لاهور شيخ جنكي: الوضع اصبح في خطر

آخر تحديث 2021-11-03 00:00:00 - المصدر: NRT عربية

أكد الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكوردستاني، لاهور شيخ جنكي، الثلاثاء، ان حكومة إقليم كوردستان، وأحزاب السلطة، غير مباليين لناقوس خطر الموطنين، من ارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية والاحتياجات اليومية الأخرى، بالإضافة إلى تأخر صرف رواتب الموظفين، وعدم اطلاق استحقاقاتهم المالية.

ووجه جنكي في بيان مطول اليوم، (2 تشرين الثاني 2021)، رسالة إلى النواب وخاصة الكورد الفائزين في الانتخابات التشريعية، منبها اياهم إلى ان التهديدات والمخاطر على الكيان الدستوري للإقليم ستزداد أكثر من أي وقت مضى، كما وتحدث عن أسباب تراجع الاتحاد الوطني في الانتخابات وتدني أصواته بنسبة كبيرة، فيما وجه طلبا لمجلس قيادة الاتحاد الوطني بان يجتمع بأسرع وقت، لإيجاد طريقة ناجعة لتخطي هذه المرحلة ومعالجة جميع المشاكل.

وفيما يلي نص البيان:-

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الشعوب الكردستانية

من المعلوم أن انتخابات مجلس النواب العراقي في دورته الخامسة قد جرت بنجاح على الرغم من كل الملحوظات، إلا إن هذه الانتخابات أضافت تجربة أخرى للعملية السياسية والديمقراطية في العراق، وبهذه المناسبة أبارك لكل الذين ساهموا في إنجاح هذا العملية.

أبارك للمرشحين المنتخبين، راجيا أن يكونوا أهلا للثقة الممنوحة لهم، وأن يمارسوا دورهم الرقابي الدقيق على الحكومة، وخصوصا نواب الشعب الكردي أن يكونوا يدا واحدة وكلمة سواء تجاه نيل الاستحقاقات الوطنية، وعينا ساهرة على كركوك والمناطق المتنازع عليها، وأن يعملوا جاهدين لتنفيذ المادة 140، ونيل جميع الحقوق الدستورية لإقليم كردستان، لأن هذه الدورة، ستكون دورة تعديل الدستور العراقي، ولذلك ستزداد التهديدات والمخاطر على الكيان الدستوري للإقليم أكثر من أي وقت مضى.

لقد رأينا كيف أن عملية التصويت وحماسة المصوتين على مستوى العراق وإقليم كردستان لم تكن بالمستوى المطلوب، كان هناك صدع كبير بين المواطنين والنظام السياسي والحكومي، أضف إلى ذلك استمرار ظاهرة الفساد، وعدم وجود إرادة حقيقة للإصلاح، وازدياد نسبة البطالة بين الشباب، وتراجع جميع القطاعات الحكومية، وخصوصا قطاعي الصحة والتعليم، والإجحاف في توزيع الواردات، والتدخلات الخطيرة في السلطة القضائية، وعدم تنفيذ الوعود، وانتهاكات حقوق الانسان، وتكتيم الأفواه، وقمع حرية التعبير والإعلام، واعتقال وسجن الناشطين المدنيين والإعلاميين وغيرها كثير، هي جزء من الأسباب التي جعلت المواطنين أن لا يثقوا بهذا النظام السياسي، وغير راضيين عن السلطة بجميع مكوناتها.

مع الأسف أن حكومة إقليم كردستان، وأحزاب السلطة، غير مباليين لناقوس خطر الموطنين، فها هو ارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية والاحتياجات اليومية الأخرى، بعد الانتخابات، زاد من صعوبة وظنك عيش المواطنين، هذا بالإضافة إلى تأخر صرف رواتب الموظفين، وعدم صرف استحقاقاتهم المالية، وفقدان الأمل بالإصلاح، وازدياد ظاهرة هجرة الشباب.

يا رفاق الاتحاد الوطني الأوفياء

لقد تراجع اتحادنا الوطني في هذه الانتخابات، وقـلت أصواته بنسبة كبيرة، مع الأسف الأشديد كان مدبرا ومقصودا أن يجعلوا من حزب الشهداء هكذا.

أريد أن تعلموا أنني كنت قد قررت سابقا أن أضع المشاكل جانبا، وأشارك في الحملة الانتخابية، ولكن مع الأسف، بعض الأشخاص الذين لم يضعوا اعتبارا لمطلب وموقف عشرات الآلاف من أعضاء وكوادر الحزب لحل المشاكل، وضعوا العراقيل أمام مشاركتنا في الحملة الانتخابية.

