انتفاضة الأطفال.. تفضح تعامل الدولة مع الواقع التعليمي في العراق - عاجل

آخر تحديث 2021-11-24 00:00:00 - المصدر: بغداد اليوم

انتفاضة الأطفال … تفضح تعامل الدولة مع الواقع التعليمي في العراق

بغداد اليوم - تقرير : محمود المفرجي الحسيني

هزت حادثة هدم المدارس في مدينة الحرية ببغداد الرأي العام العراقي، وفضحت سياسة الدولة وتعاملها مع الواقع التعليمي في البلاد، وعدم اكتراثها بالطلبة والتلاميذ الذي على أعتاب تشريد تربوي الاول من نوعه في التاريخ العراقي المعاصر.

وأنشئ نظام التعليم في العراق في عام 1921، وشمل كل المسارات العامة والخاصة.وفي 1960 كانت كتب الدراسة توزع مجاناً لطلبة الابتدائية، وتوزع مجاناً 60% من كتب الدراسة الثانوية للطلبة الفقراء، وتباع الكتب لغيرهم بسعر التكليف .

وفي أوائل السبعينات، أصبح التعليم عاماً ومجانياً على جميع المستويات وإلزامياً في المرحلة الابتدائية. 

والتعليم في العراق تنظمه وزارتين: وزارة التربية والتعليم وزارة التربية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي MOHSR.حيث أن وزارة التربية والتعليم هي المسؤولة عن تعليم الروضة والتعليم الابتدائي والثانوي والمهني، في حين أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي (MOHSR) هي المسؤوله عن التعليم العالي ومراكز البحوث.

السنوات الذهبية :- 1970 - 1984

كان نظام التعليم في العراق واحد من أفضل النظم في المنطقة خلال هذه الفترة من الزمن، وأشيد به من قبل منظمات وانظمة. 

وتحققت إنجازات كبيرة، التي شملت ارتفاع معدلات الالتحاق الإجمالية أكثر من 100 ٪ كذلك المساواة بين الجنسين في معدلات الالتحاق الكامل تقريبا

وانخفضت نسبة الأمية بين الفئة العمرية 15-45 إلى أقل من 10 ٪، وكذلك التسرب / التكرار معدلات أدنى المعدلات في منطقة الشرق الأوسط المنطقة، حيث بلغ الإنفاق في مجال التعليم 6٪ من الناتج القومي الإجمالي و20 ٪ من ميزانية الحكومة العراقية مجموع، وكان متوسط الإنفاق الحكومي على التعليم للطالب الواحد 620 $.

ورغم هذا التاريخ التعليمي المشرف، الا أنه انخفض بشكل كبير في عصرنا الحاضر ووصل الى ادنى مراحله، بحيث تفضل المشاريع الاستثمارية على حساب المدارس .

وشكا اولياء امور اكثر من الفي تلميذ في بغداد، من تبليغهم بضرورة اخلاء مدارس ابنائهم لوجود قرار بتهديمها لانشاء مجمع سكني بدلا عنها.

وقال المخول بالحديث عن أولياء الأمور مصطفى الركابي لوكالة (بغداد اليوم)، ان "مدارس بدر الكبرى الابتدائية للبنين وبدر الكبرى للتعليم المسرع والطفوف الابتدائية للبنات وعقبة بن نافع لليافعات وام سلمى للتعليم المسرع اضافة الى روضة، شيدت في مدينة الحرية حي السلام في بغداد عام ٢٠٠٨، وتضم اكثر من الفي طالب، مشيرا الى ان "تم ابلاغنا بإخلاء المدارس للقيام بتهديمها".

واضاف، ان "ابناءنا اصبحوا ضحية لنزاع بين وزارتي الدفاع والتربية، حيث تبين ان التربية شيدت المدارس عام ٢٠٠٨ على ارض تابعة لوزارة الدفاع، التي يبدو انها طالبت بالارض لانها منحتها للمستثمر مأمول السامرائي لتشييد مجمع سكني بعد تهديمها".

وتساءل الركابي انه "كيف لوزارة التربية ان تشيد المدارس على ارض غير تابعة لها، وكيف تسمح وزارة الدفاع ان تشرد هذا العدد من الطلاب من اجل تشييد مجمع سكني، معبرا عن حيرة اولياء الامور وقلقهم على مستقبل ابنائهم لعدم وجود مدارس قريبة يمكن ان تستوعب هذا العدد من التلاميذ".

الموضوع شهد تطور ملفت بخروج الاهالي والطلاب بتظاهرات في محاولة لمنع وزارة التربية من تهديم مدارسهم.

وقالت احدى التلميذات لوكالة (بغداد اليوم)، ان "هذا القرار سيساهم بانهاء مستقبلنا الدراسي ، لاننا صغار ولا نستطيع الذهاب لمناطق بعيدة عن منازلنا".

في حين بين احد اولياء الامور لوكالة (بغداد اليوم)، ان "وزارة التربية تلقي بالائمة على وزارة الدفاع وبالعكس".

ان خروج هؤلاء الاطفال بتظاهرة يعبر عن الواقع التعليمي المزري الذي يسلب حق الاطفال من التعليم لصالح المستثمر.