يس عراق: بغداد
بالرغم من مشاهد الدمار التي خلفتها السيول الجارفة التي شهدتها محافظة أربيل، الا انها تعد بشائر خير في بلد يقف على حافة الجفاف التام، وسط توقعات باختفاء نهري دجلة والفرات تمامًا خلال 20 عامًا فقط.
وشهدت محافظة اربيل امطارا غزيرة منذ امس السبت تسببت بسيول جارفة اوقعت اضرارا مادية، حيث ذكر محافظ أربيل أوميد خوشناو أنه بسبب هطول الأمطار منذ يوم أمس اجتاحت السيول عددا من المناطق، وألحقت ضررا بها، وبعدد من العجلات، منوها إلى أن السيول الحقت الضرر بالقرية الكورية، ومدينة (زيرين)، و(كرد جوتيار) غير أنه ولحسن الحظ لم تقع خسائر بالارواح.
وأشار إلى إنهيار عدد من المنازل في المناطق المتضررة، مردفا بالقول إن المحافظ وبالتعاون مع مؤسسة البارزاني الخيرية تقدم المساعدات العاجلة للمواطنين المتضررين.
وكانت الإدارة المحلية في محافظة أربيل عاصمة إقليم كوردستان، قد أعلنت تعطيل الدوام الرسمي اليوم الأحد لإزالة مخلفات سيول جارفة اجتاحت بعض مناطق المحافظة.
من جانبها، نشرت وزارة النقل كمية التسربات المائية الساقطة خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث بلغ مجموعها قرابة 61.5 ملم، كان اكثرها في مصيف صلاح الدين بمحافظة اربيل حيث بلغ حجم التسربات المائية 19 ملم.
وتأتي هذه الفيضانات وسط تراجع المخزون الستراتيجي للعراق حيث استمر باستهلاك المخزون منذعام 2019 بعد ان وصل لاعلى مستوى له بمايقارب الـ50 مليار متر مكعب، حيث اعتمد العراق على المخزون طوال العامين الماضيين في 4 مواسم زراعية بين صيفية وشتوية، مما ادى لتراجع المخزون الستراتيجي وسط عدم توفر الارقام من قبل الجهات الرسمية بالكميات المستهلكة والمتبقية من المخزون الا ان تخفيض وزارة الزراعة الخطة الزراعية الشتوية هذا الموسم الى النصف يعطي مؤشرًا على تراجع كبير بالمخزون الستراتيجي.
وتبلغ الطاقة الخزنية الكلية للعراق 150 مليار متر مكعب، وفي حال ان كميات المخزون المائي الحالي للعراق انخفض للنصف عن عام 2019 وبمقدار 25 مليار متر مكعب، فأن العراق بحاجة الى المزيد من الفيضانات المبشرة لتعويض ما فقده من مخزون مائي ستراتيجي طوال العامين الماضيين بعد ان نجح بجمعه في عام 2019 جراء الامطار الكثيرة التي هطلت حينها.
ويمكن القول ان كمية مايمتلكه العراق من مخزون ستراتيجي يعادل 15% فقط من طاقته الاستيعابية الكلية، مايعني ان اكثر من 85% من طاقات العراق الخزنية للمياه فارغة.
ويبلغ معدل استهلاك العراق للمياه سنويا 53 مليار متر مكعب، ربما يعتمد عليها من الانهر والمخزون الستراتيجي، حيث تبلغ كمية مياه الانهار في المواسم الجيدة نحو 77 مليار متر مكعب وفي مواسم الجفاف نحو 44 مليار متر مكعب، وبذلك فأن العراق يحتاج لـ10 مليار متر مكعب من المخزون لتعويض النقص الحاصل بالانهار لكفاية حاجته في مواسم الجفاف.
وتشير التقديرات الى ان نقص مليار متر مكعب من حصة العراق المائية يعني بالمحصلة خروج 260 ألف دونم من الأراضي الزراعية من دائرة الإنتاج الزراعي، الا ان ماحصل في الموسم الشتوي المقبل هو خروج 2.5 مليون دونم عن الزراعة عندما عمدت وزارة الزراعة الى تخفيض المساحات المزروعة الى النصف مقارنة بالموسم الشتوي الماضي الذي شهد زراعة اكثر من 5 مليون دونم.
شارك هذا الموضوع: