"العصائب" غاضبة من سفير إيران في بغداد.. تغريدة تفضح

آخر تحديث 2021-11-13 00:00:00 - المصدر: العربية

يبدو أن رياح زيارة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، الأحد الماضي إلى العراق، جرت بعكس ما تشتهي سُفن بعض الفصائل المسلحة، لا سيما عصائب أهل الحق.

فقد كشفت تغريدة للقيادي في ميليشيات "العصائب"، أمير الطائي، المستور من غضب كتمته تلك المجموعة وسط توجيهات إيرانية واضحة حملها قاآني بضرورة التهدئة، بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ووجهت فيها أصابع الاتهام إلى الفصائل النتي تدور في فلك إيران.

مادة اعلانية

ووصف الطائي السفير الايراني إيرج مسجدي بالمرسال قائلا "يبدو أنه قد نسي عمله سفير وصار يشتغل مرسال"، قبل أن يعود ويحذفها لاحقا.

إلا أن العديد من العراقيين تلقفوا هذا الكلام قبل حذفه، معتبرين أن العصائب لا تزال لم "تستوعب" بعد الخسارة المدوية التي طالتها في الانتخابات النيابية، التي خسر فيها تحالف الفتح (الممثل السياسي للحشد الشعبي والتي تنضوي ضمنه تلك الفصائل الولائية أي الموالية لطهران بحسب التعريف المحلي) عشرات المقاعد النيابية.

تغريدة أمير الطائي

توزيع حصص.. والخزعلي خارجها

تعليقا على انتقاد الطائي هذا، أوضح الأكاديمي والمتخصص في الشؤون الاستراتيجية والأمنية فراس الياس للعربية.نت أن تصاعد الخلاف السياسي بين عصائب أهل الحق وسياسة فيلق القدس في العراق، بما فيها العلاقة مع السفير الإيراني ايرج مسجدي، بدأ بعد اغتيال قاسم سليماني مطلع العام الماضي، وبعد الهيكلة الإيرانية التي حصلت عقب الاغتيال، من خلال إعادة توزيع الأدوار على شخصيات سياسية محسوبة على إيران، منها هادي العامري كزعيم لتحالف الفتح، وأكرم الكعبي كممثل لفيلق القدس في العراق، وابو فدك (عبدالعزيز المحمداوي) كرئيس لأركان الحشد الشعبي، بينما بقي قيس الخزعلي زعيم العصائب يبحث عن مكان في هذه المعادلة الجديدة.

عصائب أهل الحق

كما أضاف أن بوادر الخلاف ظهرت للعلن بعد خرق العصائب، للتهدئة الأمنية التي فرضتها طهران، وإدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، عقب هذا الاغتيال، عبر توجيهها وقتئذ عدة صواريخ على مقر السفارة الأميركية في بغداد، اعتقل على إثرها مسؤول وحدة الصواريخ في العصائب المعروف ب (حسام الايزيرجاوي) من قبل القوات الأمنية العراقية نهاية العام الماضي.

كذلك، ظهر تفلت تلك المجموعة عبر استهداف منزل الكاظمي في المنطقة الخضراء فجر الأحد 7 نوفمبر، بـ3 طائرات مسيرة، أكد عدة مسؤولون أمنيون حينها لوكالة رويترز تورط كتائب الخزعلي فيها.

وأكد الياس أن زيارة قاآني وإعلانه موقفا داعما للكاظمي، ومنددا في الوقت ذاته بالهجمات، معلنا عدم معرفة بلاده المسبقة بها، أظهرت حجم الهوة بين الفصائل وطهران.

تخوف من التضحية بها

كما اعتبر أن تغريدة الطائي ضد إيرج، توضح أن العصائب تخشى التضحية بها وغيرها من الفصائل في أي تسوية مقبلة، كما حصل مع سرايا الخُرساني سابقا، من أجل تجنب إيران لخسارات جديدة في العراق.

إلى ذلك، رجح تصاعد هذا الخلاف في الأيام القادمة، لكن تبقى فرص العودة لبيت الطاعة الإيراني مرجحة أيضا في الوقت عينه، لأن طهران هي الأخرى لا تريد أن تصل إلى نقطة قطيعة مع تلك الفصائل، لكي تبقى ورقة في يديها.

من جانبه، رأى الناشط السياسي وأستاذ القانون مهند الجنابي، أن الأمر لا يعدو توزيعا للأدوار. وقال في حديث للعربية نت إن خطاب عصائب أهل الحق لم يخرج عن جوهر مسار التوجه الإيراني عامة.

المنطقة الخضراء في بغداد (رويترز)

كما اعتبر أنه منذ إعلان النتائج الأولية للانتخابات أدركت ايران خسارة نفوذها في السلطة التشريعية العراقية، ناهيك عن موقعها في السلطة التنفيذية، لذا بدأت باعتماد مبدأ توزيع أدوار وكلائها باتجاهين لاحتواء هذه الخسارة الكبيرة.

ورأى أن الاتجاه الأول سياسي يتمثل بجهود قاآني الأخيرة من أجل توحيد الصف الشيعي، فضلاً عن جهود ايرج مسجدي، الساعية إلى ترجيح خيار الحكومة التوافقية التي تسمح لها بالحفاظ على الحد الأدنى من موقع إيران في السلطتين التشريعية.

تصعيد وفوضى

أما الاتجاه الآخر "التصعيدي" ، بحسب الجنابي، فأوكل إلى عصائب أهل الحق وتحالف الفتح وكتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء وجند الإمام (بأجنحتهم السياسية والعسكرية والإعلامية)، فضلاً عن القوى الأخرى القريبة منهم.

وعلى هذا الأساس، تتصدر حركة العصائب هذا الاتجاه الثاني وتُظهر خطاباً مغايراً للخطاب الرسمي الإيراني لكن بضوء أخضر من طهران.

كما اعتبر أن تلك الفصائل فد تصعد أكثر إذا ذهب التيار الصدري الفائز بأكبر عدد من المقاعد النيابية إلى تشكيل حكومة أغلبية.

ورأى أنها قد تلجأ حينها إلى الخطة "ب" المتمثلة بالفوضى المطلقة!