هز انفجار كبير العاصمة العراقية بغداد في يوليو من العام 2016، راح ضحيته نحو 360 قتيلاً من المدنيين في منطقة الكرادة وسط بغداد. ما زال هذا التفجير الذي يُعتبر من أعنف التفجيرات الإرهابية في العراق بعد عام 2003، في ذاكرة العراقيين. اليوم، وفي صور حصرية للعربية.نت سنكشف تفاصيل عن مخططي هذا التفجير بعد أكثر من ست سنوات على وقوعه. جهازُ المخابرات الوطني العراقي بناء على أوامر القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، وبعملية نوعية خارج الحدود العراقية، أطاح بـ"أبو عبيدة بغداد" أحد مخططي هذا التفجير وتفجيرات أخرى هزت بغداد ومدن أخرى.
الكاظمي مغردا بعد اعتقال الزوبعي: ما ضاع حق وراءه مطالب
رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي غرد قائلا "بعد أكثر من خمس سنوات على جريمة تفجير الكرادة التي أدمت قلوب العراقيين، نجحت قواتنا البطلة بعد ملاحقة مخابراتية معقدة خارج العراق في اعتقال الإرهابي غزوان الزوبعي المسؤول عن هذه الجريمة وجرائم أخرى"، وأكد أن "محاسبة المتورطين بدماء أبناء العراق واجب وطني لن نحيد عنه".
مادة اعلانية
وكشف الكاظمي عبر تغريدته بتنظيم مسابقة لإنشاء نصب يخلد ضحايا تفجير الكرادة كجزء من الوفاء لكل تضحيات العراق .
أبو عبيدة يكشف طريقة التفخيخ ومنفذه
"أبو عبيدة بغداد" (غزوان علي حسين) عمل طوال فترة انتمائه للتنظيم مع شخصيات الصف الأول أبرزهم، والي بغداد "أبو جعفر" الذي قتل على يد القوات الأمنية وانتقل بعد ذلك للعمل مع "أبو ثابت" الذي خلف "أبو جعفر"، كما عمل مع أمني بغداد "أبو إسلام" الذي خطط لتفجير منطقة الكرادة قبل أيام من عيد الفطر.
ويكشف "أبو عبيدة" عن طريقة التفخيخ التي ولدت انفجاراً بهذا الحجم، ومنفِذ الهجوم الانتحاري.
وأكد في تصريح للعربية.نت أن أبو همام العراقي هو من قام بتفجير الكرادة من خلال سيارة ستاركس وبطريقة جديدة للتفخيخ من خلال وضع ألغام دروع دبابات في جانبي السيارة لكي يتمكن من قتل أكبر عدد من المتواجدين في مجمع الليث في الكرادة .
فقَدت خمسةَ أبناءٍ في التفجير
صورةُ التفجير الإرهابي ما زالت عالقةً في أذهانِ أهالي الكرادة، ومن بينِهم أم همام التي فقَدت خمسةَ أبناءٍ في هذا التفجير والتي واجهت الإرهابي أبو عبيدة وجهاً لوجه وهي تحمل صور عائلتها التي سقطت جراء انفجار الكرادة وأكدت للعربية.نت بأنها ليس أمامها سوى المطالبة بإعدام المتهم والثأر لضحايا الهجوم، وأم حسين التي فقدت ابنَها في تفجير الكرادة عند لقائها أبو عبيدة بغداد كانت تصرخ وتقول "ليش قتلت شباب الكرادة وشنو ذنبهم وين راح تروح من الله وليش قتلت أولادنا وهم صيام".
هذا التفجير الدامي لم يمنع "أبو عبيدة" وخليته الإرهابية من الاستمرار بعملياتهم في بغداد ومدن عراقية أخرى، حيث كشف عن إشرافه على عمليات تفجير مرطبات الفقمة في منطقة الجادرية، وكذلك استهدافه عددا من الزائرين، بالإضافة إلى تفجير هيئة التقاعد العامة في منطقة الشواكة وسط العاصمة.
هذه الهجمات خلفت المئات من القتلى والجرحى، تُستذكر سنوياً، خاصة تفجير الكرادة الذي ما زالت جثث بعض ضحاياه غير معروفة و في شهر أيار عام 2007 انتمى وبايع تنظيم "دولة العراق الإسلامية" ولاية بغداد قاطع الدورة وعمل جنديا في مفرزة عسكرية تقوم باستهداف القوات الأميركية المتواجدة وعلى إثرها نهاية العام تم اعتقاله من قبل القوات الأمنية وأودع في سجن كروبر الأحداث ونهاية عام 2008 تم إطلاق سراحه.
وفي معلومات للعربية.نت أكدت مصادر أن أبو عبيدة هرب في منتصف عام 2013 من سجن أبي غريب والتحق بصحراء الأنبار مع الإرهابين الهاربين وتلقى تدريبات عسكرية وشرعية وتم نقله مع مجموعة إلى جبال حمرين ليعمل ضمن ( ولاية كركوك ونينوى) .