على الرغم من عدم اعلان النتائج الرسمية بعد للانتخابات النيايبة المبكرة، التي جرت في العراق، الأحد الماضي، ووسط أجواء التهددي والوعيد التي طفت خلال الأيام الماضية من قبل تيارالت محسوبة على إيران، إلا أن هذا الاستحقاق أتى بأخبار مفرحة للتيارات الشابة التي انبثقت من رحم تظاهرات أكتوبر، رغم مقاطعة بعضها.
فقد خطف عدد من المرشحين المستقلين أو المحسوبين على هذا الحراك الذي انطلق قبل نحو 3 سنوات (2019) عشرات المقاعد النيابية (البعض قدرها بـ 15 والبعض الآخر بـ 30)، حاجزين مكانا لهم تحت قبة البرلمان.
مادة اعلانية
ومن بين الرابحين، أستاذ جامعي يدعى، حيدر السلامي، كان اشتهر بعدما نشر صورة أثناء احتجاجات أكتوبر أظهرت قاعة محاضرته خالية من الطلّاب، وكتب عليها حينها "ما غابوا إلا من أجل أن يكون العراق حاضرا"، في إشارة منه إلى أن الطلاب قد تغيبوا عن الجامعة للمشاركة بالمظاهرات التي انطلقت في تشرين الأول من العام 2019.
وقد فاز الأستاذ بالانتخابات بلائحة "امتداد عن تشرين".
كما تداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي الخبر بكثرة خلال الساعات الماضية، معبّرين عن سعادتهم بفوز الأستاذ الجامعي وما يعنيه من تحقيق أهداف الحراك الشعبي.
نسبة متدنية
وفاز السلامي في وقت أكدت فيه التقارير أن مشاركة الناخبين في الانتخابات المبكرة، أتت متدنية إلا حد ما، وسجلت نسبة مقاطعة غير مسبوقة.
بثورة تشرين بالعراق كتب استاذ جامعي اسمه حيدر السلامي لطلابه الغائبين بداعي المشاركة بالانتفاضة "ماغابوا الا من اجل ان يكون العراق حاضرا" ، اليوم ربح بالانتخابات بلايحة "امتداد عن تشرين"
— Hiba Zinati (@hibazinati) October 11, 2021
خبر حلو pic.twitter.com/009wuVYIcK
فيما رأى عدد من الخبراء بحسب فرانس برس، أن الاستحقاق بالكاد حفّز الناخبين الغاضبين من الفساد المزمن والخدمات العامة المتردية وسيطرة بعض الفصائل المسلحة على المشاركة، معتبرين أن معظم العراقيين فقدوا الأمل من أن يأتي هذا النظام السياسي بأي تغيير قادر على تحسين ظروف حياتهم.
انتخابات مبكرة لتهدئة الغضب
يذكر أنه في العام 2018، بلغت نسبة المشاركة 44,52%، وفق الأرقام الرسمية، وهي نسبة اعتبرها البعض مضخمة حينذاك.
أما الانتخابات الحالية فقد دعي إليها قبل موعدها الأساسي بأشهر عدة، بعد أن كان مقررا إجراؤها في 2022، بهدف تهدئة غضب الشارع عقب الحراك الشعبي التي اندلع في خريف 2019 ضد الفساد وتراجع الخدمات العامة والتدهور الاقتصادي في بلد غني بالثروات النفطية، بالإضافة إلى محاصصة الأحزاب، وسطوة بعض الفصائل المسلحة، فيما بلغت نسبة المشاركة ما يقارب 41% ونسب أقل في العديد من المحافظات لا سيما الجنوبية بالإضافة إلى بغداد.