خلال نزاع تنظيم داعش ، نزح ما يقدر بستة ملايين عراقي. عادت آلاف العائلات إلى مناطقها الأصلية منذ انتهاء الأزمة ، لكن الظروف غير المستقرة في العراق تسببت في حدوث تحول كبير في الوضع الإنساني للبلد. مع تقدم عمليات دمج المخيمات وإغلاقها في جميع أنحاء البلاد، كما يتعامل النازحون داخليًا مع التجارب المعقدة المتمثلة في العودة المبكرة والنزوح الثانوي. إن العائدين المقيمين في المناطق الساخنة ذات الظروف المعيشية القاسية والنازحين داخليا الذين يعيشون في مخيمات متوترة ومواقع غير رسمية بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية الملائمة.
وكجزء من دعمها المستمر للمنظمة الدولية للهجرة في العراق ، سوف تقدم حكومة ألمانيا تمويلاً إنسانياً إضافياً متعدد السنوات من شأنه أن يجعل المنظمة الدولية للهجرة قادرة على التكيف والتنفيذ السريع لاستراتيجيتها التي تهدف الى التدخل من أجل تلبية الاحتياجات المتطورة للسكان المتضررين في حين تظل مرنة للاستجابة للأزمات المفاجئة.
وتستكمل آخر منحة قدمها مكتب وزارة الخارجية الألمانية الأتحادية مشروعاً جارياً للمنظمة الدولية للهجرة في العراق بدأ في شهر آذار 2020. وبالإضافة إلى تعزيز الرؤية، يتيح هذا التمويل الإنساني المتعدد السنوات التخطيط الطويل الأجل واستمرارية البرامج. وهذا أمر بالغ الأهمية، حيث أن السكان المتبقين الذين يواجهون النزوح لفترات طويلة يحتاجون إلى مساعدة مستدامة إلى أن يتم إيجاد حلول لنزوحهم.
صرحَ جيرارد ويت ، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق ، "إن تمويل مكتب وزارة الخارجية الألمانية الاتحادية ليس سخيًا فحسب ، بل إنه مرن وسوف يمتد على مدى السنوات القادمة". كما أضافَ قائلاً، "سيعزز هذا قدرة المنظمة الدولية للهجرة على متابعة الأستجابة الشاملة والمستدامة للنزوح التي تتوافق مع نطاق الحاجة الملحة في العراق."
وسيستخدم التمويل لتنفيذ مجموعة واسعة من الأنشطة الإنسانية ، من إدارة المخيمات في المواقع الرسمية وغير الرسمية إلى الحماية المتخصصة المجتمعية وخدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي داخل المخيمات وخارجها على حد سواء. وبالنسبة لأولئك الذين يعيشون في أماكن إيواء غير مستوية أو متضررة ، سيوفر التمويل حلولاً فورية لإغاثتهم و لتحسين ظروف السلامة والحماية والمعيشة. كما ستوفر التدخلات ايضاً المساعدة غير الغذائية وستدعم مراكز الرعاية الصحية الأولية لضمان إمكانية الحصول على أجود الخدمات الأساسية.
صرحَ القائم بإعمال السفارة الألمانية في العراق بيتر فلتن،"لا تزال ألمانيا ملتزمة باحتياجات النازحين في العراق. وتتطلب المجموعة الواسعة من الحالات الفردية للنازحين داخلياً حلولاً مصممة خصيصاً لهم. ونريد أن نمنح المنظمات الشريكة أكبر قدر ممكن من المرونة حتى تتمكن من التكيف مع المواقف المتغيرة على أرض الواقع والارتقاء إلى مستوى طموحها في تقديم المساعدة الإنسانية وفقًا للاحتياجات ذات الأولوية "كما أضافَ قائلاً ،" نحن سعداء جدًا بمواصلة شراكتنا مع المنظمة الدولية للهجرة في هذا الصدد."
إن استمرار الدعم من حكومة ألمانيا يمكّن المنظمة الدولية للهجرة في العراق من الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الملحة مع العمل أيضًا على تحديد الأسباب الجذرية للنزوح والحلول الدائمة له ، وبالتالي تسهيل النقل الآمن أو العودة وإعادة دمج النازحين داخليًا في مجتمعاتهم.
PUKmedia / إعلام بعثة الامم المتحدة في العراق