بعد الفشل الحكومي بتحريرهم.. رسائل اختطاف 'مفجعة' تكشف محنة الأيزيديين

آخر تحديث 2021-10-04 00:00:00 - المصدر: NRT عربية

أفاد تقرير لصحيفة نيويورك تايمز بأن عددا من الأيزيديين المفقودين، الذين يقدر ‏عددهم بحوالي ثلاثة آلاف شخص، على اتصال بذويهم، الذين يتفاوضون مع ‏خاطفيهم من أجل استعادتهم لكنهم لا يجدون "الدعم المالي من الحكومات والجهات ‏المانحة الخاصة" لتأمين عودتهم‎.‎

وكان "داعش" قد شن حملة إبادة على الأقلية الأيزيدية في منطقة سنجار شمال ‏العراق، لدى استيلائه على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا، في عام 2014‏‎.‎

وفي سنجار، قتل مسلحو التنظيم أكثر من ثلاثة آلاف شخص وأسروا نحو ستة ‏آلاف، واستعبدوا جنسيا العديد من النساء والفتيات، قبل تحرير المنطقة في عام ‏‏2017‏‎.‎

ويطلب أيزيديون من الحكومة العراقية تسريع الخطى للبحث عن المفقودين ‏واسترجاعهم مع وجود مؤشرات على استمرار تواجدهم في المناطق التي ينشط ‏فيها التنظيم‎.‎

ويقول تقرير نيويورك تايمز إنه من المرجح مقتل معظم المفقودين، فيما لايزال ‏المئات منهم على قيد الحياة وهم محتجزون في سوريا أو تركيا‎.‎

ويعتقد أن العديد من الناجين يعيشون مع عائلات مقاتلي "داعش" المتوفين، إما في ‏المخابئ أو في معسكرات الاعتقال. ويعتقد أن البعض الآخر محتجز لدى جماعات ‏متشددة مختلفة في سوريا أو تركيا‎.‎

ومن بين هؤلاء، نجل أيزيدي ينحدر من سنجار، يدعى عباس حسين، الذي يقوم ‏بالتفاوض منذ أكثر من عام مع مقاتل سابق في "داعش" يعيش في المنطقة ‏الخاضعة للسيطرة التركية في شمال سوريا، من أجل إطلاق سراح نجله الصبي ‏وخمسة من أقاربه الآخرين‎.‎

ويقول إن نجله مجبر على العمل في قطاع البناء مقابل دولار واحد في اليوم، وأن ‏الخاطفين يطلبون 9 آلاف دولار عن الستة المحتجزين، لكنه لا يمتلك هذا المبلغ‎.‎

ويقول حسين إنه أرسل 600 دولار و1200 دولار على دفعتين للخاطف، لكن هذا ‏لم يكن كافيا لتحريره أو حتى لتمكين ابنه من الاستمرار في إرسال الرسائل إليه‎.‎

وقال حسين، وهو عامل عاطل عن العمل، إن الخاطف اتصل به مرة أخرى في ‏الآونة الأخيرة، وقال له: "إذا كنت تريد التحدث إليهم، فعليك أن تدفع لي 300 ‏دولار عن كل مرة"، ورد حسين: "لا أستطيع تحمل ذلك، ولكن دعونا نبقى على ‏اتصال‎".‎

ويلفت التقرير إلى رسائل صوتية "مفجعة" أرسلها نجله المختطف منذ سبع ‏سنوات، وهو يسأل عن والدته ويتساءل لماذا لم يكن والده على اتصال به‎.‎

وفي الرسائل التي بعث بها في الصيف الماضي إلى والده، يقول الابن إن خاطفه ‏لن يسمح له بإرسال المزيد من الرسائل لأن عائلته لم تدفع المبلغ المطلوب. ويقول: ‏‏"أبي، إذا لم يكن لديك المال، فلا بأس بذلك. فقط دعني أعرف... سأعمل وأوفر ‏المال وأعطيه له ليتيح لي التحدث معك‎".‎

ويشير التقرير إلى فشل الحكومة العراقية في تحرير الأيزيديين، في حين يبذل عبد ‏الله شريم، المنقذ الأيزيدي الذي أعاد ما يقرب من 400 مختطف من الأيزيديين، ‏في الفترة من 2014 إلى 2019، جهودا كبيرة‎.‎

وتقول الصحيفة: "على الرغم من أن الأيزيديين مواطنون عراقيون، إلا أن ‏الحكومة العراقية في بغداد لم تشارك أبدا في إنقاذهم، مدعية أنها لا تملك الأموال ‏ولا القدرة‎".‎

وتضيف أن الحكومة العراقية "لم تبذل أي جهد منهجي لمحاولة العثور على ‏الأيزيديين المستعبدين داخل المعسكرات في العراق‎".‎

ويشير التقرير إلى أن منظمة إغاثة أميركية أعطت الناشط الأيزيدي، عبد الله ‏شريم، خرائط تفصيلية للمدن السورية لمساعدته في البحث عن الناجين الأيزيديين. ‏وخلال خمس سنوات من إدارته لشبكة تهريب، استخدم شريم دعما ماليا من ‏حكومة إقليم كردستان، وتبرعات خاصة وأموالا اقترضها أقارب الأيزيديين ‏المفقودين، من أجل تحريرهم‎. ‎

وكان رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، قد التقى ناجيات أيزيديات خلال ‏زيارته الموصل، في أغسطس الماضي، ووعدهن بعدم تكرار جرائم "داعش" ‏وضمان حقوقهن التي كفلها "قانون الناجيات" الذي وافق عليه البرلمان وصادق ‏عليه رئيس الجمهورية، برهم صالح، في مارس الماضي‎.‎

كان رئيس الجمهورية العراقية قد صادق على قانون "الناجيات الأيزيديات"، بعد ‏أن أقره البرلمان، ويهدف إلى تعويض الناجيات "ماديا ومعنويا، وتأهيلهن ‏ورعايتهن، وتأمين الحياة الكريمة لهن"، فضلا عن اتخاذ تدابير لإعادة تأهيلهن ‏وإعادة دمجهن في المجتمع ومنع مثل هذه الجرائم في المستقبل‎.‎

ووعد صالح الأيزيديين، في أبريل الماضي، بمناسبة السنة الأيزيدية الجديدة، ‏بـ"تأمين حقوقهم وعودة النازحين وتحرير المختطفين والمختطفات، وأن نحتفل ‏معهم في العام المقبل وهم في منازلهم آمنين مكرمين‎".‎

وأكد الكاظمي، بهذه المناسبة "حرص الحكومة وجديتها على تأمين عودة جميع ‏النازحين ومن ضمنهم أبناء الطائفة الأيزيدية إلى مناطقهم بعد طرد عصابات ‏‏"داعش" الإرهابية وعودة الاستقرار فيها، ودعم الناجيات والناجين الأيزيديين ‏وتحقيق مطالبهم‎".‎

وتابع أن "الحكومة تؤكد مواصلة جهودها لإعادة المخطوفين من النساء والأطفال ‏وأنها لن تدخر جهدا لتحقيق ذلك".‏