يوم دامي.. منتسب في الجيش العراقي يروي تفاصيل هجوم داعش على كركوك

آخر تحديث 2021-09-06 00:00:00 - المصدر: NRT عربية

على بعد 65 كيلومترا من محافظة كركوك، واجه جنود عراقيون، مساء ‏السبت، "هجوما" شنه مقاتلون من تنظيم داعش، بحسب أهالي المنطقة.‏

ويقول، سبهان العبيدي، وهو ضابط في الجيش العراقي السابق، ويسكن ‏في منطقة الرشاد، التي تعرضت إحدى قراها للهجوم، إن "كمية ‏المقذوفات النارية المتبادلة خلال الهجوم كانت هائلة جدا".‏

ويضيف العبيدي " أن "الهجوم كان أكبر من قدرة القوات الأمنية، التي ‏استبسلت في الدفاع ولم تترك مواضعها، حتى تكبدت خسائر كبيرة جدا، ‏قبل أن ينتهي الهجوم‎".‎

وتقول مصادر أمنية عراقية إن 13 عسكريا عراقيا قتلوا في الهجوم، ‏وأصيب خمسة آخرون، فيما فقد أحد المقاتلين‎.‎

وتخشى القوات الأمنية العراقية أن يكون تنظيم داعش "اختطف المقاتل ‏المفقود" كما يقول المحلل الأمني، ستار العودة‎ ".‎

ويضيف العودة، وهو متخصص بدراسة تكتيكات تنظيم داعش أن ‏‏"الاختطاف ومن ثم الإعدام العلني، هو تكتيك معتاد للتنظيم، من أجل ‏إيقاع أكبر كمية ممكنة من الضرر النفسي وإدامة التغطية الإعلامية ‏لهجماته‎".‎

ويعد هذا الهجوم من أكثر الهجمات دموية التي تعرضت لها القوات ‏الأمنية منذ بداية العام الحالي في مناطق جنوب كركوك، حيث توجد ‏خلايا نائمة للتنظيم الذي هزم رسميا عام 2017، وتستهدف بشكل متكرر ‏القوات الأمنية العراقية‎.‎

وبالتزامن مع الهجوم، الذي استهدف اللواء 19 من الفرقة 5 من الشرطة ‏الاتحادية في ناحية الرشاد، شن عناصر تنظيم داعش هجوما على الفوج ‏الثالث من اللواء 50 التابع للفرقة 14 من الجيش العراقي، في منطقة ‏قراج قرب جبال مخمور في محافظة نينوى‎.‎

وسقط خلال الهجوم الثاني ثلاثة قتلى من ضباط الصف العراقيين، فيما ‏جرح واحد منهم.‏

ويقول الجندي العراقي، حيدر الخزعلي، وهو مطلع على تفاصيل ‏الحادث، إن "قوة عسكرية عراقية كانت تنصب كمينا لمجموعة من ‏مقاتلي تنظيم داعش، شوهدوا يتجولون في المناطق الجبلية بمخمور‎".‎

وأضاف الخزعلي " إن "إحدى العربات المدرعة كانت تتجه منفردة عن ‏بقية الرتل العسكري، لموقع الكمين، فواجهت عددا كبيرا من مقاتلي ‏تنظيم داعش الذي كانوا يختبؤون في هذا المكان‎".‎

وينقل الخزعلي عن الجندي الجريح، الذي قال إنه صديقه، إن "الجنود ‏العراقيين اشتبكوا بقوة مع عناصر التنظيم، لكنهم قتلوا، فيما أصيب ‏الجندي الرابع الذي بقي في السيارة المدرعة بجروح شديدة، وتهشمت ‏ساقاه‎".‎

ويروي الجندي لأصدقائه أن "مقاتلي داعش قاموا بالإجهاز على الجنود ‏الثلاثة، ولم ينتبهوا لوجوده جريحا في العربة المدرعة، قبل أن يأتي ‏الدعم بعدها بفترة ويشتبك مع عناصر التنظيم الذين انسحبوا من المنطقة ‏بدون خسائر‎".‎

ويضيف الخزعلي "لأن المنطقة جبلية، وعربات الرتل متفرقة بمسافات ‏كبيرة نسبيا واحدة عن الأخرى، فقد استطاع مقاتلوا التنظيم الإفلات بعد ‏قتل الجنود‎".‎

ويقول المحلل الأمني والسياسي، محمد نعناع، إنه كان من المتوقع جدا أن ‏تحدث هذه الهجمات لـ "الأسباب المزمنة" التي يعاني منها العراق‎.‎

ويقول نعناع " إن هذه الأسباب هي "النزاع السياسي بين المركز والإقليم ‏وعدم الاتفاق على تسيير دوريات مشتركة بين الجيش والبيشمركة في ‏كركوك‎".‎

