خرافة اخترعتها الفصائل أم حلم الحلبوسي لامتلاك ميليشيا.. ما قصة أشباح الصحراء؟

آخر تحديث 2022-01-23 00:00:00 - المصدر: الترا عراق

ألترا عراق ـ فريق التحرير

بينما يعج العراق بمختلف أنواع الفصائل والقوات العسكرية التي أصبحت "شبه رسمية" باتفاقات مع حكومات ما بعد 2003 أو باستراتيجية "الأمر الواقع" كما الفصائل الشيعية أو قوات البيشمرگة الكردية، فيما شهد "المكون السني" ولادة جماعات مسلحة تسمى بـ"الصحوات" لمقاتلة التنظيمات الإرهابية في المناطق التي يسكنها غالبية سنة، إلا أنها منقادة بالكامل إلى السلطات العراقية وليس لها أي نفوذ أو قوة واضحة سوى في مناطقها وبمهام محددة لمساندة القوات الأمنية وتحت تصرفها وأمرتها.

 قوة "أشباح الصحراء" ليس اسمًا يظهر للمرة الأولى فسبق أن ظهر الحديث عنهم في 2019

إلا أنه مع صعود نجم رئيس البرلمان وزعيم حزب "تقدم" محمد الحلبوسي على الصعيد السياسي، ونجاحه باحتكار الموقف السني السياسي، تطرح تساؤلات عمّا إذا كان طموح الحلبوسي بالتنامي السياسي وفهم قواعد القوّة في عراق ما بعد 2003، سيدفعه للتفكير بإنشاء قوّة مسلحة موالية له، على غرار القيادات والمكونات الأخرى، وتكون هذه القوّة ضمن فكرة الصحوات ولكنها أكثر تماسكًا وأوضح تبعيّة.

اقرأ/ي أيضًا: السفير البريطاني: العراق لن يستقر بوجود الجماعات المسلحة

المؤشرات على هذا الملف بدأت بالفعل، وربما أقلها قوّة تعليق الحلبوسي على حادثة العظيم في محافظة ديالى وتركيزه على ضرورة تسليح أبناء المناطق، إلا أنها جاءت بالتزامن مع ظهور أحاديث عن قوات "أشباح الصحراء"، التي وردت في أحاديث بعض الجهات الشيعية وأشار إليها بشكل غير مباشر المتحدّث العسكري باسم ميليشيا "كتائب حزب الله" أبو علي العسكري في آخر تغريدة له أثناء التعليق على حادثة العظيم.


شاهد: تغطية لهذا الملف والملفات الإخبارية الراهنة عربيًا ودوليًا على شاشة التلفزيون العربي أخبار


العسكري تطرق في تغريدته إلى أن إحدى الرئاسات الثلاث وبالتعاون مع أحد شيوخ العشائر الكبار أسسوا قبل أكثر من شهر جيشًا وصفه بـ"الإجرامي"، مبينًا أنه "قد ادخلوا جزءًا منه في بغداد".

تغريدة العسكري تزامنت مع ظهور مشاهد توثّق لافتات علّقت في غربي بغداد ترحب بدخول "أشباح الصحراء"، فيما تناقلت مجموعات سياسية مغلقة على "واتساب" معلومات عن هذه القوة بأنها على غرار الصحوات والحشد الشعبي ومدعومة من الحلبوسي ودخلت بغداد لمهمة حماية مقرات "تقدم" و"عزم" بعد تعرضها لهجمات بقنابل متفجرة في الأيام الماضية، وسط اتهامات للفصائل المسلحة المقربة من "الإطار التنسيقي" وإيران بسبب تحالف هذه القوى مع الصدر وعزل قوى "الإطار التنسيقي". 

 قوة "أشباح الصحراء" ليس اسمًا يظهر للمرة الأولى، فسبق أن ظهر الحديث عنهم في 2019، حيث تحدثت تقارير بأنها جماعات تشرف القوات الأمريكية على تدريبها كقوّة تحارب تنظيم "داعش" وقد تسد فراغ القوات الأمريكية بعد انسحابها.

إلا أنّ قيادات في الحشد الشعبي وشخصيات مقربة منه وعلى العكس من رأيها تجاه الصحوات، هاجمت قوات "أشباح الصحراء"، معتبرة أنهم صنيعة أمريكية، وإحدى أدوات تنفيذ "الاقليم السنّي".

بالمقابل، ينفي رئيس مجلس إنقاذ الإنبار "حميد الهايس" وجود قوات مسلحة تحت مسمى "أشباح الصحراء"، وأن الحديث عنه إعلامي فقط.

ومن غير المعلوم ما إذا كان هذا التشكيل حقيقيًا أم أن اللافتات التي رصدت غربي بغداد، عُلّقت من قبل مجموعات مقربة من الفصائل كمؤشر يسند أحاديثها عن وجود هذا التشكيل، الذي لا معلومات واضحة عنه وليس هناك أحاديث رسمية عن وجوده، سوى من طرف واحد متمثلًا بالفصائل المسلحة وتلميحاتها.

وأجرى "ألترا عراق" اتصالات مع قيادة العمليات المشتركة فضلًا عن حزب "تقدم"، للحصول على تعليق بشأن حقيقة وجود "أشباح الصحراء"، أو تنسيقهم مع الحلبوسي لحماية المقرّات في بغداد، ولكن دون جدوى. 

من جانبه يستبعد الباحث في الشأن السياسي أحمد الياسري أن يتطلع الحلبوسي للعب هذا الدور، معتبرًا أن "وجود أذرع مسلحة مقتصر على الأحزاب الكلاسيكية ولا تفكر به الأحزاب العراقية الجديدة".

ويقول الياسري إنّ "استراتيجية الحلبوسي ليست مبنية على خلق التوازنات، بل هو أشبه بترامب السنة، بمعنى أنه رجل صفقات، وهو مفهوم خلقه ترامب خلق في السياسة الأمريكية"، مشيرًا إلى أنّ "الحلبوسي ينتمي إلى هذا النوع من السياسيين ولا يميل إلى احتكار العمل السياسي بالقوة العسكرية، وهذا التوجه لو كان طارق الهاشمي أو العيساوي ربما يذهبون تجاهه، مستدركًا "لكن الحلبوسي لا يمتلك هذا التوجه لأنه متسلح أساسًا بقوة عشائرية وكان له دور وحضور قوي في محافظة الأنبار والمحافظات الأخرى لذا فهو يعتمد على إجراء الصفقات السياسية".

ويبيّن أنّ "امتلاك حزب سياسي لرصيد عسكري أو جناح مسلح هي صفة الأحزاب الكلاسيكية مثل البارتي واليكتي والمجلس الأعلى وبدر، أما القوى العراقية الجديدة فهي أقل اهتمامًا بموضوع صناعة الميليشيات".

ويرى الياسري أن "ما طرحه أبو علي العسكري لا أهمية له، ويأتي في سياق تهويل وتقوية الجماعات الإرهابية وفسح المجال لهم لضرب بعض المناطق وتهويل مسألة الهروب من السجن في الحسكة، وهي جميعها تصب ضمن مشروع الدعاية السياسية التي تعيد وجود الفصائل ومبرّر لوجودهم ويستغلون هذا الاحتياج لمكاسب سياسية وتأسير قرار الدولة العراقية".

اقرأ/ي أيضًا: 

مرحلة جديدة في التعامل مع "مطلقي الكاتيوشا".. ماذا يعني وصفهم بـ"الإرهابيين"؟

"في الأنبار لا داعٍ للقضاء".. كيف تحولت المحافظة إلى جمهورية يقودها الحلبوسي؟