انطلقت الانتخابات البرلمانية المبكرة، اليوم الأحد، ويتنافس فيها 3240 عضواً لدخول قبة البرلمان والظفر بأحد مقاعده البالغة 329، ومع الساعات الأولى لفتح مراكز الاقتراع، شهدت شوارع العاصمة بغداد انتشاراً أمنياً مكثفاً.
تبدأ عملية الانتخاب بعد وصول الناخب إلى مركز الاقتراع وتدقيق البطاقة البيومترية الخاصة به مع ضرورة أن يحمل أخرى لتأكيد هويته. وبعد التحقق من صحة المعلومات، تُمنح له ورقة الاقتراع التي يجب أن تحمل رمزاً إلكترونياً خاصاً كي لا ترفض. بعد هذه الخطوات، تبدأ مرحلة التصويت السري في الأماكن المخصصة بواسطة قلم خاص أُعدّ لأغراض الانتخاب، وبعد إكمال العملية توضع في الصندوق.
الإقبال في ساعات الصباح الأولى ضعيفاً
لم تشهد ساعات الصباح الأولى إقبالاً ملحوظاً، بل كانت غالبية المراكز في جانب الكرخ خلت من وجود الناخبين، باستثناء تصويت منتسبي المفوضية الموجودين في مراكز الاقتراع وخصصت لهم ساعة واحدة فقط من السابعة إلى الثامنة صباحاً ليبدأ بعدها مركز الاقتراع استقبال الناخبين.
نقابة المحامين تشارك كمراقب
أوضحت المحامية عذراء محمد هذال، في حديث خاص لنا، أن "الانتخابات الحالية شهدت وللمرة الأولى إشراك المحامي العراقي كمراقب داخل عملية ستكون على مرحلتين: الأولى من السابعة صباحاً وحتى الثالثة عصراً، والثانية من الثالثة عصراً وحتى إغلاق صناديق الاقتراع، وتتضمن الإجراءات مراقبة العملية الانتخابية بتفاصيلها كافة، ويتم تدوين رقم المفتاح الخاص بصندوق الاقتراع لكي تتم مطابقة الرقم عند فتح الصندوق تجنّباً لعدم تبديلها".
مراقبون محليون
في بادرة جديدة أيضاً تضمنتها الانتخابات الحالية، خصصت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وبالاتفاق مع مفوضية الانتخابات وجود أستاذ جامعي يكون مشرفاً على سير العملية. تقول ميساء حسام، المدرّسة في كلية الطب بالجامعة المستنصرية المشرفة على المركز الانتخابي في منطقة المنصور، إن "الغرض من الإشراف هو تسجيل أي ملاحظات تعرقل سير العملية الديمقراطية".
أما مراقبو الكيانات السياسية، فهم يحملون إشارات خاصة بهم لا يعلن فيها اسم الكيان السياسي تجنباً للتأثير في الناخب. تقول علا عدنان، إحدى المراقبات، "نتابع سير العملية الانتخابية ولا يحق لنا الحديث مع أي ناخب لكي لا يتم اتهام الكيان بالتأثير في الناخب داخل مراكز الاقتراع".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مراقبون دوليون
يوضح غيث أحمد مناف، رئيس المنظمة الدولية لحماية حقوق الإنسان (أوكرانيا -العراق)، بعثة دولة أوكرانيا، أن "عمل المنظمة ميداني ويتعلق بمراقبة كل مراكز الاقتراع والإشراف عليها، إذ زارتها المنظمة قبل ستة أيام من موعد الانتخابات، والآن نقوم بجولات ميدانية أثناء عملية التصويت وستكون لنا جولات في مراكز انتخابية بعد إغلاقها".
وتضم المنظمة 850 مراقباً من دول متعددة لغرض متابعة سير العملية الانتخابية. وفي حال وجود خرق، يتم تسجيله في كراسة خاصة للمراقبين الدوليين ويرسل إلى المكتب الوطني، ليُفتح تحقيق مباشر تحت إشراف المنظمة.
يوضح مناف لـ"اندبندنت عربية" أن "الخروق التي تابعناها تتمثل في وجود الهواتف النقالة، وهو أمر مخالف لتوجيهات المفوضية واللجنة الأمنية الخاصة بها، التي أوصت بمنع وجودها تجنباً للدعاية وحرصاً على أمن مراكز الاقتراع".
الانتخابات الوسيلة الوحيدة للتغيير
على الرغم من الإقبال الضعيف في الساعات الأولى للانتخاب، استطلعنا آراء بعض الموطنين الذين أدلوا بأصواتهم. يقول المواطن حسن محمد ياسين إنه "حدّث بياناته الانتخابية بشكل مبكر"، مؤكداً حرصه على "المشاركة في الانتخابات، فبدلاً من توجيه النقد المستمر للحكومة، لا بد من أن نتحمل كمواطنين مسؤولية خياراتنا، ونحاول التغيير بأصواتنا لتصحيح الأوضاع".
وفي السياق ذاته، ترفض المواطنة آمال يحيى، "أي وسيلة للتغيير عبر العنف، ما دامت الانتخابات هي الوسيلة الحضارية لذلك. ولأن الوضع الحالي لا يجد قبولاً سياسياً أو اقتصادياً، فلا بد من استثمار فرصة الانتخابات لتغيير الأوضاع نحو الأفضل".