البصرة هي الأكثر تضررًا (فيسبوك)
لا يكاد يمر أيّ يوم دون أن تعلن وزارة الداخلية عن القبض على عصابات بيع المخدرات فهي ظاهرة أصبحت اعتيادية في جميع أنحاء العراق حتى أعلنت الداخلية نفسها في خبر صادم أن أكثر من 50% من شباب العراق يتعاطون المخدرات من مختلف الأعمار، وأن الأبحاث تؤكد أن هنالك عوامل متشابكة في المناطق الفقيرة، خاصةً في العشوائيات، تزيد من نسبة التعاطي، فالسيطرة الأمنية على هذه المناطق ضعيفة، وفيها تنتشر عصابات المخدرات، وانتشار البطالة وتتدنى مستويات الوعي، والخلافات العائلية وغيرها.. ومن خلال السنوات الأخيرة، صار العراق من بين البلدان التي تنتشر فيها المخدرات بشكل واسع، وسط تأكيدات بأنّه تحوّل إلى ممرّ لها من إيران وسوريا إلى الدول الأخرى.
وقد نفّذت السلطات الأمنية العراقية، خلال السنوات الماضية، حملات لمكافحة المخدرات، إلا أنّها وُصفت بـ"الضعيفة" و"غير الجديّة"، ولم ينتج عنها أيّ تضييق أو تحجيم لانتشار المخدرات في البلد. يُذكر أنّ القانون العراقي قبل الاحتلال الأمريكي للبلاد كان يعاقب بالإعدام شنقًا مروّجي المخدرات، لكنّ الإعدام أُلغي بعد الاحتلال وفُرضت عقوبات تصل إلى السجن لمدّة 20 عامًا. وتعدّ محافظات الوسط والجنوب وخاصةً محافظة البصرة الأكثر تضررًا من المخدرات، فقد أعلنت مديرية شرطة مكافحة المخدرات البصرة أن جرائم المخدرات تتراوح بين 50 و60 شخصًا كل أسبوع بالمقارنة مع ألف شخص العام الماضي كله.
ويقول مسؤول الإعلام في شرطة البصرة إنّ "أكثر أنواع المخدرات شيوعًا مخدر الميتامفيتامين المعروف باسم كريستال ميث ومحليًا بالكريستال"، ومن الأنواع الشائعة أيضًا الأفيون ويطلق عليه في العراق الترياق وكذلك الحشيش والأقراص المخدرة، وتقول شرطة البصرة إنّ "97% من متعاطي المخدرات الذين تم توقيفهم عاطلون عن العمل وأكثر من ثلثيهم في سن 25 أو أصغر سنًا"، وتسبّب المخدرات بتدمير مستقبل وطموحات الشباب العراقي الذين فقدوا الأمل في عيش حياة كريمة، وبنفس الوقت، لا يبدو أن هناك جدية عالية من قبل السلطات في الحد من هذه الآفة، كما لا توجد إرادة سياسية عليا في التعامل مع المخدرات كخطر يدمر شباب العراق بشكل يومي.
اقرأ/ي أيضًا:
بابل| إحصائية للأحكام الصادرة في قضايا المخدرات خلال نصف عام
ارتفاع نسبة متعاطي المخدرات في كردستان.. هذا هو النوع الأخطر