يس عراق: بغداد
مازال الخزين المائي في العراق ملف تتكتم عليه وزارة الموارد المائية، بعد الشحة الكبيرة التي شهدها الصيف الماضي، وما شهدته مناطق واسعة من العراق من امطار وسيول، حتى أن وزارة الزراعة لا تمتلك معلومات كافية عن مصير الخطة الزراعية للموسم الصيفي القادم.
المتحدث باسم وزارة الزراعة حميد النايف قال في تصريحات إن “محافظة ديالى تعاني من قلة المياه، وكان لذلك تأثير سلبي على كثير من المزارعين”، مبيناً أن “وزارة الزراعة تقدم الدعم اللوجستي للفلاحين، إلا أن كثيرا من المزارعين يعزفون عن الزراعة بسبب عدم وجود دعم قوي للأسمدة والمبيدات”.
وأضاف أن “الوزارة تعمل على دعم البساتين في المحافظة، ومنحها الموافقات الأصولية، فضلا عن زيادة حصتها الاروائية”، لافتا الى أن “الفلاحين يعيشون في وضع صعب حاليا، بسبب عدم وجود قروض ودعم للأسمدة والمبيدات، إضافة الى تأخر مستحقاتهم المالية لحين إقرار قانون الموازنة”.
ونوه الى أن “وزارة الزراعة تنتظر ما تتوصل له مفاوضاتها مع وزارة الموارد المائية من أجل إعداد خطة صيفية، كون موعد الخطة الصيفية يكون في آذار المقبل، فيما لم تفصح وزارة الموارد المائية عن كميات المياه”، مؤكداً أنه “بات لزاماً على وزارة الموارد المائية أن تفصح عن كميات المياه قبل شهرين من اعداد الخطة الزراعية، كي لا يخسر الفلاحون مبالغ كبيرة ولا يتمكنوا بعد ذلك من زراعة أراضيهم بسبب قلة المياه”.
ومؤخرًا يبدو أن وزارة الموارد المائية تقترب من الافصاح عن نتائج غير سعيدة تمامًا ولاتوازي حجم التطلعات التي رافقت موجات الامطار، حيث مازالت الوزارة تتحدث عن امكانية توفير المياه للشرب وسقي البساتين الصغيرة، فيما لاتوجد مؤشرات جيدة على امكانية زراعة مساحات واسعة في الموسم الزراعي الصيفي المقبل بعد تخفيض المساحات المزروعة في الموسم الشتوي المنصرم بنسبة 50%.
وقال مستشار الوزارة عون ذياب، إن “الموارد المائية للعراق تتناقص بشكل واضح، وأن هناك ندرة في الأمطار”، مبيناً أن “الأمطار التي هطلت بالمناطق الشمالية لم تغط حاجة العراق كافة، ولم تكن مؤثرة واقتصرت في أماكن محدودة”.
وأضاف ذياب، أن “الأمطار لم تسقط في المناطق الغربية كما أنها لم تسقط في أهم محافظتين تعاني من الجفاف وهي ديالى وواسط، ولو كان هناك تساقط للأمطار في هذه المحافظتين لمنحت العراق دعماً كبيراً في مواجهة الصيف المقبل، وبالتالي تعاني هذه المناطق من ندرة الأمطار إذ اقتصرت في أقصى الحدود الشرقية وأقصى المناطق الشمالية ولم يكن هناك تأثيراً لزيادة الخزين المائي”.
وأشار إلى أن “الوزارة تراعي بقدر ما يمكن إدارة الموضوع لتأمين الاحتياطات الأساسية من مياه الشرب، والحفاظ على سقي البساتين والخضر التي تعتبر مهمة في حياة الناس”.
ولفت ذياب، إلى أن “على المدى البعيد تقوم وزارتا الموارد المائية والزراعة بتغيير أساليب الري، بحيث تكون بكميات قليلة تسقي مساحات واسعة، إضافة إلى إعادة النظر بالتقنيات داخل الحقل وأيضا بالمياه وهو ما يسمى بالري المغلق أو نقل المياه بالأنابيب”.
ويبدو من تصريحات الموارد المائية بأن الامطار لم ترفد الخزين المائي بكميات كبيرة، أن الخطة الصيفية المقبلة ستكون “حرجة” وقد يطالها تخفيض المساحات ايضًا كما حصل في الخطة الشتوية المنصرمة.
شارك هذا الموضوع: