بعد ’موجة غضب’ .. لجنة تحقيقة في واقعة وفاة الشاب ’هشام محمد’ تحت التعذيب بالبصرة

آخر تحديث 2021-07-29 00:00:00 - المصدر: وكالة ناس

بغداد - ناس 

وجه وزير الداخلية، عثمان الغانمي، الخميس، بتشكيل لجنة تحقيقة، في واقعة تعذيب الشاب هشام محمد حتى الموت في محافظة البصرة. 

قناة "ناس" على تلكرام.. آخر تحديثاتنا أولاً بأول  

وقالت وزارة الداخلية في بيان تلقى "ناس" نسخة منه (29 تموز 2021) إنه "وجه وزير الداخلية السيد "عثمان الغانمي" بتشكيل لجنة عالية المستوى من وزارة الداخلية للتحقيق في ملابسات وفاة المواطن ( هشام محمد هشام) في محافظة البصرة".


وأضاف، "حيث تابع سيادته بشكل مكثف هذا الموضوع من أجل معرفة تفاصيله والوقوف على اخر المستجدات بشأنه من بينها انتظار تقرير الطب العدلي لبيان اسباب الوفاة والعمل على اتخذت الإجراءات اللازمة بهذا الصدد". 

وأثارت قضية وفاة الشاب "هشام محمد" في محافظة البصرة، بعد اعتقاله من قبل قوة أمنية واحتجازه في مديرية مكافحة الجرائم نتيجة "التعذيب"، موجة غضب ومطالبات بمحاسبة المسؤولين عن الحادثة وتأهيل القوات الأمنية.  

  

 قال أفراد من عائلة الشاب، 35 عاماً، الذين تجمعوا مع عدد من أصدقائه وبعض الناشطين أمام دائرة الطب العدلي في البصرة، إن"المديرية سلمت الشاب وهو في رمقه الأخير، حيث نقل إليهم بواسطة غطاء (بطانية)، وتوفي بعد لحظات فقط، جراء التعذيب الذي تعرض له".  

وقال قريب الشاب، الذي اعتقل معه، "اقتادونا بالقوة من نقطة (السدرة) مدخل البصرة أثناء عودتنا من العاصمة بغداد، وتفاجأنا بالضرب والتعذيب، دون أن يخبرونا عن السبب، واستمر التعذيب ساعة كاملة قبل أن يتم نقلنا إلى مديرية جرائم البصرة".  

وأضاف، "على طول الطريق كنا نتعرض للتعذيب بشكل متواصل"، مبيناً أنّ "السؤال الأول وجه إليه من قبل عميد في المديرية، عن الغرض من السفر الى بغداد، وصلة القرابة التي تربطه بهشام".  

وتابع، أنّ الضابط قرر "إطلاق سراحه، وبقاء هشام لاستكمال التحقيق"، مؤكداً أنّ "جلسة التعذيب تواصلت على هشام من الساعة 4 فجراً وحتى الساعة 11 صباحاً، وكان يصرخ بصوت عالٍ، حتى أنه طلب ماءً فسكبوه على عينيه وقاموا بالضغط على رقبته بأقدامهم".  

فيما قال أقربائه، إنّ "هشام والد لأربعة أطفال، ولم يسبق أن تورط بجناية أو جريمة".  

وعبر أفراد من عائلة الشاب عن غضبهم من "سلوك القوات الأمنية"، مطالبين بتدخل عاجل ومحاسبة المسؤولين عن الحادثة وتأهيل أفراد الأجهزة المدنية.  

  

  

وأصدرت مديرية شرطة البصرة، الأربعاء، توضيحا بشأن وفاة المواطن هشام محمد.  

وذكرت المديرية في بيان تلقى "ناس" نسخة منه، (28 تموز 2021)، "انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي خبر وفاة احد المواطنين في قسم مكافحة اجرام البصرة وعليه نود ان نوضح مايلي :-    

1- ان المتوفي مطلوب بجريمة قتل الى قسم مكافحة اجرام البصرة  بقرار قاضي وفق المادة ٤٠٦ من قانون العقوبات.    

2- ان توقيف المتهم ليس له علاقة بتشابه الاسماء انما بجريمة القتل.    

3- تم الافراج عن المتهم بتاريخ ٢٧ تموز ٢٠٢١ بعد تدوين اقواله من قبل قاضي التحقيق وتم استلامه من قبل ذويه .    

4- ان مديرية شرطة محافظة البصرة تتابع وبأهتمام نتائج التشريح من الطب العدلي حول اسباب الوفاة، وكذلك الاجراءات القانونية المتخذة ولن تتهاون بمحاسبة المقصرين".    

  

واستيقظت محافظة البصرة من جديد على حادثة قتل هزت أوساط المحافظة، بعد أن لقي الشاب "هشام محمد" حتفه في ظروف غامضة، وذلك بعد احتجازه لدى مركز تحقيق تابع لمكافحة إجرام البصرة.   

حادثة القتل هي الثانية بعد حادثة اغتيال الشاب "علي كريم" ابن الناشطة فاطمة البهادلي، والذي قالت السلطات أنها اعتقلت قاتله دون الكشف عن دوافع الجريمة.     


وتواصل "ناس" مع عدد من ذوي الضحية "هشام محمد" الذي توفي في ظروف غامضة، حيث أكدوا أنه كان معتقلاً بتهمة "الاشتباه" في أحد مراكز مديرية مكافحة الإجرام في محافظة البصرة. 
ويدير العميد "محمود شاكر ياسين" مديرية مكافحة الإجرام في المحافظة.    


وتحدث "ناس" إلى شاب آخر كان معتقلاً مع "هشام محمد" حيث أكد أنه الشابين، تعرضا إلى مختلف صنوف التعذيب بدعوى "الاشتباه".     

  


ويقول الشاب الذي كان معتقلاً إلى جانب الشاب القتيل "هشام محمد" أن الأخير أبلغ الضباط المسؤولين عن الاعتقال بأنه يعاني من مشاكل صحية في ضغط الدم، إلا أنهم رفضوا إيقاف التعذيب، أو منحه بعض الماء، وعوضاً عن ذلك، قام أحد عناصر القوة الأمنية بركله على رقبته.     


وتوفي الشاب "هشام" بعد ساعات على الإفراج عنه، وذلك بعد أن لم تتمكن السلطات من إدانته بجريمة القتل التي كانت تحقق بشأنها.     


ويروي الشاب الذي نجا من "حفلة التعذيب" لـ "ناس" تفاصيل عن ما واجهه على يد القوات الأمنية، مؤكداً أنه تعرض لمختلف أنواع التعذيب بالضرب والتعليق والخنق، كما حصل "ناس" على صور لجثة الشاب القتيل "هشام" تظهر تعرضه للتعذيب.     


وينتقد حقوقيون ومنظمات مختصة، استمرار الانتهاكات الإنسانية في العراق بشكل عام سيما محافظة البصرة، وخاصة تلك التي تصدر عن جهات حكومية، على رأسها مديريات مكافحة الإجرام في المحافظات التابعة لوزارة الداخلية.