استهداف منزل الكاظمي يزيد الدعم الدولي ويقربه من ولاية ثانية

آخر تحديث 2021-11-08 00:00:00 - المصدر: اندبندنت عربية

محاولة اغتيال رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي داخل المنطقة الخضراء وسط بغداد بالطائرات المسيرة، فجر الأحد الماضي، على الرغم من خطورتها على الأمن القومي العراقي، إلا أنها بينت حجم الدعم الذي يحظى به رئيس الوزراء دولياً وإقليمياً وحتى محلياً، وتراجع شعبية خصومه من حلفاء إيران إلى أدنى مستوى منذ انتهاء الحرب على تنظيم "داعش" نهاية عام 2017.

وتلقى الكاظمي سيلاً من الاتصالات ومواقف الدعم الإقليمية والدولية والمحلية، كان أبرزها من الرئيس الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وعدد آخر من الزعماء، فضلاً عن عدد من مسؤولي دول الخليج العربي، أبدوا إدانتهم لمحاولة اغتياله واعتبروها تهديداً لاستقرار العراق والمنطقة وطالبوا بالقبض على المسؤولين عن العملية.

وأعلنت إيران إدانتها للعملية عبر وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، الذي اعتبرها محاولة من خصوم الكاظمي لإثارة الفتنة وتصب في مصلحة الأطراف التي احتلت العراق، مؤكداً حرص طهران على مساعدة العراق للكشف عن المنفذين، لكن المسؤولين الإيرانيين لم يجروا أي اتصال مع الكاظمي بشأن الحادثة.

من شمال شرقي بغداد

ذكر المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء يحيى رسول الزيدي، أن القيادة حددت أماكن انطلاق الطائرات الثلاث التي اشتركت في العملية من منطقة شمال شرقي العاصمة، وهي تجمع المعلومات للوصول إلى الجهة المنفذة.

وبحسب مصادر أمنية رفيعة، فإن الاستخبارات العراقية كشفت أن الطائرات انطلقت من منطقة الشعب، موضحة أن هناك أدلة مهمة تشير إلى أن هناك أربعة أشخاص قاموا بإطلاقها. 

الدعم فاجأ الخصوم

ويبدو أن مستوى الدعم الدولي والإقليمي والمحلي الذي حصل عليه الكاظمي من خلال التنديد بالعملية فاجأ خصومه من الفصائل الشيعية المسلحة، أو من الكتل السياسية التي ترفض الموافقة على ولاية ثانية له.

وعلى الرغم من محاولة وسائل الإعلام والمدونين المقربين من الفصائل الشيعية تكذيب حادثة الاغتيال واتهام الكاظمي بافتعالها، إلا أن غالبية واسعة من المجتمع العراقي تعاطفت معه، وهو ما ظهر في مستوى الردود في مواقع التواصل الاجتماعي التي طالبت بدعم الدولة في مواجهة الجماعات المسلحة.

وقال الكاتب الصحافي علي بيدر، إن محاولة اغتيال الكاظمي أعطته زخماً معنوياً لمواجهة تلك الجماعات، وزادت حظوظه بولاية ثانية.

وأشار إلى أنه "من الممكن أن يستثمر رئيس الوزراء مواقف الدول الداعمة له في جوانب تتعلق ببناء الدولة العراقية، ودعم التجربة الديمقراطية ومساعدة المنظومة السياسية ومن ثم الانطلاق لجعل العراق محطة للسلام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتراجع خلال الساعات الماضي خطاب التهديد والوعيد ضد الكاظمي من قبل قادة الفصائل الشيعية، وحل بدلاً عنه خطاب يدعو إلى التهدئة وعدم التصعيد، الذي كان ملازماً لنتائج الصدامات بين المعتصمين من أنصار الفصائل والقوات الأمنية العراقية قرب بوابات المنطقة الخضراء التي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.

وهددت الفصائل عقب الصدامات بالنيل من الكاظمي وتقديمه إلى المحاكمة.

والتصعيد في العاصمة الذي تزامن مع بدء زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مفاوضاته مع عدد من زعماء الكتل السياسية، حقق نتائجه بوقف المحادثات، إذ أعلن الصدر مغادرته بغداد وتعليق لقاءاته بالكتل السياسية احتجاجاً على العنف المتصاعد بين أنصار الكتل الخاسرة والقوات الأمنية.

مواجهة المتطرفين

بدوره، رجح رئيس مركز العراق للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل، أن المجتمع الدولي سيزيد دعمه للكاظمي لمواجهة الجهات المتطرفة، ما سيزيد حظوظه في تولي رئاسة الوزراء مرة أخرى.

وقال فيصل إن "القوى المتطرفة الراديكالية التي تصف نفسها مقاومة عالمية لمواجهة الولايات المتحدة، أظهرت عداءها لسياسة الكاظمي بعد توثيقه أطر التعاون مع دول الجوار والخليج وعلاقاته مع تركيا وإيران"، مشيراً إلى أن عملية الاغتيال  أضافت عناصر جديدة واهتماماً دولياً وإقليمياً بشخصيته، إضافة إلى كونه مستقلاً يمكنه أن يحقق استقلال واستقرار البلاد والانفتاح على الدول الإقليمية.

المرتبطون بإيران

وعن الجهات المسؤولة عن اغتيال الكاظمي، بيّن فيصل أن تطور الأحداث يشير إلى مسؤولية الأطراف الداخلية الراديكالية، التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع الحرس الثوري الإيراني ومكتب المرشد علي خامنئي.

وتابع أن "كثيراً من الكتائب المسلحة هاجمت المنطقة الخضراء وحرقت صور الكاظمي، وأطلقت هتافات وشعارات تناهض سياسته في الانفتاح على دول الجوار والخليج وأوروبا والولايات المتحدة".

 واعتبر أن "هذا الصراع يصل إلى ذروته، والمنظمات معروفة للأجهزة الأمنية العراقية وتصريحاتها واضحة المعالم وموقف الحكومة سيكون الاتجاه نحو القانون والقضاء".

في المقابل، تنفي الفصائل المسلحة أو الكتل السياسية الموالية لإيران علاقتها باستهداف منزل الكاظمي، وتشكك بالرواية الحكومية. 

ويرجح النائب السابق عن تحالف "الفتح" محمد البلداوي وجود جهات تعمل على خلط الأوراق، إذا ما صح استهداف الكاظمي.

وقال البلداوي "الأعداء أرادوا أن يخلقوا سيناريو جديد من خلال استهداف منزل رئيس الوزراء بطائرات مسيرة، إن صح الموضوع".  

 وتساءل النائب السابق عن سبب عدم عمل منظومة "سيرام" الدفاعية التابعة للسفارة الأميركية لصد الطائرات، معتبراً أن "الصورة التي بثت من المكان بحاجة إلى تحقيق وتدقيق. وفي تصورنا أن السيناريو معد، إلا أنه فشل في الوصول إلى الغاية والهدف".

وتابع "نستنكر استهداف هيبة الدولة، وإن كان هناك تقصير، فإن القانون هو الكفيل بحل هذه الأمور". 

وكانت القوات الأميركية قد نصبت في محيط السفارة الأميركية في بغداد مطلع العام الماضي منظومة "سيرام" قصيرة المدى، وهي مضادة للقذائف والهاون والكاتيوشا لحماية السفارة، لا سيما بعد استهدافها من قبل بعض الميليشيات التابعة لإيران.