تستمر انتقادات الأحزاب والفصائل الموالية لإيران للانتخابات النيابية التي جرت الأحد الماضي في العراق، ما يشي ببوادر تصعيد محتمل قد تشهده البلاد.
فمنذ الخسارة أو التراجع الواضح الذي سجله تحالف الفتح هبت الميليشيات التي تعرف بالولائية من قبل العراقيين (أي بولائها لطهران) لشن حملة شعواء ضد مهنية ومصداقية هذا الاستحقاق الذي جرى بمشاركة مراقبين أمميين.
مادة اعلانية
إذ سجلت ميليشيات "عصائب أهل الحق" سابقا رفضها لنتائج الانتخابات، ثم هددت أمس "سرايا أولياء الدم" ممثلةَ الأمم المتحدة في العراق، جنين بلاسخارت، واصفة إياها بـ "العجوز الخبيثة".
ليجدد اليوم الخميس أبو علي العسكري، الذي يعرف بالمتحدث باسم كتائب حزب الله العراق، اتهاماته أيضا. فقد اتهم مباشرة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بتزوير الانتخابات.
تغريدة أبو علي العسكري
كما اعتبر في تغريدة على حسابه على تويتر أن الكاظمي "تجرأ مع عدد من أتباعه في جهاز المخابرات على تزوير النتائج بالاتفاق مع أطراف سياسية نافذة".
كذلك اتهمه برفع عدد مقاعد النواب الموالين له إلى 15، بيهم 9 ممن ينتمون إلى حركة امتداد، بينما لم يحصلوا في الحقيقة على أكثر من 4600 صوت"، بحسب زعمه.
حملة اعتراضات وتظاهرات
إلى ذلك، طالب بكشف ما وصفه بفضائح المشاكل التقنية، والإخفاقات الكبيرة.
كذلك دعا إلى إطلاق حملة اعتراضات وتظاهرات، مسجلا دعمه إلى تحرك "كل المرشحين الذين سرقت أصواتهم وتكثيف الاحتجاجات والاعتراضات لإعادة الحق لأصحابه".
وكان المتحدث نفسه اعتبر في بيان يوم الاثنين أن "ما حصل في الانتخابات يمثل أكبر عملية احتيال والتفاف على الشعب العراقي في التاريخ الحديث".
انتخابات العراق (أرشيفية- أسوشييتد برس)
خسارة مدوية
يذكر أنه على مدى الأيام الماضية، نددت قوى عراقية موالية لإيران بحصول ما وصفته "بالتلاعب والاحتيال" في نتائج العملية الانتخابية، بعدما سجلت تراجعاً كبيراً في هذا الاستحقاق، ما يشي بطريق صعب جدا أمام مفاوضات الكتل السياسية الساعية في البرلمان، بهدف تشكيل التكتل الأكبر الذي سيكون له الكلمة الفصل في تشكيل الحكومة.
فبعدما كان القوة الثانية في البرلمان المنتهية ولايته، سجل تحالف الفتح الذي يمثّل الحشد الشعبي ويضم فصائل موالية لطهران، تراجعاً كبيراً في البرلمان الجديد.
في حين أظهرت النتائج الأولية التي نشرتها المفوضية الانتخابية العليا حلول التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في الطليعة، مؤكدا حصوله على أكثر من 70 مقعداً في مجلس النواب المؤلف من 329 مقعداً.