ويضيف نعناع أن "السبب الثاني هو الخطط العسكرية غير المحدثة، ‏والضعف الكبير جدا في تطوير الاستراتيجيات العسكرية للسيطرة على ‏المعابر بين المحافظات، والصلاحيات المتقاطعة بين قيادات العمليات‎".‎

وبحسب نعناع  فإن "السبب الثالث هو الجانب الاستخباري، حيث نجحت ‏خلايا التنظيم بتفعيل خلاياها النائمة، والحصول على معلومات بشأن ‏مواقع وقوة وعدد نقاط السيطرات التابعة للقوات الأمنية العراقية، مما ‏سهل انقضاضها عليها‎".‎

وبالإضافة إلى هذه الأسباب التي وصفها نعناع بـ"المزمنة" فإن "هناك ‏سببا رابعا هو أن خليفة داعش الجديد (أبو إبراهيم الهاشمي) أنشأ غرفة ‏عمليات خاصة بكركوك، وأصدر تعليمات بتشكيل مفارز من عناصر ‏داعش يلتزم عناصرها بمهام متنوعة"، مضيفا "يركز الهاشمي على ‏كركوك لأنها تعتبر منطقة رخوة، وتحتوي على حواضن‎".‎

وتقول القوات الأمنية العراقية إنها بدأت باعتماد خطط جديدة بعد هجمات ‏الليلة الماضية‎.‎

وقال المتحدث باسم العمليات العراقية المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، ‏في تصريحات صحفية إن "الهجمات الأخيرة التي شنها التنظيم في عدد ‏من مناطق البلاد، وآخرها هجوم كركوك، دليل على وجود من يدعم ‏ويأوي التنظيم وهو ما يسمى الحواضن‎".‎

مضيفا "لدينا معلومات كاملة عن التنظيم، ومستمرون بجهودنا ‏الاستخبارية والأمنية التي وسعناها مؤخراً، في ملاحقة عناصره‎".‎

وأكد تحسين إنه "ستتم إعادة صياغة بعض الخطط الأمنية"، مشيرا إلى ‏جهود قادت لتأمين مسافات من الحدود العراقية السورية، وعمليات أمنية ‏ضد التنظيم شنتها القوات الأمنية مؤخرا‎.‎

وأعلن العراق، أواخر عام 2017، انتصاره على تنظيم داعش بعد طرد ‏المتشددين من كل المدن الرئيسة التي سيطروا عليها في 2014‏‎. ‎

وتراجعت مذاك هجمات التنظيم في المدن بشكل كبير، لكن القوات ‏العراقية لا تزال تلاحق خلايا نائمة في مناطق جبلية وصحراوية،  فيما ‏يستهدف التنظيم، بين وقت وآخر، مواقع عسكرية، ونفذ هجوما أودى ‏بحياة ثلاثين مدنيا في حي مدينة الصدر الشيعية في العاصمة، الشهر ‏الماضي‎.‎

ويأتي هجوم، السبت، عقب زيارة للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرونـ ‏أكد خلالها أنه "لا ينبغي التراخي" في مواجهة "الجهاديين"، معتبرا أن ‏تنظيم داعش "لا يزال يشكل تهديدا‎".‎

ومن أربيل الأسبوع الماضي، أعرب ماكرون في مؤتمر صحافي ‏مشترك مع رئيس إقليم كردستان، نجيرفان بارزاني، عن "تضامن" فرنسا ‏مع الإقليم لا سيما "في مكافحة تنظيم داعش، عدونا المشترك الذي تظهر ‏مؤشرات قلقة بعودة ظهوره في العراق كما في سوريا".‏

الى ذلك أفاد مصدر في الحشد الشعبي، الاحد، بمقتل قائد القوة العسكرية ‏لقيادة ‏عمليات الجزيرة التابعة للحشد الشعبي في جرف الصخر.‏

وقال المصدر لـNRT‏ عربية اليوم (5 ايلول 2021) ان "انفجار ‏عبوة ‏ناسفة في منطقة العويسات بجرف الصخر تسبب بمقتل قائد ‏القوة ‏العسكرية لقيادة عمليات الجزيرة التابعة للحشد الشعبي ‏(حسن ‏كريم ‏حسن) ‏وجرح اثنين اخرين كانو برفقته‎.‎‏"‏

واعلنت قيادة الحشد الشعبي، الاحد، عن مقتل قائد القوة العسكرية ‏لقيادة ‏عمليات الجزيرة التابعة للحشد في جرف ‏النصر (حسن كريم ‏حسن).‏

وقالت الهيئة في بيان تلقى ‏NRT‏ عربية نسخة منه ان "هيئة ‏الحشـــد ‏الشعبي تزف الشهيد البطل قائد القوة العسكرية لقيادة عمليات ‏الجزيرة ‏التابعة للحشد في جرف النصر الشهيد (حسن كريم حسن) ، ‏‏"الحاج ‏آصف" الذي استشهد بانفجار عبوة ناسفة في منطقة العويسات ‏التابعة ‏لقضاء جرف النصر."‏