‏ فيديو لعراقيين عالقين بين ليتوانيا وبيلاروسيا 'يحرقون ملابسهم على ‏الحدود'

آخر تحديث 2021-08-07 00:00:00 - المصدر: NRT عربية

 

في الوقت الذي يجري العراق ولاتفيا وليتوانيا والاتحاد الأوربي مباحثات "مكثفة" بشأن آلاف اللاجئين العراقيين الذين يعبرون حدود بيلاروسيا إلى دول الاتحاد، انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لعدد من هؤلاء المهاجرين، وهم "يحرقون ملابسهم" طلبا للدفء، كما قال أحدهم.

ويظهر الفيديو شبانا يقولون إنهم عالقون بين بيلاروسيا وليتوانيا اللتين ترفضان استقبالهما، وأن ظروفهم سيئة تحت المطر والبرد.

وبحسب مينسك، فإن السلطات الليتوانية تقوم أحيانا بإعادة المهاجرين إلى بيلاروسيا، مما دفع حرس الحدود البيلاروسي إلى الإعلان، الجمعة، أنه "قام بتشديد الرقابة على طول حدود البلاد مع ليتوانيا لمنع السلطات الليتوانية من إعادة المهاجرين إلى بيلاروسيا.

لا عودة للمهاجرين

وشهدت ليتوانيا- الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي- تدفقا لمهاجرين أغلبهم من العراق، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، خلال الأشهر القليلة الماضية.

واتهمت الحكومة الليتوانية رئيس بيلاروسيا، أليكسندر لوكاشينكو، بتشجيع تدفق المهاجرين، ردا على العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي بحق بلاده، بعد تحويل مسار طائرة ركاب لاعتقال صحفي منشق كان على متنها.

ورد لوكاشينكو أمس الخميس بإصدار أوامر لأجهزة الدفاع والأمن "بإغلاق كل متر من الحدود" كي لا يتمكن أي مهاجر قادم من ليتوانيا من العودة إلى بيلاروسيا.

وقال لوكاشينكو خلال اجتماع مع مسؤولي الدفاع والأمن "إذا حدث معاذ الله وشرعوا في تنفيذ سياسة إبعاد الأشخاص الذين وجهوا لهم دعوات، عبر المعابر الحدودية الرسمية.. بدءا من اليوم، لا ينبغي لأي شخص أن تطأ قدمه أراضي بيلاروسيا من الجانب الآخر، سواء كان ذلك من الجنوب أو من الغرب".

ونشر التلفزيون البيلاروسي الرسمي صورة لحرس الحدود يقفون في صف لإغلاق الحدود، بينما يجلس مهاجر مع طفل عند أقدامهم.

العراق يمنع السفر

وقال بيان لوزارة الخارجية العراقية، صدر الجمعة، إن وزيرها، فؤاد حسين، تلقّى عدّة اتصالات من الممثل الأعلى للسياسة والأمن في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، ووزير خارجية ليتوانيا، غابريليوس لاندسبيرغيس، ووزير خارجية لاتفيا، إدغار رينكيفيتش.

وقالت الخارجية العراقية إن الحكومة "اتخذت مجموعة إجراءات من شأنها أن تحد من استغلال المسافرين إلى عدد من الدول"، على الرغم من أن "القوانين العراقية تكفل حرية السفر للمواطن العراقي".

وأضاف البيان أن "الإتجار بالبشر ومخاطر توسع شبكات التهريب وانعكاس ذلك على أمن المسافرين العراقيين، يصنف من الأعمالِ الجُرمية"، وأشار إلى "الإجراءات التي اتخذتها الحكومة مؤخراً لحماية المواطنين العراقيين الذين وقعوا ضحايا شبكات التهريب وكان منها إيقاف السفر مؤقتا إلى بيلاروسيا واستمرار رحلات العودة منها إلى بغداد".

وبحسب الخارجية فإن "إجراءات تحقيقيّة اتخذت بشأن عمليات تهريب المواطنين والايقاع بهم في مصير مجهول".

عضات كلاب

وقالت لجنة الحدود البيلاروسية الرسمية في بيان، الجمعة، إن "حرس الحدود استخدم جميع الوسائل اللازمة لمنع العبور غير القانوني للحدود في ضوء الوضع الحالي الذي يعيد بموجبه الجانب الليتواني المواطنين الأجانب الذين يسعون للحصول على حق اللجوء في الاتحاد الأوروبي، إلى الحدود".

وأضافت اللجنة أنها "أنشأت مجموعات تكتيكية متحركة للقيام بدوريات بطول الحدود لمنع ليتوانيا من إعادة المهاجرين إلى بيلاروسيا".

وزعمت السلطات في بيلاروسيا هذا الأسبوع أن المهاجرين العراقيين، الذين تم طردهم قسريا من ليتوانيا وإعادتهم إلى بيلاروسيا كانوا مصابين بجروح من بينها عضات كلاب، وتعين نقلهم إلى المستشفى.

كما ادعت بيلاروسيا يوم الأربعاء أن شخصا "غير سلافي" الشكل، توفي متأثرا بجروحه في بلدة حدودية، إلا أن ليتوانيا رفضت الادعاء، معتبرة أنه دعاية من نظام معاد.

ودولة ليتوانيا التي يقل عدد سكانها عن 3 ملايين نسمة، ليس لديها أية حواجز مادية على حدودها البالغ طولها 679 كيلومترا مع بيلاروسيا.

إلى بولندا أيضا

وعبر أكثر من 4100 مهاجر معظمهم من العراق من بيلاروسيا إلى ليتوانيا خلال العام الجاري.

من جانبها، اتهمت السلطات البولندية هي الأخرى بيلاروسيا بإرسال أعداد متزايدة من المهاجرين إلى بولندا، على غرار ما تفعل مع ليتوانيا.

واتهم ماسيج فاسيك، نائب وزير الداخلية البولندي، بيلاروسيا باستخدام المهاجرين كـ "سلاح حي" في "حرب هجينة".

وقال فاسيك لوسائل إعلام محلية إن السلطات ترى أن هذه خطوة انتقامية بسبب مساعدة العداءة الأولمبية البيلاروسية، كريستسينا تسيمانوسكايا، في الوصول إلى بولندا في وقت سابق من هذا الأسبوع، حتى لا تتعرض لأعمال انتقامية محتملة في وطنها بعد نزاع مع مدربيها في أولمبياد طوكيو.

وقال إن بولندا شهدت قدوم مهاجرين أقل من ليتوانيا لأن حدودها تخضع لحراسة أفضل، ولكن "خلال الأيام الأخيرة، أمكن مشاهدة زيادة في الأعداد".

والأربعاء، أمر الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشنكو بفتح تحقيق في وفاة عراقي على الحدود مع ليتوانيا، وسط توترات سياسية ومتعلقة بالهجرة بين البلدين، وفقا لوكالة فرانس برس.

وعثر حرس الحدود البيلاروسي، الأربعاء، على عراقي قُتل بقسوة في ميدينينكاي، الحدودية مع ليتوانيا.

ونقلت قناة تلغرام "بول بيرفوغو"، غير الرسمية أنه "مات أمام حرس الحدود" البيلاروسيين.

وأضاف المصدر "تم إبلاغ الرئيس على الفور بالمقتل الصادم للعراقي العائد من ليتوانيا".