في أول زيارة يقوم بها رئيس حكومة عراقية إلى الحدود مع سوريا، زار مصطفى الكاظمي الشريط الحدودي مع سوريا وقضاء سنجار وعدد من القرى الحدودية، في خطوة، لتطمأنة العراقيين ودعم القوات العراقية المرابطة هناك.
وجاءت هذه الزيارة التي رافقه فيها وفد أمني كبير في ظل التطورات التي تشهدها سوريا، وأنباء عن هروب عناصر من تنظيم "داعش" ومحاولات دخولهم إلى الأراضي العراقية.
مادة اعلانية
كما بعث الكاظمي الذي وصل الشريط الحدودي من دون درع واقٍ أو خوذة عسكرية، برسائل عديدة إلى من سمّاهم "إرهابيو الداخل والخارج".
"لا تجربونا فقد حاولتم كثيرا وفشلتم"
وقال رئيس وزراء العراق خلال تصريحاته من على الحدود، إن "حضورنا لهذا المكان تأكيد على حضور الدولة القوي، وجاهزية قواتنا المسلحة للتصدّي لأي محاولة تستهدف العبث بأمن بلدنا واستقراره".
وخاطب الكاظمي تنظيم "داعش" قائلاً: "لا تجربونا فقد حاولتم كثيرا وفشلتم، وستحاولون كثيراً وستفشلون. تعلمون جيّداً أننا نلاحقكم، داخل العراق وخارجه، وتعلمون جيّداً أن دم العراقيين بالنسبة لنا غالٍ جدّاً، وستدفعون ثمن كل حماقةٍ ارتكبتموها".
كما أضاف خلال مخاطبته تنظيم "داعش": "أنتم مجموعة عصابات لا مكان لكم بيننا، هذا قرارنا وقرار كل عراقيٍّ شريف قبل أن يكون قرار الدولة والحكومة والمؤسسة الأمنية، لن نقبل إلّا بالقضاء عليكم، وحماية أرضنا وأعراضنا".
الكاظمي خلال زيارته للحدود العراقية السورية
جدار أمني
وقبل زيارته بساعات إلى الشريط الحدودي، أصدر الكاظمي قراراً باستكمال بناء الجدار الأمني على الحدود التي تعتبر واحدة من الأماكن الساخنة.
من جانبه، قال الخبير الأمني، فاضل أبو رغيف لـ"العربية.نت": إن "زيارة الكاظمي كانت مهمة، وفيها مؤشرات إيجابية لتعزيز الوضع الأمني وتدعيم الركائز العسكرية والتعبوية الميدانية للقطعات المرابطة هناك".
وأضاف أن "الكاظمي يعتبر أول رئيس حكومة يزور الحدود مع سوريا، وأراد من خلال ذلك الحؤول لصهر المشاكل والمعقدات الأمنية التي تعتري العمل الأمني هناك، ولضمان عدم تسلل عناصر أي من عناصر التنظيم".
الكاظمي خلال زيارته للحدود العراقية السورية
حقوق العراقي مقدسة
وخلال هذه الزيارة، تفقد الكاظمي قضاء سنجار الملتهب للمرة الثانية خلال أقل من عام على التوالي، كما زار قرى حدودية، وقال خلال لقائه مجموعة مواطنين: "نحن هنا اليوم لنؤكّد أن الحكومة لا تفرّق بين منطقة وأخرى، وأن حقوق المواطن العراقي مقدّسة، وأمنه مقدّس ولا جدال فيه".
كما أضاف أن "المناطق الحدودية للأسف من المناطق المنسية، وهو أمرٌ نرفضه، فمن يسكنها عراقيون ويجب تقديم الخدمات لهم وحمايتهم. أدعو الإخوة في محافظة نينوى ومديريات أقضيتها إلى التحرك العاجل والسريع لمعالجة مشاكل المواطنين، والتي تتفاقم دائماً مع كل تغيّرٍ مناخي في برد الشتاء أو حرارة الصيف، هؤلاء دفعوا ثمناً غالياً في الحرب على الإرهاب طوال السنوات الماضية، وعلينا أن نردّ الجميل بتحقيق متطلباتهم وتطلعاتهم بدولة تؤمّن لهم حقوقهم الخدمية".
الوضع مستقر
وأكد الكاظمي خلال تصريحاته أن "الوضع الأمني مستقر وممسوك بقوة، وما يقال هنا أو هناك هو مجرد تهويل إعلامي، ومن هنا أدعو الإخوة السياسيين إلى الإسراع في تشكيل الحكومة بما يلبّي حاجة المواطنين في كل بقاع الوطن وأراضيه، من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه".
وحرص الكاظمي خلال زيارته على تفقد غرف العمليات الحدودية واللقاء مع الجنود وتناول الطعام معهم، في خطوة لتعزيز معنوياتهم ورفع قدراتهم في التصدي للجماعات الإرهابية.
وبحسب مصادر عراقية تحدثت لـ"العربية.نت" إن "زيارة الكاظمي إلى الحدود مع سوريا، قد تكون بداية لانطلاق عملية عسكرية واسعة تقوم بها القوات العراقية لتأمين الشريط الحدودي.