يس عراق: بغداد
قرابة 200 مليون دولار خسرها العراق في كانون الثاني الماضي، عندما عجز عن تصدير اكثر من مليوني و250 الف برميل خلال هذا الشهر وبمعدل 75 الف برميل يوميًا، بفعل ظروف خاصة وحوادث عرقلت صادرات العراق مما ادى لتراجعها الى اقل من صادرات الشهر الذي سبقه “كانون الاول”، الأمر الذي اعاد الى الاذهان ضرورة مشروع انبوب النفط “البصرة-العقبة”.
وبحسب احصائيات سومو فأن معدل الصادرات النفطية العراقية خلال شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، انخفض إلى 3.202 مليون برميل في اليوم، مقارنة 3.277 مليون برميل في اليوم في كانون الأول 2021، مايعني تراجع التصدير باكثر من 75 الف برميل يوميًا، ومايقارب اكثر من مليونين و250 الف برميل خلال شهر، وبحسب المعدل السعري خلال كانون الثاني الذي بلغ اكثر من 83 دولارا للبرميل، فأن العراق خسر قرابة 200 مليون دولار من ايراداته النفطية خلال هذا الشهر.
ووفقا لبيانات سومو فقد تراجعت صادرات العراق الوسطى والجنوبية بنسبة 2٪ إلى 3.111 مليون برميل في اليوم في كانون الثاني مقارنة بالشهر السابق، بينما تراجعت صادراتها من خام كركوك عبر ميناء جيهان التركي بنسبة 5.7٪ إلى 82 .117 ألف برميل يوميا.
وحول أسباب تراجع الصادرات النفطية للعراق خلال كانون الثاني، فأن السبب وراء ذلك بحسب الخبير النفطي حمزة الجواهري، هو توقف التدفقات النفطية العراقية عبر جيهان التركي بعد انفجار الأنبوب المصدر في جنوب تركيا مما أدى إلى إغلاق التصدير مؤقتا عبر الشمال، اضافة الى الانواء السيئة التي شهدتها الموانئ على الخليج العربي مما أعاق تحميل النفط”.
هذه الحوادث المتمثلة بالانواء الجوية السيئة في موانئ العراق الجنوبية، فضلا عن حادثة تفجير انبوب النفط في كركوك، تعيد الى الاذهان ضرورة واهمية تنويع منافذ التصدير العراقية لمنع هذه التلكؤات، فضلا عن تساؤلات حول ما اذا تعرض هذان المنفذان “الموانئ وانبوب كركوك” الى حوادث جسيمة وضخمة فكيف سيكون مصير التصدير العراقي لنفطه، وامكانية توقفه لايام واسابيع.
وعلى هذا الاساس، يبرز مشروع انبوب “البصرة-العقبة” الذي يعمل عليه العراق مع الاردن، لتوفير منفذ ثالث لصادرات النفط العراقية، واهميته، بالتزامن مع هذه الحوادث المعرقلة لصادرات النفط العراقية.
حيث وافق مجلس الوزراء العراقي على الاتفاقية الإطارية لمشروع مد أنبوب نقل نفط العراق الخام من البصرة إلى ميناء العقبة الأردني على البحر الأحمر، وهو ماسيوفر امكانية تصدير نحو 25% من صادرات العراق النفطية، عبر هذا الانبوب.
المشروع الذي ستبلغ كلفته نحو 9 مليارات دولار، ستكون طاقته التصديرية الى ميناء العقبة الاردني نحو مليون برميل نفط يوميًا وهو ما يمثل حاليا نحو25% من طاقة العراق التصديرية البالغة نحو 4 مليون برميل نفط، وستحصل الاردن بالمقابل 150 الف برميل يوميًا باسعار تفضيلية فضلًا عن رسوم مجزية لمرور الانبوب عبر اراضيها وصولا الى البحر الاحمر.
في المقابل، يحصل العراق على خصومات لاستخدام ميناء العقبة لتجارته، وهو أمر سيوثق العلاقات التجارية بين البلدين، وسيتيح الخط، مشاريع أخرى مثل انطلاق الأنبوب صوب مصر، أو مده في اتجاهات أخرى مثل الأراضي الفلسطينية.