غداة إعلان نتائج الانتخابات العراقية عقب إتمام الفرز اليدوي، خرجت تظاهرات في مدن عدة من البلاد، الأحد 17 أكتوبر (تشرين الأول)، رفضاً للنتائج، في حين دعا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى تجاوز الخلافات للعبور بالبلاد إلى بر الأمان.
وأحرق محتجون على النتائج إطارات في مناطق عراقية عدة وقطعوا الطرقات، لا سيما في محافظتي البصرة وواسط.
رفض النتائج
وجاءت الاحتجاجات عقب بيان الأحد لـ"الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية"، التي تمثل فصائل مدعومة من إيران، حذرت فيه من أن "تلاعب الأيادي الأجنبية في نتائج الانتخابات وطرق تزويرها الفاضح بإشراف حكومي، أدى بالنتيجة إلى فشل أداء عمل المفوضية (العليا للانتخابات) وعجزها عن الوقوف في وجه الإرادات الخارجية، وهو ما قد يتسبب بإيصال البلد إلى حافة الهاوية". وأكدت التنسيقية "حق العراقيين في الخروج احتجاجاً على كل من ظلمهم".
ومع تصاعد التوتر في البلاد، دعا زعيم "ائتلاف دولة القانون"، نوري المالكي، في تغريدة على "تويتر" الأحد، المتظاهرين المعترضين على نتائج الانتخابات إلى الاحتجاج سلمياً.
الكاظمي يدعو إلى تجاوز الخلافات
رئيس الوزراء أكد من جهته خلال مشاركته في احتفالية المولد النبوي الشريف، على "نزاهة" العملية الانتخابية، قائلاً إن على النواب الجدد "واجب إعادة ثقة الناس بالعمل السياسي، وإعادة الثقة بالديمقراطية".
وأضاف الكاظمي "نحن أمام مرحلة جديدة نستلهم فيها كل العبر والدروس الماضية، وعلينا أن نضع أيدينا بأيدي بعضنا، ونتجاوز الخلافات والاجتهادات الحزبية، أو الشخصية، للعبور ببلدنا إلى بر الأمان، وتوفير ما يستحقه شعبنا من رفاه واستقرار وبناء".
مهلة تقديم الطعون
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي ساعة متأخرة السبت، أعلنت المفوضية العليا للانتخابات إتمام الفرز اليدوي لما يزيد على ثلاثة آلاف مركز اقتراع في أنحاء البلاد، وأن نسبة المشاركة فى الاقتراع الذي أجري في 10 أكتوبر، بلغت 43 في المئة. وأضافت اللجنة أن مجموع من أدلوا بأصواتهم تجاوز 9.6 مليون ناخب، مشيرةً إلى أن النتائج قابلة للطعن.
وفي وقت لاحق الأحد، أوضح عضو الفريق الإعلامي في المفوضية، عماد جميل محسن، أن "استقبال الطعون سيستمر لثلاثة أيام ثم ينظر فيها من قبل مجلس المفوضين لمدة 7 أيام، ثم ينظر فيها من قبل الهيئة القضائية لمدة 10 أيام"، مشيراً إلى أنه "سيتم الإعلان عن نتائج الطعون ومن ثم إعلان أسماء النواب الفائزين بعد الانتهاء كلياً من النظر في الطعون والمصادقة على النتائج قبل رفعها للمحكمة الاتحادية".
تصدّر "التيار الصدري"
وقال زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، إن كتلته حصلت على أكبر عدد من المقاعد فى البرلمان، وإنه لن يطعن فى النتائج. وأضاف في بيان السبت، "إننا سنسعى إلى تحالفات وطنية لا طائفية ولا عرقية وتحت خيمة الإصلاح وفقاً لتطلعات الشعب".
وكان 167 حزباً سياسياً في الأقل وأكثر من 3200 مرشح قد خاضوا الانتخابات البرلمانية على أمل الفوز بما يتيسر من مقاعد البرلمان الـ329.
وأُجريت هذه الانتخابات قبل أشهر عدة من موعدها، في استجابة للاحتجاجات الجماهيرية عام 2019 التي أطاحت بالحكومة وأظهرت غضباً واسع النطاق على القادة السياسيين الذين يقول كثير من العراقيين، إنهم حققوا ثروات لأنفسهم على حساب البلاد.