يس عراق: بغداد
تعيش دول العالم موجة تضخم عالمية وارتفاع الاسعار بسبب عدة عوامل اهمها عوائق سلاسل الامدادات وارتفاع اسعار المواد الاولية والوقود، فيما تشير التوقعات الى مزيد من ارتفاع الاسعار العام المقبل، بالمقابل يشير محلل اقتصادي إلى أن الاقتصاد في العراق يميل نحو استقرار الاسعار، فبالرغم من انخفاض قيمة العملة نحو 22% إلا أن التضخم لم يرتفع سوى 7.4%.
وذكرت دراسة حديثة نشرت مؤخراً، أن العوائق التي اعترضت سلسلة الإمدادات، وتغير طلب المستهلكين، أدت إلى ارتفاع الكلفة المعيشية في عدد من المدن الكبرى في العالم.
ووفقا لمؤشر تكلفة المعيشة العالمي في 2021، الذي تصدره “وحدة المعلومات الاقتصادية” التابعة لمجلة “الإيكونوميست” شهدت إحدى المدن تغيرات أسرع من المدن الأخرى، لتنتقل من المركز الخامس إلى الأول، حيث تصدرت تل أبيب التصنيف للمرة الأولى، بعدما احتلت باريس المرتبة الأولى العام الماضي.
وترجع الدراسة الارتفاع الكبير في مؤشر تل أبيب إلى ارتفاع أسعار البقالة، والنقل، وقوة الشيكل الإسرائيلي مقابل الدولار الأمريكي.
تداعيات كورونا
ويتابع مؤشر تكلفة المعيشة العالمي لعام 2021، الكلفة المعيشية في 173 مدينة عالمية، بزيادة 40 مدينة عن العام الماضي، ويعمل على مقارنة أسعار أكثر من 200 منتج وخدمة يومية.
وأفادت وحدة “الإيكونوميست” أن معدل أسعار السلع والخدمات التي يغطيها المؤشر ارتفعت بنسبة 3.5% عن العام السابق، بالعملة المحلية، مقارنة بزيادة قدرها 1.9% فقط سجلت في هذا الوقت من العام الماضي.
وأشارت الدراسة إلى أن التضخم هو المؤشر الأسرع الذي تم تسجيله خلال الأعوام الـ5 الماضية، موضحة أن مشاكل سلسلة التوريد العالمية ساهمت في ارتفاع الأسعار، ولا تزال جائحة “كوفيد-19″، والقيود الاجتماعية، تؤثر على الإنتاج، والتجارة في جميع أنحاء العالم.
كما أدى ارتفاع أسعار النفط إلى زيادة أسعار البنزين الخالي من الرصاص بنسبة 21%، وفقا لما ذكرته الوحدة، كما سُجلت زيادة كبيرة في أسعار قطاع الترفيه، والتبغ، والعناية الشخصية.
ووجود متغير جديد من فيروس كورونا، تسبب بقلق واسع النطاق حاليا، ما يؤشر إلى أن هذه المشاكل لن تختفي بسرعة.
أرخص مدينة في العالم
وحسب الدراسة، احتفظت دمشق بمكانتها في أسفل القائمة كأرخص مدينة في العالم، وذلك بسبب انهيار الليرة السورية أمام الدولار، وبالتالي انهيار الأسعار فيها بالنسبة للعملة الخضراء، واستمرار تأثير النزاع على اقتصاد البلاد.
وذكرت الدراسة أنه “بشكل عام، فإن قمة الترتيب لا تزال تهيمن عليها المدن الأوروبية والمدن الآسيوية المتقدمة، بينما تحافظ المدن الأمريكية الشمالية والصينية على أسعار معتدلة نسبيا”.
وتتركز أرخص المدن بالنسبة إلى الدولار في الشرق الأوسط وأفريقيا والمناطق الفقيرة من آسيا.
توقعات المستقبل
وبدورها قالت رئيسة قسم تكلفة المعيشة العالمية في الوحدة، أوباسانا دوت، إنه “رغم أن معظم الاقتصادات في جميع أنحاء العالم بدأت تتعافى مع طرح لقاحات كوفيد-19، إلا أن العديد من المدن الكبرى لا تزال تشهد ارتفاعا في عدد الإصابات، الأمر الذي يفرض قيودا اجتماعية. وهذا أدى إلى عرقلة الموارد، ما تسبب بالنقص، وارتفاع الأسعار”.
وأضافت أنه “خلال العام المقبل، نتوقع أن نرى ارتفاعاً أكبر في تكلفة المعيشة في العديد من المدن، بالتزامن مع زيادة الأجور في العديد من القطاعات.
كما توقعت أيضا أن ترفع البنوك المركزية أسعار الفائدة بحذر لوقف التضخم. ولذلك، ينبغي أن تبدأ الزيادات في الأسعار في الاعتدال انطلاقا من مستوى هذا العام.
العراق نحو استقرار الاسعار
من جانبه يشير محلل البيانات الاقتصادية مرتضى العزاوي إلى أنه “نهاية عام ٢٠٢٠ تم تغيير سعر صرف الدينار بواقع ٢١.٦% من ١١٩٢ دينار الى ١٤٥٠ دينار مقابل الدولار و مع ذلك فان نسبة التضخم عام ٢٠٢١ ارتفع بمقدار ٧.٤% فقط و ذلك حسب اخر تقرير صادر من وزارة التخطيط و هي زيادة واطئة بالمقارنة مع تغيير سعر الصرف”.
وفسر العزاوي ذلك بأنه “من اهم الأمور الذي ساهم في عدم ارتفاع التضخم كثيرا هو تثبيت أسعار الوقود و الكهرباء و كذلك ثبات نسبي لأسعار اغلب الخدمات و الأجور الداخلية و بعض السلع كذلك”.
واضاف انه “لو لم تكن هنالك تضخم عالمي في اسعار المواد الأساسية مثل الحديد و النحاس و القمح و الذرة لكان نسبة التضخم أقل حتى من النسبة الحالية”، مبينا ان “كل هذا يدل على ميل الإقتصاد العراقي نحو الإستقرار في الأسعار”.
وأدناه قائمة أغلى 10 مدن العالم في 2021 هي:
- تل أبيب، إسرائيل
- باريس، فرنسا
- سنغافورة، سنغافورة
- زيورخ، سويسرا
- هونغ كونغ، الصين
- نيويورك، أمريكا
- جنيف، سويسرا
- كوبنهاغن، الدنمارك
- لوس أنجلوس، أمريكا
- أوساكا، اليابان
شارك هذا الموضوع: