يعاني العديد من السائقين في العراق من انتشار حالات الابتزاز عند نقاط التفتيش والحواجز التابعة لفصائل ومليشيات مسلحة، على الطرق الخارجية لا سيما في كركوك، حيث تفرض إتاوات على الشاحنات المحملة بشتى أنواع البضائع والمواد.
ولا تكاد تسلم شاحنة واحدة من ضريبة الإتاوات، فكلما زاد طول المسافة التي تقطعها المركبة، كلما ارتفع السعر، حتى تصل بضائع التجار بأسعار مضاعفة إلى المستهلكين .
مادة اعلانية
كركوك مرور استراتيجية
فيما تشكل محافظة كركوك نقطة مرور استراتيجية تربط إقليم كردستان بالعاصمة بغداد ومدن جنوب العراق، مرورا بمحافظة ديالى أو صلاح الدين، حيث تسلك مئات الشاحنات هذه الطرق.
بينما شكا العديد من السائقين تعرضهم لـ"الابتزاز المالي"، مؤكدين دفع "الاتاوات" من أجل إكمال طريقهم من الشمال نحو الوسط وصولا إلى الجنوب.
شاحنات عراقية
ميليشيات موالية لإيران
كما أوضح بعضهم للعربية.نت أن تلك المبالغ تدفع بعد تلقي "وصولات" رسمية مختومة بختم الدولة، لكنها تنتهي في جيوب بعض الفاسدين والمتنفذين من الميليشيات الموالية لإيران.
وبحسب محمد الشريفي وهو سائق يعمل على نقل البضائع من أربيل إلى باقي مدن العراق فإن "الأسعار تضاعفت على المستهلك بسبب تلك الجبايات الرسمية أو الاتاوات غير الرسمية".
كما أكد أن عناصر من الميليشيات، تأخذ الأموال وتضعها في جيوبها، لاسيما عند الحواجز المنتشرة على الطرق بين كركوك وبغداد وصلاح الدين وبغداد وأهمها حاجز "ناحية امرلي ". وأوضح أن على كل سائق شاحنة، في منطقة آمرلي، بمحافظة صلاح الدين، لى سبيل المثال أن يدفع 15000 ألف دينار أي ما يعادل 10 دولارات أميركي، تصب في جعبة ميليشيات بدر.
حجج مختلفة
إلى ذلك، أضاف أن الميلشيشيات تأخذ الأموال بحجج مختلفة، سواء عبر اتهام السائق بالتهريب، أو أن البضائع ممنوعة من دخول بعض المدن. وتابع قائلا:" بعض التجار يضطرون لدفع ألف دولار في كل رحلة كإتاوات، علما أن تعرفة الجمارك موحدة".
من جانبه ، قال الاعلامي خميس الخزرجي وهو مواطن من محافظة صلاح الدين أن حاجز الجباية في منطقة الشيخ ابراهيم أثار غضب كل سالكي هذا الطريق، خاصة اصحاب الشاحنات المحملة بالبضائع والمشتقات النفطية والفواكه والخضر.
كما أضاف أن "الوصولات" التي يدفع التجار بموجبها تلك المبالغ، مكتوب عليها "وصولات مستحصلة للحكومة " إلا أنها لا تذهب إلى أي دائرة حكومية .
شاحنات عراقية
أموال دون وجه حق
بدوره، أكد علي احمد وهو سائق شاحنة يعمل على نقل الفواكه والخضر من اربيل الى بغداد والنجف والبصرة أنه يضطر غالبا الى دفع مبالغ عالية لمن أجل عبور بعض الحواجز بسبب الميليشيات.
كما شدد على أن "تلك المبالغ تجبى دون وجه حق، ولا تأخذها الحكومة بل تذهب للميليشيات التي تمول بها نشاطاتها الارهابية"، وفق تعبيره .
يذكر أنه إلى جانب المبالغ التي تفرض عند مداخل المحافظات الوسطى والشمالية وخاصة بين أربيل وكركوك والسليمانية وكركوك وكذلك دهوك والموصل وصلاح الدين والموصل، فضلا عن الانبار وبغداد، تعاني بعض المنافذ الحدودية مع ايران ومنها منافذ سومر والمنذرية والشلامجة والشيب وغيرها من المشكلة عينها.