يس عراق: بغداد
لم تهدأ الأجواء منذ اعلان وزارة النفط إحالة مشروع مصفى الفاو ومصنع للبرتوكيمياويات إلى شركة صينية، حيث ضجت مواقع التواصل بمعلومات عن إحالة المشروع الى الشركة الصينية CNCEC، بالرغم من تقديم شركة جيكية لعروض أفضل.
تكتم وزارة النفط على تفاصيل العقد مع الشركة الصينية وعدم كشف المعلومات الخاصة بكلفة المشروع ومعاييره ومدة الانجاز وسبب التعاقد مع هذه الشركة الصينية دون غيرها، جميعها أعطت مؤشرات اضافية لتعزيز الشكوك والاعتراضات.
وأحيل مصفى الفاو إلى شركة (CNCEC) الصينية الحكومية بطاقة 300 ألف برميل باليوم وبكلفة 7 مليارات دولار ويشمل العقد أيضا بناء مجمع للبتروكيماويات الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 3 ملايين طن من المنتجات البتروكيمياوية بكلفة 12 مليار دولار، إلا أن ممثل ائتلاف الشركة الجيكية اتهم وزارة النفط بوجود شبهات فساد أدت الى ابعاد الشركة الجيكية وفوز الشركة الصينية مع ان الشركة الجيكية قدمت كما بقول عرضا افضل من الشركة الصينية تضمن تشغيل 10 آلاف عامل عراقي بعد تدريبهم حال توقيع العقد ومنافع اجتماعية تتعلق ببناء مدينة سكنية لعوائل الشهداء ومدينة طبية ومحطة كهربائية.
وكتب عدد من الخبراء النفطيين تساؤلات حول هذا الملف، حيث كتب الخبير النفطي نبيل المرسومي متسائلًا في تدوينة عن أيهما الأفضل العرض الصيني أم الجيكي لبناء مصفى الفاو، مضيفا ان “وزارة النفط لم تعلن عن تفاصيل العرض الصيني ومدة انجاز المصفاة وطبيعة العقد مع الشركة الصينية هل هو عقد مقاولة تنفذه الشركة لصالح وزارة النفط ام انه استثمار اجنبي مباشر تقوم بموجبه الشركة الصينية ببناء المصفاة ودفع تكاليفه وادارته والحصول على أرباحه مقابل دفع ضريبة معينة للحكومة العراقية”.
فيما نشر المرسومي وثيقة فيها مقارنة بين العرضين الصيني والجيكي والذي تم اعداده من قبل أحد اعضاء مجلس النواب الا انه لم يكشف عن اسمه.
النفط ترد
وخرجت وزارة النفط أخيرًا عن صمتها، حيث قال وزير النفط احسان عبد الجبار في تصريحات صحفية اليوم الأحد، إن |إحالة مشروع مصفى الفاو إلى شركة (CNCEC) الصينية يأتي بعد تلقي العراق ضمانات ملزمة التمويل من مؤسسة ساساك (SASAC) المملوكة للدولة الصينية، التي تعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم”، مشيرا الى ان “عقد الإحالة تضمن مسائل ستراتيجية مهمة، مثل الطاقة النظيفة والضمانات والشفافية بشأن الدعم ونقل التكنولوجيا والتنظيم المالي، مع بنود تتعلق بالبيئة والعمالة واستيراد التقنيات الحديثة وتدريب العاملين في مراكز تخصصية للتشغيل والصيانة والتطوير والأداء التقني والهندسي”.
ورجح عبد الجبار، أن “يدخل المشروع حيز التنفيذ قريباً وفقاً لأحدث التقنيات في تكرير النفط الخام وإنتاج المشتقات النفطية والمواد البلاستيكية والمكثفات البتروكيمياوية”، مبيناً أن “المصفى سيسهم بتشغيل 10 آلاف عامل ومهندس، وملاكات وسطية، فضلاً عن تصدير المشتقات النفطية للسوق العالمية”.
معركة قانونية
ولم تكتفي الوزارة بالاعلان عن شيء قليل من تفاصيل العقد، بل أعلنت رفع شكوى قضائية ضد شركة “فانيستا” الجيكية.
وذكرت الوزارة في بيان “قدمنا شكوى قضائية ضد شركة فانيستا الجيكية بتهمة تقديم وثائق مزورة بهدف الفوز في إحدى المناقصات”، مبينة انه “تم مفاتحة السفارة الجيكية في بغداد لاحاطتها بالأمر”.
شارك هذا الموضوع: