السراديب البيتية

آخر تحديث 2021-07-03 00:00:00 - المصدر: الاتحاد الوطني الكردستاني

تحورت الكلمة من سه رد – أب، فمنذ العباسيين كانت الناس تحفظ الثلج في شباط لتخرجها في تموز اصلاً لايبنى البيت الا وفيه سرداب الى ان صارت ملجأ اعتبار اننا قد تثقفنا وفي مقالة سابقة ذكرت ان مدن استراليا لما وصلت انابيب الصرف الصحي الى مناطقهم الغت ما دأبت الناس على تسميته سبتتنغ فيوجهون المزريب الشتائي لتجميع مياه الامطار الشتوية فتسقي حدائقهم خاصة في المناطق الريفية التي انشأت في المزارع الضخمة اذن في حين عندنا دأبنا على تسميهة ماء خابط.

1 - فقد كان في العراق شئ اساسي في كل بيت هو السرداب او المخزن او اية تسمية اخرى حتى النجف كانت تسمى بمدينة السراديب حيث كانت التنظيمات السرية للاحزاب وخاصة الحزب الشيوعي تقيم فيها والتي صارت احد اسباب في هدمها.

2 – في المناطق التي  تعلو مناسيب الانهار تمرر من خلال مواسير لتصل شبابيك البيت فتنقط على شبكات من الشوك توضع في اقفاص، واول بيت رايته في مندلي كان قلعة عز الدين اغا في منطقة سيه سيه بتغ  او كر . 

3 – كانت محلات الحلاقة والخياطين تعلق استاراً تهوي للشاغلين من قبل  صبي صغير.

4 – حتى (كاروك) الاطفال كانت توضع قماشات او كواني الجنفاص وتبلل ثم تربط بالخيط المحرك لكاروك الطفل حتى ان بعض النسوة كن يستعملن ارجلهن بعد تعب اليدين.

5 – ثم ان بدلاً للطاقة صارت المراوح العملاقة التي تعتمد دولاً عديدة  عليها الاعتماد لتوليد الطاقة الكهربائية كما تنتج الكهرباء من خلايا الطاقة الشمسية وافضل مكان لها السليمانية (رش با) والنجف الصحراء وبيجي.

6 – حتى في اليبوت الاعتيادية كنا نفرش الكواني ليلا ونغرقها بالماء منذ صلاة الفجر فالمروحة كانت تلغي للتخفيف هذا وقد كان البناء من الطين والجص.

ثمة شئ اخر كان لكل بيت بستان صغير يسمى باخجة وهي معاش للدجاج التي كانت تحبس لاسبوع عن الطهارة والنظافة لقد كانت اسالة الماء دائمة الجريان والان بعد سدي دوكان ودربندخان كل ثلاثة ايام ساعتين حصة كل بيت لخزن الماء كل هذا وكان يقال لنا ان في العراق هنالك ثلاثين مليون يعتاشون في الدولة .

كانت في كل بيت حب (بكسر الحاء) وتحتها اناء تجميع الماء المنقط من الحب ثم الجرة لليل والتنكة كل من الفخار حتى الدنبغ يستعمل لها جلد غنم تسمى القداية ينقر عليها بعد ان تحمي على النار لقد كنا نريد ان نعيش فالبيت الذي يخلف عشرة اطفال لايبقى منهم سوى اثنان او ثلاثة.

لقد كانت حياة صعبة جداً وقد استعملت النسوة الحناء لاخفاء تشققات جلد القدم واليدين حتى النعال كانت نادرآ وقد دأبت النسوة على ضرب قطع من الجلد من لاستيك السيارات والان ربما تعيدنا الطبيعة الى استرجاع الخلق والابداع ولكن توازن الطبيعة في بلدان العالم لربما تقلل نفوس بلاد طوعاً وتصعد عندنا اعداد النفوس فتتنقل البشر حتى تمنح المكافأت كي تهاجر البشر لابل الصين التي  كانت تحدد النسل تشجع الشعب على الانجاب رغم انهم قد تجاوزوا 1500 مليون من البشر وعزفت البشرية عن الحروب حتى ان  المسألة النووية  لم تعد مهمة الا لدى المسلمين بحيث ما عاد احد يلجأ للقتل سوى المسلمين لانهم مستعجلين للوصول الى الجنة وحور العين !!!!!!...

صلاح مندلاوي