يس عراق: بغداد
تمضي محافظة المثنى تجاه استثمار المياه الجوفية في صحرائها رغم تحفظات وزارة الموارد المائية، حيث تستعد المثنى لاستقبال 5 مشاريع استثمارية زراعية في أراضيها، وسط مخاوف على استنزاف المياه الجوفية التي تعتبر خزينًا ستراتيجيًا للعراق، وهو السبب الأساس الذي رفضت على أساسه عروض السعودية لزراعة صحراء العراق.
مدير زراعة المثنى عامر جبار أعلن عن توفر 5 فرص استثمارية جديدة في بادية المثنى تعمل على تقنيات حديثة وطرق مكننة وري متطورة، بينما اشار الى أن تلك الفرص ستعتمد على كميات المياه الجوفية في مناطق البادية باستخدام أساليب الري المتطورة والمكننة الحديثة.
ونوه بأن “تلك المشاريع ستوفر في حال تنفيذها الآلاف من فرص العمل لأبناء المحافظة فضلا عن دعم الإنتاج المحلي وتقليل الحاجة لاستيراد المحاصيل الحقلية، إذ إن إحالة أي فرصة استثمارية ستكون من قبل هيئة الاستثمار الوطنية وفق مبدأ التنافس بين العروض المقدمة”.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الموارد المائية تحفظها ورفضها لمشاريع استثمار في بادية السماوة، إلا أن الحكومة المحلية في محافظة المثنى أكدت انها ماضية في المشروع وأن الموافقات حصلت مسبقًا ولامعنى للرفض الجديد.
وابدى مدير اعلام المحافظة احمد المطوكي، في تصريحات صحفية حينها، استغرابه من “تصريحات وزارة الموارد المائية التي اعلنت رفض اقامة المشاريع الاستثمارية في المحافظة”، مشيرا الى ان “الإجازات الاستثمارية التي منحت كانت بموافقة وزارة الموارد المائية”.
وأضاف: “ليس من المنطقي ان تمنح إجازة استثمار تخص المياه الجوفية والآبار دون موافقة الوزارة والشركة المختصة”، مبينا ان “الاجراءات التي ستتخذها الحكومة المحلية عقب هذه التصريحات، لن تؤثر على المشاريع المقامة، وانما وكالعادة فان الوزارة ان ارادت الرفض فعليها ان لا تمنح اجازات لمشاريع لاحقة”.
واكد ان “المحافظة ماضية بتنفيذ المشاريع الحالية، كونها استحصلت الموافقة مسبقا”.
وكانت وزارة الموارد المائية قد كشفت عن نوعين من المياه الجوفية، الاول هو المياه المتجددة والتي تبلغ نحو 5 مليار متر مكعب، وهي التي يمكن تعويضها بعد الاستخدام عبر الامطار والفيضانات وغيرها، في حين ان المستخدم الحالي من هذه المياه هو 4 مليار متر مكعب لمشاريع زراعية واسعة، مايعني ان مليار متر مكعب فقط المتاح الباقي.
فضلا عن نوع آخر وهو المياه غير المتجددة او التي لايمكن تعويضها وهي المياه التي يعتبرها العراق الخزين الاستراتيجي للحظات الجفاف الكبرى، محذرا من خطورة استخدامه بطرق لاتمثل الضرورة القصوى، ومن غير المعروف ما اذا كانت المثنى سيكون استخدامها للمياه ضمن المليار متر مكعب المتجدد، ام تضطر لاستكمال احتياجاتها من المياه غير المتجددة وتدخل لمنطقة الخطر، وسط أزمة مياه واضحة بدأ يعيشها العراق في الوقت الحالي.
شارك هذا الموضوع: