هل كان نظام صدام حسين في العراق طائفيًا؟

آخر تحديث 2022-02-04 00:00:00 - المصدر: الترا عراق

ألترا عراق - فريق التحرير

لعل السؤال عن طائفية رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين أو لا طائفيته أصعب من السؤال عن طائفية الدولة العراقية ذاتها، كما يرى مدير الأبحاث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ورئيس تحرير مجلة سياسات دورية حيدر سعيد، وهو يجيب عن ذلك السؤال في حوار متلفز مع التلفزيون العربي الذي طرح أسئلته عن حقيقة طائفية نظام البعث في العراق أم أن الطائفية حجة يستخدمها المعارضون لمهاجمته.

لا يمكن إطلاق الحكم على النخب القومية في العراق بأنها سُنية، بل أن أغلب من أسسوا حزب البعث كانوا من المكون الشيعي

يقول سعيد عبر برنامج "قراءة ثانية" إنّ حقبة حزب البعث التي حكم فيها العراق "من أكثر الحقب في الدولة العراقية التي شهدت توترات طائفية"، وهو أمر بحاجة إلى مزيد من التحليل لفهم طبيعة النظام، ومدى استعماله للهويات الطائفية، وذلك لتحديد ما إذا كان "مؤمنًا بالطائفية أم كان يوظف هذه الهويات في اتجاهات معينة".

ويرفض سعيد تناول حقبة حزب البعثة حزمةً واحدةً لناحية السياق الطائفي إذ يؤكد على تجزئتها إلى حقب، فالنخبة القومية في العراق "لا يمكن إطلاق حكم عليها بأنها سُنية كما قال حسن العلوي في كتابه"، إذ أنّ "أغلبية من أسسوا حزب البعث كانوا من الشيعة ومن أهمهم فؤاد الركابي، بل كان التنظيم الأقوى في مدينة الناصرية".

ومع ذلك، يقول الباحث العراقي إنّ حزب البعث شهد تحولًا في العام 1963 بوصول الرئيس الأسبق عبد السلام عارف إلى الحكم في وقت كانت أغلبية القيادة المدنية من المكون الشيعي، لكن سيطرة المكتب العسكري بعد عارف قلب المعادلة، إذ كانوا كلهم من المكون السني.

ويعزو سعيد سبب اقتصار المؤسسة العسكرية على المكون السني لخلفيات تاريخية تعود إلى ظروف سوسيولوجية في العهد العثماني وطبيعة الجهاز البيروقراطي الذي كان يحكم، ما جعل العهد الملكي حكمًا سُنيًا: لكن رجالاته – يستدرك سعيد – لم يتحركوا بوصفهم سُنة.

صعود الجيل العسكري الذي حكم الدولة العراقية بعد 1958 طبع هوية الدولة بالمكون السني، يقول الباحث، وبعد الانقلاب الثاني لحزب البعث، وبحلول العام 1968 وحتى 1977 لم يكن هناك شيعي واحد في مجلس قيادة الثورة.

وبحسب صاحب كتاب "عن نهاية ثقافة الدولة الوطنية في العراق"، فقد تقصد حزب النظام خصوصًا بعد تسلم حزب البعث للحكم في 1968 الاصطدام بالمؤسسة الدينية الشيعية وعاملها بقسوة أكبر مما فعل مع الفعاليات الدينية السُنية الأخرى مثل الأخوان المسلمين.

ويضيف سعيد أنّ النظام زاد من صداماته مع المكون الشيعي عبر "تسفير مواطنين من أصول إيرانية ومنع الطقوس الشيعية في أواسط السبعينيات"، كما تزامن ذلك مع اندلاع الثورة الإسلامية الإيرانية  وتبنيها الخطاب الشيعي الإقليمي.

تركت توجهات حزب البعث الأخيرة انطباعًا سيئًا لدى المجتمع الشيعي، حتى "بدأت تتبلور الدعوة الشيعية في أواخر الثمانينيات بأن الدولة العراقية أُسست على أساس طائفي وانتهت بتمكن المكون السني على الشيعي، وحكم الأقلية على حساب الأكثر"، وهو ادعاء يرفضه الباحث حيدر سعيد معتبرًا ذلك "سرديات لا تستند إلى أسس واقعية في التحليل".

تقصد نظام البعث بعد 1968 الاصطدام بالمؤسسة الدينية الشيعية وزاد ذلك بتسفير مواطنين من أصول إيرانية ومنع الطقوس الشيعية

أخذت السرديات المذكورة مسارها واُستثمرت في الخطاب السياسي المعارض مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ لكن طائفية نظام حزب البعث وكذلك الأدبيات الطائفية للمنتفضين بدت واضحة بعد العام 1991، كما يؤكد الباحث العراقي حيدر سعيد.

اقرأ/ي أيضًا: 

عراق "المحاصصة" الطائفية وسلطة ضد الدولة

أن تقرأ كتاب الطائفية لعزمي بشارة من العراق