بغداد - ناس
سلط تقرير بريطاني الضوء على تدمير تنظيم داعش المكتبات والجامعات، وتأثيره على حركة العلم والثقافة، خلال فترة سيطرته على محافظة نينوى تحديداً، فيما ركز التقرير على مكتبة جامعة الموصل التي تعرضت للقصف، وأُعيد ترميمها، وافتتحاها مؤخراً لتعود وتستقبل طلاب العلم المعرفة في المحافظة.
قناة "ناس" على تلكرام.. آخر تحديثاتنا أولاً بأول
وذكر التقرير الذي نُشر عبر "صحيفة التايمز" البريطانية، وتابعه "ناس" (22 شباط 2022) أن "مكتبة جامعة الموصل تعرضت لضربة من سبعة صواريخ أطلقتها طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة بينما كانت تساعد القوات العراقية في إعادة سيطرتها على المدينة. في هذه الاثناء أقدم تنظيم داعش على احراقها وتدمير كل ما تبقى تقريبا من مقتنياتها من الكتب البالغ عددها مليون كتاب".
وأضاف أن "مسلحي داعش أحرقوا ما لا يقل عن 10,000 كتاب خلال سيطرتهم على المدينة عام 2014. وبشكل عام فان ما يقارب من 85% من مقتنيات المكتبة قد فقدت ما بين اتلاف ونهب".
وأشار إلى أنه "تم أعادة عملية ترميم وتجديد المكتبة التي استغرقت سنتين وكان ذلك جزءا من خطة إعادة اعمار الجامعة التي تتطلب لحد الان إزالة أو تفجير بقايا 3,000 قنبلة و200 صاروخ".
أدناه نص التقرير الكامل:
قبل خمسة أعوام كان سواد آثار القصف رمزا للدمار الذي جلبه داعش للعراق. ولكن مكتبة جامعة الموصل، التي كانت سابقا تعد واحدة من افضل مكتبات الشرق الأوسط، قد أعادت فتح أبوابها في وقت تتباها فيه المدينة بإعادة الحياة لها وتقول انه يتوجب ان تكون مثالا يحتذى لبقية مناطق البلاد.
اقرأ أيضاً: المكتبة المركزية ’العملاقة’ في الموصل تفتح أبوابها مجدداً أمام مرتاديها (صور)
عملية ترميم وتجديد المكتبة استغرقت سنتين وكان ذلك جزءا من خطة إعادة اعمار الجامعة التي تتطلب لحد الان إزالة او تفجير بقايا 3,000 قنبلة و200 صاروخ.
المكتبة تعرضت لضربة من سبعة صواريخ أطلقتها طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة بينما كانت تساعد القوات العراقية في إعادة سيطرتها على المدينة. في هذه الاثناء أقدم تنظيم داعش على احراقها وتدمير كل ما تبقى تقريبا من مقتنياتها من الكتب البالغ عددها مليون كتاب. ويذكر ان مسلحي داعش احرقوا ما لا يقل عن 10,000 كتاب خلال سيطرتهم على المدينة عام 2014. وبشكل عام فان ما يقارب من 85% من مقتنيات المكتبة قد فقدت ما بين اتلاف ونهب.
كان يخشى من ان تضرر الأسس سيتطلب إعادة بناء المكتبة من الصفر، ولكن فريقا بإشراف برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة تمكن من استخدام الاعمدة الباقية كأساس.
وتحوي البناية الجديدة لحد الان على كمية من 60,000 كتاب فقط، ثلث تلك الكتب وفرتها منظمة، بوك أيد Book Aid، الخيرية البريطانية المعنية بتجهيز الكتب للمكتبات.
علاء حمدون، محاضر علوم الفيزياء في جامعة الموصل وصاحب مناشدة، جسر كتب الموصل Mosul Book Bridge، للتبرع بالكتب من كل أنحاء العالم، قال ان الهدف هو ارجاع 200,000 كتاب الى رفوف المكتبة بحلول نهاية عام 2024.
