تعود قصة الشابة الكوردية الراحلة مريم، التي كانت تستعد للقاء خطيبها الذي يقيم في المملكة المتحدة عبر خوضها رحلة محفوفة بالمخاطر، إلى الواجهة مجددا، وذلك بعد وصول جثمانها، اليوم الاحد، إلى اقليم كوردستان الى جانب 15 جثمانا اخر.
حيث استقبلت عوائل الضحايا جثامين ذويهم في مطار اربيل بمراسم وصفت بالحزينة، لفقدانهم أحبتهم، بحضور شخصيات حكومية وأخرى صحفية.
وانتظر ذوو الضحايا الجثامين لاكثر من ساعتين في مطار اربيل الدولي بلهفة استقبال أحبتهم، الذين أصبحوا جثثا هامدة مضى على موتها شهر تقريبا، وكان من المقرر وصولهم الى أربيل فجر يوم السبت 25 كانون الاول 2021.
فالشابة الكردية التي تبلغ من العمر 24 عاما، كانت تستعد لملاقاة خطيبها، إلا أن البحر غدر أحلامها، فانتشلت جثة زرقاء، ولفت بكفن بدل فستان العرس الأبيض.
وقد، أوضح خطيب الشابة، أمين باران الذي يعيش في المملكة المتحدة، أنها كانت تراسله خلال رحلة الموت هذه، عندما بدأ الزورق يغرق. وقال لشبكة "بي بي سي" البريطانية، إنها كانت تحاول طمأنته باستمرار، مؤكدة أن أي مكروه لن يحصل، وأن فرق الإنقاذ ستسعى لمساعدتهم.
كما أكد الشاب الآتي من بلدة سوران في كردستان العراق، أنهما كانا يتبادلان الرسائل على Snapchat قبل أن تبدأ المياه بالتسرب إلى الزورق الذي راح يفقد توازنه، فيما بدأ الركاب يخرجون الماء منه. وقال إنه كان يتابع موقعها باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
إلا أن الرياح لم تأت بما تشتهي أحلام العروس، فتوفي جميع الركاب باستثناء اثنين، قبالة الساحل الفرنسي الشمالي، فرحلة الموت هذه لم تخطف مريم وحدها، بل ضمت أيضا ست نساء أخريات، إحداهن حامل، وثلاثة أطفال، فضلا عن 17 رجلا.
يذكر أن فرق إنقاذ فرنسية بريطانية مشتركة كانت استنفرت عند الساعة 2 من بعد ظهر يوم الأربعاء، بعد رصد قارب صيد صغير في وسط المياه يقل عشرات المهاجرين غير الشرعيين، قبالة سواحل فرنسا.
إلا أن عملية البحث ألغيت في وقت متأخر لاحقا، لتشتعل أزمة تقاذف المسؤوليات والاتهامات بين الطرفين، فوق الجثث الطافية في المياه.
N.A