دمشق.

• الأوتاد (رواية)، 2000م – دمشق.

• الأوتاد الطبعة الثانية: دار مقام للنشر والتوزيع 2018 مصر.

• ديوان شعر باللغة الكوردية (Gewiriya Helbeste Za)، 2001م – بيروت.

• قراراتُ الخطيئة (شعر)، مشترك مع الشاعر صلاح الدين مسلم، 2003م.

• ثلاثية كورستان:

• فوضى الفوضى (رواية)، 2005م.

• صريرُ الأحدِ غرفةُ الأربعاء (رواية)، 2007م.

• نبوءةٌ اغتالها التدوين (رواية)، 2019م

• طفلٌ يلعبُ في حديقة الآخرين (شعر)، 2012م.

• عقدٌ قرانٍ في القصيدة (شعر)، مشترك مع الشاعرة الأمازيغية خديجة بلوش، 2013م – تونس.

• متنُ الغجر (شعر)، مشترك مع تارا إيبو.

الطبعة الثانية لثلاثية كورستان: تحت عنوان (فوضى الفوضى) في كتاب واحد دار مقام للنشر والتوزيع 2018م مصر.

• ديوان (Peyalên Janê)، 2019م – كوباني.

• هيمن تكنسين ظلالك (رواية) دار آفا للنشر والتوزيع 2019م، بالتزامن مع مقام للنشر والتوزيع – مصر.

مثال سليمان

2021/6/26

PUKmedia