وقال ان مراسيم افتتاح المكتبة السبت، التي تخللها القاء قصائد وعزف موسيقى ومشهد تمثيلي لمجزرة ارتكبها داعش، كانت لحظة مؤثرة جدا.
وأضاف قائلا "عندما رجعت الى الجامعة في عام 2017 بعد تحرير المدينة، وقفت عند عتبتها وبكيت. وتحدثت في معرض الكتاب في لندن عام 2019 وقلت انه حلمي ان أقف هناك مرة أخرى وارى إعادة افتتاحها. وهكذا كان حلمي هذا قد تحقق".
زينة علي أحمد، ممثلة برنامج التنمية للأمم المتحدة في العراق، قالت "إعادة افتتاح المكتبة المركزية هي نقطة تحول مهمة في الرحلة لاعادة الحياة من جديد لهذه المدينة الايقونة. وبسبب الأهمية التاريخية للمدينة وحجم الدمار الذي سببه داعش، فان برنامج الأمم المتحدة جعل من أولوياته ترسيخ الاستقرار وتفعيل جهود إعادة الاعمار في الموصل".
وأضافت احمد بقولها "انا فخورة بأن عدد الطلاب المسجلين في الجامعة اليوم قد تجاوز عددهم قبل اجتياح داعش للمدينة بنسبة 40%. هذا يبين قوة المدينة ومرونتها وهي تشق طريقها نحو التعافي بعد سنوات من الحرب".
يذكر ان عدد المسجلين في الجامعة اليوم هو بحدود 50,000 طالب.
وكان تنظيم داعش قد سيطر على الموصل وهو يزحف شمالا عام 2014 ومن داخل جامع النوري في المدينة اعلن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي خلافته المزعومة. ومن ثم أقدم مسلحو التنظيم على نسف الجامع ومنارته الشهيرة الحدباء الذي كان جزءا من معالم مدينة الموصل القديمة التي دمرت بشكل كامل تقريبا.
بينما بدأت أيضا اعمال إعادة الاعمار هناك في الجانب الغربي، حيث العمل بطيء اكثر، فان جامعة الموصل تقع في الجانب الشرقي الأكثر حداثة من المدينة الذي اصبح يمثل رمز إعادة احياء الموصل. المنطقة المحيطة بالجامعة تمتلئ الان بالمقاهي والمطاعم ومراكز التسوق الكبيرة.
الجامعة كانت تضم أعداد كبيرة من الطلبة الايزيديين والمسيحيين، الذين كان لهم وجود واسع في الموصل قبل ان يجتاح داعش المدينة ليعمل على تهجيرهم وارتكاب مجزرة جماعية بحق الايزيديين وسبي نسائهم واستعبادهم.
أجزاء من المدينة ما تزال في حالة فوضى مع شوارع تعج بالحياة ومزدحمة بالسيارات. ويقول طلبة بان قاعات المطالعة في المكتبة ستكون مكانا مرحبا به للراحة والتأمل.
أمينة محمد جميل 18 عاما، طالبة طب مرحلة أولى، قالت وهي تتجول في البناية الجديدة "انا سعيدة لان المكتبة مكان للقراءة وليست للدراسة فقط". وكانت جميل في العاشرة من عمرها عندما اجتاح تنظيم داعش المدينة، وقد هربت الى بغداد مع والديها وعادت بعد مرور أربع سنوات.
أليسون تويد، مدير منظمة بوك ايد الخيرية البريطانية للتبرع بالكتب، قال "ليس هناك مكان في العالم مخصص للتعليم تضرر من هجوم مباشر مثل ما حصل في جامعة الموصل، ونحن فخورون بشكل كبير جدا ان قمنا بدور صغير في استرجاع مجموعة من الكتب التي تم تدميرها واتلافها".
وأضاف حمدون قائلا " منار العلم والمعرفة قد توهج من جديد. حاول الارهابيون إطفاء هذا الضوء، ولكننا أضأناه مرة أخرى للجميع".
ترجمة: المدى