يس عراق: بغداد
خلال 5 إلى 6 سنوات، تتحدث وزارة الكهرباء عن نيتها إيصال الانتاج من الطاقة الكهربائية 45 ألف ميغا، في الوقت الذي يبلغ الانتاج الحالي نحو 20 ألف ميغا، مايعني إدخال 25 ألف ميغا إضافية، وهو مايثير التساؤلات عن مدى جدية وإمكانية تحقيق هذا الأمر ومن أين سيأتي العراق بالغاز الذي من المفترض أن يشغل المحطات المراد بنائها.
وينتج العراق من الغاز المنتج المحليًا والمستورد و(الذي يبلغ جميعه أكثر من 3 الاف مقمق) نحو 12 ألف ميغا واط من أصل 20 ألف ميغا، فيما يتم انتاج باقي الطاقة التي تقارب الـ8 الاف ميغا، من السدود أو من تشغيل المحطات على الوقود السائل كالنفط الاسود.
وعلى هذا الأساس فأن بناء محطات جديدة لانتاج 25 ألف ميغا واط اضافية، سيجعل العراق بحاجة لأكثر من 6 الاف مقمق إضافي، وهو رقم ضخم فيما إذا عرفنا أن انتاج العراق الكلي من الغاز يبلغ 2700 مقمق، مستثمر منه قرابة 1500، ويحرق منه قرابة 1200، وحتى اذا استثمر المحروق بالكامل خلال السنوات المقبلة، فأنه سيبقى بحاجة 4800 مقمق لتشغيل المحطات الجديدة.
وعلى هذا الأساس يؤكد وزير الكهرباء وكالة عادل كريم في تصريحات صحفية تابعتها “يس عراق” إن “حاجة الوزارة للغاز المستورد للسنوات القادمة مستمرة مع عدم إمكانية الاستغناء عنه لغرض تشغيل المحطات التي تعتزم بنائها”.
وأضاف كريم انه “لو توفر غاز محلي بكمية 1000مقمق إضافي كما تطمح الوزارة فمعناه هناك 4 آلاف ميكا واط أضافي”.
يقول وزير النفط في تصريحات سابقة إن هدف الوزارة وحتى عام 2025 أي مايعني بعد 4 سنوات، ايصال انتاج الغاز لنحو 4 الاف مقمق، في الوقت الذي يبلغ انتاج العراق الحالي من الغاز المستثمر قرابة 1500 مقمق، مايعني انه سيتم اضافة 2500 مقمق فقط خلال 4 سنوات، في الوقت الذي تحتاج وزارة الكهرباء لـ4800 مقمق.
وعلى هذا الأساس وفيما إذا تحققت خطط وزارتي النفط والكهرباء بالفعل خلال السنوات الـ5 المقبلة، فأن العراق سيكون بين خيارين، إما أن تعتمد وزارة الكهرباء (التي تنوي ادخال 25 الف ميغا واط اضافية) تعتمد على انتاج 10 الاف ميغا واط من الـ2500 مقمق الاضافية التي تنتجها وزارة النفط من الغاز، وتعمل على إدخال 15 الف ميغا واط المتبقية عبر وسائل اخرى كالطاقة الشمسية او السدود اذا ارتفعت مستويات المياه خلال السنوات المقبلة أو تشغيل المحطات على النفط الأسود، أو أن يستمر العراق باستيراد الغاز ويستورد 2300 مقمق بدلا من 1800 مقمق يستوردها حاليًا من إيران.