الترا عراق - فريق التحرير
أثار سقوط مروحية للجيش العراقي من طراز "Mi-17sh"، للمرة الثانية خلال أشهر قليلة، أسئلة عن الأسباب التي أدت إلى مصرع وإصابة 11 عسكريًا، وأعاد إلى الواجهة ملف صفقات الأسلحة التي أبرمتها الحكومات المتعاقبة بعد 2003، والتي تشوبها الكثير من الشبهات.
كشف خبير في الطيران العسكري سبب تحطم مروحية الجيش في محافظة ميسان
وتعد هذه المروحية عماد أسطول الشحن المروحي في طيران الجيش العراقي، وهي مروحية روسية قادرة على حمل 4 طن في داخلها والتحليق بسرعة قصوى تبلغ 240كم/ساعة ولمدى يصل إلى 500 كم بخزان وقود كامل.
خلل فني وأرض وعرة
وكشف اللواء الركن الطيار المتقاعد، إياد الباوي، عن أسباب سقوط الطائرة العسكرية التابعة لطيران الجيش في محافظة ميسان، في السابع من كانون الأول/ديسمبر، بعد واحدة قرب آمرلي نهاية تموز/يوليو الماضي.
وقال الباوي في حديث لـ "الترا عراق"، إنّ "معلومات تقرير الحادثة أشارت إلى حصول خلل في المروحة اللولبية المعاكسة للمروحة الأصلية للطائرة"، مبينًا أنّ هذا الخلل يؤدي إلى "تحطم الطائرة حيث تتحرك المروحة اللولبية بسرعة كبيرة جدًا، وقد أدى الخلل إلى احتكاك مع المروحة الأصلية".
وأضاف الباوي، أنّ "التقرير شخّص هذا الأمر، بحسب المعلومات الواردة لكن لم يوضح إذا ما كان العطل قد أصاب كابل التوصيل أم المروحة ذاتها"، لافتًا إلى أنّ "الضرر الذي حصل في الطائرة ناجم أيضًا عن طريقة هبوط الطائرة بمكان وعر غير صالح للهبوط السليم".
اقرأ/ي أيضًا: "مي - 17" مجددًا.. تحطم مروحية للجيش العراقي في ميسان
وأشار الطيار المتقاعد، إلى أنّ "العطل الذي حدث يستوجب إطفاء الطائرة بشكل كامل وقيادتها بشكل هادئ للهبوط على أرض منبسطة، لضمان ارتطام خفيف وتجنب وقوع ضحايا بين أفراد الطاقم".
وحول الحادث السابق الذي أصاب طائرة من ذات النوع في آمرلي، بيّن الباوي، أنّ "المروحية احترقت في الجو نتيجة مهاجمتها خلال مرورها بمنطقة تنتشر فيها جماعات إرهابية، أثناء مهمة عسكرية، حيث فقد الطيار السيطرة على المقاتلة تمامًا"، مؤكدًا أنّ "الحادثة الأخيرة تختلف بشكل كامل، إذ نجمت عن عطل في منطقة آمنة".
"فساد.. وإيفادات للاستجمام"!
بدوره، قال العميد الطيار المتقاعد أعياد طوفان في حديث لـ "الترا عراق"، إنّ "الحوادث الفنية أو سقوط الطائرات العسكرية تقع غالبًا بسبب قلة خبرة الطيارين، أو غياب عمليات الصيانة، باستثناء الحوادث الناجمة عن الهجمات".
وأضاف طوفان، أنّ "الطائرة المذكورة روسية الصنع، وتعد من الطائرات ذات الكفاءة العالية على مستوى العالم، لكن عيبها الوحيد يكمن في خزان الوقود المصمم داخل قمرة القيادة، أي داخل الطائرة وليس على الأجنحة أو الأطراف، ما يسبب ضررًا أكبر في حال سقوطها مع احتمالية أكبر للاحتراق"، مبينًا أنّ "حوادث سقوط الطائرات المروحية قليلة نسبيًا".
اقرأ/ي أيضًا: سقوط مروحية عسكرية عراقية ومصرع طاقمها شمال بغداد
وأوضح العميد الطيار، أنّ "الطائرة التي تحطمت في ميسان كانت تحلق بارتفاع كبير كما يبدو، وإلاّ لاستطاع الطيار قد تمكن من تلافي الخلل دون أضرار كبيرة كالتي أظهرتها الصور"، مشيرًا إلى أنّ "العراق يفتقد لوجود أقسام الصيانة والإدامة والإلكترونيات وقطع الغيار للطائرات، كما يفتقد لخبرة طيران عسكري باستثناء قلة من الطيارين".
وأكّد طوفان، وجود إشكالات في عقود وصفقات الطائرات العسكرية التي يبرمها العراق، مبينًا أنّ "الطائرات دائمًا ما تصل منقوصة الإمكانيات أو دون المواصفات التي تتميز بها النسخ الأصلية منها، كما حدث في صفقة طائرات أف - 16 التي سلمت إلى العراق دون صواريخها".
لا يستبعد أن تشهد البلاد حوادث جديدة للطائرات العسكرية نتيجة "قلة الخبرة والفساد"
وأشار طوفان، إلى أنّ "القوات العراقية ما تزال تعتمد على المساعدات الأمريكية لتسليح مقاتلاتها من طراز أف - 16"، موضحًا أنّ بعثات العراق بعد عام 2003 للطيارين والفرق الفنية ضمن التعاقدات "لم تثمر عن نتائج حقيقة، بل باتت تستغل للاستجمام والسياحة".
كما بيّن، أنّ العراق "فقد خبرة 73 ألف شخص من المختصين في الطيران العسكري إثر إبعادهم بعد العام 2003"، مرجحًا "استمرار حوادث الطائرات العسكرية مع التغاضي عنها، والتستر على عدم الكفاءة والهدر المالي الذي تتكبده البلاد ضمن عقود الشراء منذ سنوات".
اقرأ/ي أيضًا:
تقرير: فوضى عارمة.. ضباط عراقيون يسرقون وقود طائرات أف - 16
محاولة اغتيال قائد طيران الجيش العراقي في بغداد