توقعات 2022.. العراق يكافح من أجل السيادة وسط شد حبال

آخر تحديث 2021-12-27 00:00:00 - المصدر: العربية

يقول محللون إن إيران والولايات المتحدة وحلفاءها منخرطون بشكل متزايد في صراع على مستقبل العراق، والسؤال الذي يلوح في الأفق حول عام 2022، كما يعتقد، هو ما إذا كانت التركيبة السياسية العراقية الناشئة بعد الانتخابات البرلمانية في تشرين الأول/أكتوبر ستكون قادرة على تعزيز السيادة العراقية في سياق التنافس الجيوسياسي الحالي.

وبمناسبة الاحتفال بالذكرى المئوية للعراق في 11 كانون الأول/ديسمبر، حث رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، جميع العراقيين على الاعتراف بما يوحدهم وليس ما يفرقهم من أجل الصالح العام للعراق.

الكاظمي

مادة اعلانية

ومن المتوقع أن تؤيد المحكمة الفيدرالية في البلاد نتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت في تشرين الأول/أكتوبر، والتي أشاد بها مراقبون عراقيون ودوليون على الرغم من الجهود المتكررة من قبل الأحزاب الشيعية المهزومة الموالية لإيران التي تريد إلغاءها.

وقد انخفض تمثيلهم بشكل كبير إلى نحو 17 مقعدًا مقارنة بحزب رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بـ74 مقعدًا. وكتب المراقب العراقي عمر ستار على موقع "المونيتور" قائلا، إن الصدر يريد "تشكيل حكومة أغلبية تعارض كل التدخل الأجنبي ونزع سلاح الميليشيات، لكن القوى الموالية لإيران تتصدى لتطلعات الصدر بالنزول إلى الشارع وتهديد السلم الأهلي والعمل على إلغاء نتائج الانتخابات، وقد يستغرق الوصول إلى أرضية مشتركة وقتًا طويلاً" وفقا لوكالة "صوت أميركا".

الصدر

وأجريت الانتخابات في وقت مبكر ردًا على الاحتجاجات الجماهيرية ضد الحكومة في عام 2019، لكن هناك مخاوف بشأن الجماعات المسلحة القوية، والعديد منها مرتبط بإيران، والتي لا تزال سائدة. ولم تكن هناك اعتقالات أو تهم في أعقاب محاولة اغتيال الكاظمي الفاشلة في نوفمبر/تشرين الثاني.

ويقول كبير المحللين نيكولاس هيراس في معهد نيولاينز في واشنطن لإذاعة "صوت أميركا" إن العراق على مفترق طرق، وإن سيادته معرضة للخطر.

وأضاف هيراس "بشكل أساسي سيتطلب الأمر من القادة العراقيين العاملين في المجتمع العراقي محاولة بناء الجسور بين المجتمعات في العراق التي لديها تجربة صعبة للغاية في العيش معا، سواء في ظل صدام حسين أو في أعقاب نظامه وسيكون هذا تحديًا، وهذا هو السؤال الوجودي الكبير للعراق حيث إن العراق في طريقه لأن يصبح دولة فاشلة مقسمة على مناطقه المختلفة وتهيمن عليها مجتمعات الهوية المختلفة".

من عمليات الفرز في الانتخابات العراقية (فرانس برس)

ويقول مراقبون إن الكاظمي كان قوة معتدلة للعراق وحاول إعادة العراق إلى الحظيرة العربية من خلال صفقات اقتصادية مع الأردن ومصر بينما توسط بين السعودية وإيران. ووصف أسامة الشريف المعلق السياسي للشرق الأوسط في عمان، هذه التحركات بأنها "كارثة على الوكلاء الموالين لإيران".

وفي هذه الأثناء ومع اقتراب عام 2021 من نهايته، أنهت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة مهمتها القتالية في العراق هذا الشهر، ونقلت حوالي 2500 جندي يقاتلون تنظيم "داعش" إلى دور تدريبي واستشاري، لكن مراقبين يقولون إن إيران تريد خروج الولايات المتحدة من العراق.

ويُنظر إلى الكاظمي على أنه رمز للدعم الأميركي في العراق. ولذا، فإن ما نراه الآن هو صراع المنطقة النهائية الذي ينشأ في العراق، حيث تحاول إيران إبقاء الأنشطة التي يستخدمها وكلاؤها تحت عتبة تصعيد من شأنه منع رد فعل أميركي قوي يدعمه الكاظمي، وفق ما قاله مراقبون.

وقال أسامة الشريف من صحيفة "أراب نيوز" اليومية، إن "الفائز في الانتخابات وهو مقتدى الصدر قد أشاد بجهود رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لإبقاء العراق على الحياد في المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران".

وقال إن الصدر قد يبقي الكاظمي رئيسا للوزراء، "حتى لو كان هذا كارثيا لخصومه من الشيعة، وستكون هذه خطوة كبيرة إلى الأمام بالنسبة للعراق الذي يحاول إحياء هويته الوطنية والعودة إلى الحظيرة العربية".

وأضاف: "إذا نجح الصدر في الإطاحة بالنظام العرقي الطائفي، فسيكون ذلك علامة فارقة في تعافي البلاد، لكن فشله قد يكون كارثيًا على جميع الجبهات".