نحن عندما أنشأنا التحالف الكردستاني مع حركة التغيير، وتفاهمنا مع الأطراف الأخرى لكي نكون صوتا مدويا وكلمة سواء في بغداد، كنا نتصور بالاعتماد على على جماهيرنا أن نحصل على أكثرية الأصوات ومقاعد البرلمان، وأن نكون ممثلين حقيقيين للشعب الكردستاني، الأمر الذي أثار حفيظة أعداء كردستان والاتحاد الوطني، وجعلهم يخططوا ويدبروا المكائد ويعملوا ما في وسعهم لإفشال هذا التحالف والتفاهم، وشق صفوفنا لأجل ضرب الخط الوطني الذي وضعه على عاتقه الاتحاد الوطني.

وإذا ما استمرت هذه المخططات، وطال العناد السياسي، فتأكدوا أن تمثيل حكومة سليمة وتحقيق العدالة الاجتماعية في انتخابات برلمان كردستان المقبلة، سيكون حلم الشعراء، لأن جميعنا يعلم جيدا أن هناك طرفا في كردستان يعرقل مسيرة الإصلاح، ويجعل المؤسسات الحكومية من دون أهمية، ويستحوذ على جميع ثروات هذا الإقليم، ليصبح عبئا ثقيلا على الشعب، وبتزوير الأصوات في الانتخابات يجعل من نفسه الأكثرية في ظل أجندات إقليمية، ليعلب بقدر ومقدرات الشعب كيفما يشاء.

أعضاء ومؤيدي وكوادر الاتحاد الوطني الأوفياء، أنا أعلم أنكم ممتعضين من الوضع السائد حاليا، وعيونكم على حزبكم، وتدركون المخاطر، لأن جميع مشاريع الاتحاد الوطني في هذه المرحلة من حيث الخطاب والإستراتيج، وعمله في مسألة الدستور، واللامركزية، وتمثيل الاتحاد في البرلمان وفي جميع المفاصل الحكومية تمت مساومتها. ولكن السؤال الجدي الذي يجب أن يطرح الآن هو: لماذا الاتحاد الوطني له وجود؟.

الاتحاد الجديد مفرغ من الإستراتيج والبرنامج والمشروع، الاتحاد الوطني حاليا ليس صاحب أي قضية واستراتيج وخطاب ومشروع، وأنا متأكد تماما أن تدركون ذلك جيدا وتتحدثون عنه يوميا، ولكن مع ذلك لا يجب أن تفقدوا الأمل لأن هذه المرحلة يمكن تخطيها بهمة وجهد الأوفياء، ولا تزال الفرصة سانحة لمعالجة المشاكل بالسبل الحكيمة.

لذلك أطلب من مجلس قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني، كأكبر مفصل بين مؤتمرين، أن يقوم بمهامه النظامية، وأن يجتمع بأسرع وقت، لإيجاد طريقة ناجعة لتخطي هذه المرحلة ومعالجة جميع المشاكل، وإرجاع الاتحاد الوطني إلى المسار السياسي الصحيح، وتحقيق الأهداف المرجوة، لكي لا يقمع، ولا يتألم أعضاء وكوادر ومؤيدو الاتحاد الوطني أكثر من ذلك، وان لا يتعرض مستقبل الحزب والذي هو مستقبل الشعب إلى المخاطر.

يا أيها الرفاق:

إذا بقي الظرف السائد داخل الاتحاد على حاله هذا، فتأكدوا أن الاتحاد والاتحاديين، ومعيشة الناس والأمن القومي في المنطقة سيقع في خطر، وستطال شرارتها الأجزاء الكردستانية الأخرى.  لذا يجب على الجميع أن يدركوا مخاطر هذه المرحلة، وأن يقوموا بواجبهم الاتحادي، وأن يبتعدوا عن تلفيق التهم وإلصاقها بالآخرين، فإذا كانت هناك مشكلة حزبية، يجب حلها عن طريق المفاصل الرسمية الحزبية، وإذا كانت المشاكل قانونية، فقبل أن نتهم أي شخص أو أي طرف، ونجمل به عناوين صحف أعدائنا، يجب حلها عن طريق المحاكم. 

أنصح رفاقي من أجل دماء شهدائنا، أن يستعطفوا الاتحاد الوطني، ولا يسمحوا بتلطيخ سمعة الاتحاد التاريخية والسياسية والنضالية أكثر من ذلك، بغية تحقيق مصالح شخصية.   

والآن تقع مسؤولية بقاء الاتحاد وتطوره في الدرجة الأساس، على عاتق الرئيسين المشتركين، وقيادات الاتحاد، والحفاظ عليه من واجب المجلس السياسي الأعلى للاتحاد بالاستناد الى النظام الداخلي الذي تم إقراره في المؤتمر الرابع، كما أن الإبقاء على المشاكل معلقة، هي بحد ذاتها قاتلة للاتحاديين، لذا يجب الشعور بالمسؤولية، ومراجعة أنفسنا، وأنهاء هذا الظرف المفروض على حزبنا، وإنقاذ حزبنا من الهاوية، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بروح التسامح، وهمة وسواعد الاتحاديين والوفيين لنهج مام جلال.

A.A