بغداد - ناس
لم تترد السيدة سعاد سامي، من شغل منصب مختار منطقة، وذلك في تجربة تعد "نادرة" في المجتمع العراقي، فلم تثنها عادات أو أعراف، وأخذت تتوسع في مجال عملها رغم صعوبات واجهتها في مسافات من طريقها صوب القمة.
قناة "ناس" على تلكرام.. آخر تحديثاتنا أولاً بأول
سامي وهي رسمياً مختارة محلة جنين بعد صدور الأمر الإداري الخاص بها، تحدثت لـ"ناس"، (24 شباط 2022)، "زوجي كان رئيس المجلس المحلي للمنطقة، وعضواً في المجلس البلدي لمدة 13 عاماً، لكنني لم ارث المنصب منه، حيث قدمت بعد وفاته على عمل بالمجلس لكن لم احظى بموافقة، واستمريت كمتطوعة لمدة 7 أعوام في المجلس".
وأضافت، "عند حل المجالس أصبح الإدارة المحلية للأقضية تتمثل بقائمقام ومختار، وقبل أيام صدر الأمر الوزاري الخاص بي، ولكن ليس بصيغة بديل عن زوجي، كون قانون المجلس لا يتضمن الحذف والاستحداث".
وتابعت، "بعد صدور الأمر الوزاري اصبحت رسمياً مختارة لحي جنين محلة 917، الذي كان زوجي يشغل منصب رئيس المجلس المحلي فيه".
وبينت، "القائمقام دعمني والعديد من الأشخاص في المجلس ايضاً دعموني في هذا الصدد، ومضى على عملي في هذا المجال كمتطوعة عدة سنوات ولدي إلمام بالجانب الأمني داخل المناطق والجوانب الخدمية، ولدي تواصل مع القوات الأمنية للحفاظ على الأمن في المنطقة، فضلا عن مرافقة القوات الامنية التي تروم تنفيذ امر قضائي بحق أشخاص داخل المنطقة التي تقع ضمن رقعتي الجغرافية كمختار".
متابعة خدمات المنطقة بالتاكسي وسيارات الجيران
واشارت إلى أنه، "لدي أرقام هواتف بعض الخيرين في مؤسسات الدولة سواء في الكهرباء أو محطات الماء والبلدية، وعندما تعاني المنطقة من مشكلة معينة أقوم بالاتصال بالدوائر المختصة وذات العلاقة لحل المشكلة".
وأضافت سامي، أنا "لا املك سيارة شخصية واتنقل عبر التاكسي لمتابعة أمور المنطقة، أو بالاستعانة بأحد الجيران ليقوم بإيصالي إلى الدائرة المعنية لحل مشاكل المنطقة، فضلا عن المشاركة في توزيع بعض المساعدات التي تصل إلى المنطقة".
ووجهت سامي رسالة إلى النساء العراقية قائلة: "لدينا نساء مقتدرات لشغل منصب مختار في مناطقهن، بالرغم من مخاطرها الأمنية، أنا أم لولدين وبنتين، وابني الكبير تخرج من المعهد والآخر يكمل دراسته الإعدادية، وبنتي الكبيرة تحمل شهادة بكلوريوس علوم بايولوجي، والأخرى طالبة في هندسة طب حياة، ورغم ذلك انا اعمل لأعيل أولادي وبناتي".
وختمت المختارة سعاد سامي حديثها، "تعرضت لمضايقات عديدة خلال الفترة الماضية، ودائماً ما كنت اسمع السؤال: لماذا مرأة تشغل منصب مختار، واصبحت على خلاف مع بعض الأطراف، لكنني قاومت وجهات النظر تلك بالاستمرار بعملي والبحث عن تحقيق هدفها".