اكتُشفت تحت جامع النوري، أحد معالم مدينة الموصل في العراق، أرضيات مصلى قديم يعود إلى القرن الثاني عشر، في اكتشاف أثري مهم أتى ثمرة عمليات تنقيب بدأت قبل أربعة أشهر، كما قال مسؤولان لوكالة "فرانس برس" أمس الثلاثاء.
ولا يزال المسجد قيد الترميم برعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونسكو"، وخصوصاً مئذنته الحدباء التي تعود للقرن الثاني عشر، بعدما دُمّر في حزيران/يونيو 2017 بفعل متفجرات وضعها تنظيم داعش، كما يقول الجيش العراقي.
من أعمل ترميم جامع النوري
مادة اعلانية
وقال خير الدين أحمد ناصر، مدير مفتشية آثار وتراث محافظة نينوى في شمال العراق والتي مركزها مدينة الموصل، إن أعمال تنقيب تقودها المفتشية بدعم من منظمة اليونسكو وبتمويل من الإمارات، أدت إلى هذا الاكتشاف الذي يعود إلى الحقبة الأتابكية الإسلامية.
وتكمن أهمية هذا الاكتشاف بأنه يسمح بـ"معرفة امتدادات جامع النوري والمصلى القديم إضافة إلى اكتشاف محلات الوضوء مما سيزيد من أهمية هذا الموقع التاريخي والأثري"، على ما أضاف.
وأوضح أن "أرضيات المصلى القديم التي اكتُشفت هي أوسع من أرضيات المصلى الذي تم بناؤه في أربعينيات القرن الماضي".
واكتشفت كذلك "أربع غرف تحت المصلى تُستخدم لعملية الوضوء للمصلين، وهي عبارة عن أربع غرف متصلة الواحدة بالأخرى ومشيدة بمادة الحجر والجص"، وفق ناصر.
من أعمل ترميم جامع النوري
ويبلغ "عرض الغرفة الواحدة 3 أمتار ونصف وارتفاعها 3 أمتار وتقع تحت مستوى سطح الأرض بستة أمتار تقريباً. وتحوي على أحواض من الحلان، عمق الحوض الواحد منها 60 سنتمتراً.
وتضم مدينة الموصل عموماً الكثير من المعالم الأثرية المهمة.
وقال صعب محمد جاسم ممثل مفتشية آثار وتراث نينوى في حديث لوكالة "فرانس برس" إن "هناك مسألة عامة يعرفها علماء الآثار وهي أن مدينة الموصل القديمة قائمة على طبقة أثرية. وبالنسبة للجوامع التي أنشئت خلال الفترة الأتابكية، بالتأكيد هناك طبقات أقدم تعود إلى فترة إنشائها"، كما هو الحال مع جامع النوري.
من أعمل ترميم جامع النوري
وصيف العام 2017، أقيمت احتفالات رسمية لمناسبة تحرير الموصل على أيدي القوات العراقية والتحالف الدولي، من تنظيم داعش الذي احتل لأكثر من ثلاث سنوات مساحات واسعة من العراق في العام 2014، وجعل من الموصل "عاصمة" له.
وترجع تسمية مسجد النوري إلى بانيه نور الدين الزنكي في العام 1172. ودُمر المسجد ثم أعيد بناؤه في العام 1942. ومن هناك، قام زعيم تنظيم داعش السابق أبو بكر البغدادي بأول ظهور له وأعلن في صيف العام 2014 قيام "الخلافة"، حسب زعمه.
وجمعت منظمة "اليونسكو" حوالي 100 مليون دولار منذ العام 2019، نصفها من الإمارات، كجزء من مشروع "إحياء روح الموصل". ويفترض أن تنتهي أعمال الترميم في المسجد بحلول نهاية العام 2023.