يس عراق: بغداد
بدأت المياه المخزونة في العراق والذي يعد خزينًا ستراتيجيًا تم جمعه من الموسم المطري الزاخر في 2019،بدأت تتراجع بشكل واضح مع انتهاء فصل الصيف الذي اعتمد بشكل كبير على هذا المخزون فضلا عن اعداد الخطة الشتوية المعتمدة على هذا المخزون ايضًا، مايوحي بانتهائه بالكامل في حال عدم حلول موسم مطري زاخر وتكرار السنة الجافة كما حدث في 2020.
وبدأ الأمر من سد دربندخان الذي سجيل أدنى منسوب مياه في السد على الإطلاق يوم أمس الجمعة.
وقال مدير السد رحمان خاني في بيان أن “منسوب مياه سد دربنديخان انخفض عدة مرات حتى الآن، لكن هذا العام تم تسجيل أدنى منسوب على الإطلاق، حيث بلغ 902 مليون متر مكعب”.
وأوضح أن “تغذية مياه سد دربنديخان تتم بشكل رئيسي من نهر سيروان، الذي يأتي من الجانب الإيراني ويشكل 70% من مياه السد، وهناك مصدران آخران من داخل إقليم كوردستان هما مياه أحمدآوا وتانجرون”.
ولفت خاني إلى أن “مياه سد دربنديخان تناقص بسببين، الأول هو الجفاف وقلة الأمطار هذا العام، والآخر هو حجز المياه من الجانب الإيراني، حيث قامت إيران ببناء سد وحجز المياه”.
وبين أن “السنة المائية تختلف عن السنة الميلادية، فالسنة المائية تبدأ في 1 أكتوبر / تشرين الأول بالتزامن مع موسم الأمطار، وهذا العام سجل سد دربنديخان أدنى منسوب له”.
وفي سياق متصل، تشهد بحيرة الحبانية الواقعة شرقي محافظة الأنبار غربي العراق، انخفاضاً واضحاً في مستوى المياه، في الوقت الذي يجف فيه ناظم الورار وهو أحد فروع نهر الفرات في المحافظة.
وقال مدير الموارد المائية في الأنبار، أياد الراوي، أن “الاطلاقات المائية من سد حديثة وبحيرة الحبانية، هي اطلاقات ثابتة منذ قرابة الستة أشهر”، مبينا أن “الاطلاقات تكون لتزويد السدود والخزانات في العراق، ويسيطر عليها المركز الوطني لإدارة الموارد المائية بشكل مباشر، وبحسب الحاجة والمواسم والخزين الاستراتيجي الموجود في السدود والبحيرات”.
وأضاف الراوي، أنه “لا يوجد هناك اي انخفاض في مستوى مياه نهر الفرات، والاطلاقات من سدة الرمادي ثابتة منذ ستة أشهر”.
وبين الراوي، “بالنسبة لانخفاض مستوى مياه ناظم الورار وبحيرة الحبانية، فهو أمر طبيعي كوننا في موسم الصيف، ولا نشهد تساقطا للأمطار، مما أدى إلى استهلاك جزء من الخزين الاستراتيجي في بحيرات حديثة والحبانية”.
من جانبه، قال قائممقام قضاء الرمادي مركز محافظة الأنبار، إن “الورار هو فرع من فروع نهر الفرات، وسبب جفافه هو أن الاطلاقات المائية من سد حديثة قلت بشكل كبير، حيث كانت 1200 متر مكعب بالثانية، أما اليوم فقد أصبحت بحدود 300 متر مكعب”.
وأردف العوسج، بأن “الورار هو خزين وليس نهر، وتم وقف الاطلاقات باتجاهه والاعتماد بشكل كامل على نهر الفرات، بهدف مساعدة الفلاحين بعملية زراعة أراضيهم”.
ولفت العوسج، إلى أن “قلة الاطلاقات القادمة من سدة حديثة باتجاه الورار، دفعتنا لتوجيهها إلى نهر الفرات بدلا من الورار، كون الأخير هو فرع يأخذ الخزين إلى بحيرة الحبانية، ولم نعد بحاجة إلى الخزين، وكوننا بدأنا بالعمل على زراعة الأراضي الزراعية، فتم توجيه الاطلاقات إلى نهر الفرات”.
شارك هذا الموضوع: