السفير الروسي في بغداد يرفض إطلاق تسمية الحرب على ما يجري مع أوكرانيا

آخر تحديث 2022-02-27 00:00:00 - المصدر: وكالة ناس

بغداد – ناس

رفض السفير الروسي لدى العراق البروس كوتراشيف، الاحد، اطلاق تسمية "الحرب" على العمليات الروسية في أوكرانيا، مؤكداً ان الحرب لم تبدأ قبل أيام بل بدأت منذ عام 2014 عندما تم قمع المحتجين في شرق أوكرانيا.

قناة "ناس" على تلكرام.. آخر تحديثاتنا أولاً بأول  

وذكر كوتراشيف، في حوار مع الزميل "هشام علي"، وتابعه "ناس" (27 شباط 2022)، ان "مصطلح الحرب غريب جداً، من طرف روسيا لم يتم اعلان حرب بل هي عملية خاصة لها اهداف محددة"، موضحاً انه "لم يتم اعلان حرب وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، كما ان الغاز الروسي لايزال يمر عبر أوكرانيا، يجب ان نتعامل مع هذا الموضوع بحزم ودقة، فمصطلح الحرب يستخدمه الاعلام الغربي والأوكراني".

وأضاف انه "لا توجد مشكلة بين روسيا وأوكرانيا، او حرب، بل توجد مشكلة كبيرة تخص الامن القومي لروسيا والامن القومي الاوكراني، لكن المشكلة هي من الداخل الاوكراني"، مبيناً بالقول "سقط ضحايا في أوكرانيا منذ عام 2014 وليس قبل ايام، عندما شنت أوكرانيا هجوما مدمرا على المحتجين، هذه كانت بداية الحرب، روسيا كانت في هذا الوضع في موقع حذر جداً وحاولت عدم السماح بالتصعيد في أوكرانيا لكنه لم يسمعوا صوتنا".

وأشار الى ان "المشكلة بدأت عندما حصل انقلاب عسكري في كييف حيث جاءت قوى نازية جديدة واطاحوا بالسلطة الشرعية ومسكوا نظاما جديدا متطرفا واستفزازيا يحقد على الاخرين، وأول عمل كان هو حظر اللغة الروسية باوكرانيا".

ولفت الى ان "أوكرانيا متكونة من اثنيات مختلفة بينهم اقلية روسية يبلغ عددها 7 ملايين روسي، وهم شرق أوكرانيا"، مضيفاً ان "حدود أوكرانيا حدود اصطناعية في زمن الاتحاد السوفيتي، حيث تم تكبير البلد وضم أراضي غير اوكرانية في المنطقة الشرقية، كما تم ضم أراضي روسية لتكبير أوكرانيا".

وبين ان "أوكرانيا منذ ان استقلت كان هناك صراع بين الشرق والغرب بسبب وجود اليمين المتطرف، امام القوى التي تميل للتعاون مع روسيا، وفي كل انتخابات كانت ورقة التعامل مع روسيا هي اهم الأوراق الانتخابية"، مشيراً الى ان "القوى النازية الجديدة الذين تعاملوا مع الالمان في زمن الاتحاد السوفيتي، هم من حظروا اللغة الروسية في أوكرانيا، ونجحوا في مسك السطلة في البلاد".

وتابع كوتراشيف "في العراق لديكم تعامل سياسي وقانوني مع الاحتجاجات لكن أوكرانيا تعاملت مع الاحتجاجات بالدبابات والقنابل والرصاص"، ورداً حول استخدام السلطات العراقية ايضاً الرصاص لقمع المحتجين، رد السفير الروسي: "إطلاق الرصاص على المحتجين في العراق لم يكن بهذه الطريقة التي استخدمتها أوكرانيا في قمع الاحتجاجات عام 2014".

وشدد على ان "اغلب الازمات في العالم تقف خلفها أمريكا، مثل انقلاب 2014 الذي هو بداية الازمة حيث كان هناك دور امريكي كبير وامريكا رحبت بهم عند وصولهم للمنصب".

وحول إحصاءات الحرب حتى الان، ذكر السفير الروسي انه "لا توجد إحصاءات دقيقة عن عدد الضحايا، مزاعم وجود ضحايا كبيرة في أوكرانيا فيه شكوك، كلنا نتذكر مشاهد الحرب مثل في سوريا او العراق، حيث كانت هناك تقارير صحفية مفصلة ومشاهد فيديوية، لكن الان لا توجد لدينا هذه مشاهد مثل هذه في أوكرانيا"، لافتاً الى انه "نشاهد الان سقوط قذيفة او صاروخ، لكن لا توجد معلومات عن مواجهات وضحايا لذا يجب التعامل بحذر في هذه الاحداث".

وحول توجيه بوتن بشأن وضع السلاح النووي في حالة تأهب، أفاد السفير الروسي لدى بغداد ان "أمريكا يجب ان تكون قلقة لأنها دائماً ما تقلق الجميع، والسلاح النووي الموجود لدى الدول النووية الخمسة دائما في حالة تأهب على طوال السنة"، مبيناً ان "السلاح النووي الروسي هو سلاح دفاعي، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية لمن نعيش حرب عالمية ثالثة بسبب وجود سلاح نووي في العالم".

وقال إن "الحرب العراقية الإيرانية كان هناك دور امريكي واضح، فصدام حسين كان يتعامل مع الامريكان ويناقش معهم كيف تحل مشكلة العراق والكويت"، مضيفاً ان "دور الامريكان في العراق سلبي، حيث سقط مليون ضحية في غزو الامريكان للعراق عام 2003".

وذكر انه "منذ بداية النظام الجديد في العراق تعاملنا مع الواقع وبنينا علاقات وقمنا بشطب الديون العراقية، فالعراق دولة صديقة لروسيا وافتخر بتمثيل روسيا في العراق".