بغداد - ناس
اعلن المترجم العراقي سليم سوزه، السبت، انهائه ترجمة رواية المعماري الأكاديمي كنعان مكية "الصخرة" إلى اللغة العربية.
قناة "ناس" على تلكرام.. آخر تحديثاتنا أولاً بأول
وقال سوزه على حسابه الشخصي في "فيسبوك"، تابعه "ناس"، (25 كانون الأول 2021)، "أخيراً، انهيت ترجمة رواية كنعان مكية "الصخرة". امضيت عامين كاملين في ترجمة هذه الرواية الساحرة، إذ انها لم تكن ترجمةً حَسْب، بل تحقيق وتدقيق للنصوص والاحاديث والآيات الواردة في النسخة الانكليزية لهذه الرواية".
وأضاف، "اخذ كنعان تلك النصوص من ترجماتها الانكليزية، وكان عليّ مراجعة الاصول العربية لتلك النصوص من مصادرها الأصلية العربية".
وتابع، "كانت رحلة جميلة ومرهقة في آنٍ معاً أن أعود بنفسي الى الطبري والمسعودي والواقدي والواسطي وابن إسحاق وغيرهم، ناهيك عن التوراة والانجيل والقرآن، لكي اضع تلك النصوص العربية كما هي، بدلاً من ترجمتها من النسخة الانكليزية للرواية، والتي قد يعتبرها القارئ العربي تحريفاً وتلاعباً بالنص العربي الصحيح. ثم أنني سأشكر في مقدمتي كل الاصدقاء الذين ساعدوني في العثور على ما لم استطع العثور عليه من تلك النصوص".
وقال سوزه، "بما أن أحداث هذه الرواية تجري كلها في القرن الأول الهجري (القرن السابع الميلادي)، كان عليّ ابتكار لغة وأسلوب ينتميان للغة ذلك القرن، فما كان مني سوى قراءة العشرات من النصوص العربية القديمة بما فيها الادب والشعر الجاهلي. شاهدت أكثر من مرة فيلم الرسالة وفيلم القادسية وفيلم خالد بن الوليد وفيلم الشيماء اخت الرسول وغيرها الكثير لكي اقترب من لغة ذلك القرن. ورغم ان تلك الافلام ليست حجة في لغتها العربية بسبب بعض الاخطاء اللغوية التي وردت فيها، إلّا أنها كانت مفيدة حقاً في اعطائها صورة جيدة عن المحكي في لغة العرب اليومية آنئذ".
وأشار إلى أننا "بالنهاية لا نتحدث عربية ذلك القرن، ولم تصلنا منها أية مخطوطة مكتوبة"، مبيناً أن "هذه رواية تمزج بين العمل الأدبي الفني وبين الوثيقة التاريخية، اذ كتبها كنعان بلغة باحث مهووس في تدوين شوارد التاريخ ودقائقها عن تلك الحقبة، أي الحقبة التي جرى فيها اكتشاف صخرة بيت المقدس على يد الخليفة عمر بن الخطاب ووزيره كعب الأحبار، مستشار عمر وخبيره في شؤون الاماكن المقدسة في بيت المقدس. ثم ليتطرق كنعان بعدها الى فترة الخليفة عبد الملك بن مروان وقصة بنائه القبة على تلك الصخرة".
وأردف، "لِمَ كانت هذه الصخرة مقدسة؟ ما الأسباب؟ لماذا اختلف في شأنها اليهود والمسيحيون والمسلمون على حدٍ سواء؟ استقى كنعان معلوماته من المصادر التاريخية، ووضعها في فصلٍ مستقل في نهاية الكتاب مع ملاحظات وشروحات مفصلة عنها تحت عنوان "المصادر"، وهي في قرابة ٨٠ صفحة. انصح بقراءتها أولاً قبل البدء بقراءة جسد الرواية".
وأضاف أن "مكية كتب هذه الرواية بلغة انكليزية جافة ومعقدة تنتمي الى الانكليزية القرو-وسطية. انكليزية اندثرت في عصرنا الحالي. وكنت اعاني من شدة تعقيد عباراته وعمق الافكار الفلسفية التي طحنها في عجينة نصوصه المقتضبة. سار على العبارة القصيرة والمكثفة فصاغ معها حيرتي وأنا احاول تفكيك تلك العبارات. ثمة غموض في مصطلحاتٍ ومفاهيمٍ وعباراتٍ وأمثلةٍ وصورٍ رمزية كان عليّ أن أجد ما يوازيها في لغتنا العربية القديمة. هل وُفقتْ؟ لا أدري؟ هذا حكم القارئ".
وقال سوزه "انا الآن بصدد مراجعتها مراجعةً لغوية نهائية فقط، وسأرسلها الى عينٍ ثالثة ورابعة من الأصدقاء كي ترصد ما غاب من الأخطاء عن عين المترجم سهواً. ومن ثم، ستذهب هذه الرواية الى دار منشورات الجمل في بيروت لطبعها في حلتها النهائية. سأُعلم الأحبّة بوقت صدورها قطعاً. ستكون هذه الترجمة العربية هي اللغة الخامسة التي تُترجَم اليها الرواية حتى الآن".
وسليم سوزه هو كاتب وباحث ومترجم عراقي، مختص في الثقافات المتداخلة، وحاصل على شهادة ماجستير من جامعة أريزونا في الولايات المتحدة الأميركية، ويعمل في الجامعة ذاتها. لديه عدة مؤلفات منها "كتاب الحداثة"، والعديد من المقالات في الاجتماع والسياسة والفلسفة.