يس عراق: بغداد
تحتفي وزارة النفط ووزيرها منذ يومين بتحقيق أعلى صادرات نفطية منذ عامين في شهر شباط الماضي بصادرات بلغت 3.314 مليون برميل يوميًا، وباعلى ايرادات منذ 8 اعوام بلغت 8.54 مليار دولار.
ويبدو أن هذا الاحتفاء الصاخب، سيدفع العراق ثمنه مبكرًا، حيث أن تلكؤ الانتاج لأسباب متعددة ستؤدي لتراجع صادرات العراق خلال شهر اذار الجاري، وما يزيد الأمر سوءًا، أن تراجع صادرات العراق وتعثره في الانتاج، جاء في الوقت الذي بدأ الطلب العالمي يتزايد على النفط لتعويض النقص المحتمل من المعروض جراء الاحداث والحرب الروسية الاوكرانية مع ارتفاع الاسعار بشكل كبير، مما سيؤدي لخسارة العراق ما يقارب الملياري دولار.
العراق يتلقى طلبات لشراء كميات اضافية من النفط.. لكن لايستطيع تلبيتها!
وبالفعل، ذكرت وكالة آرغوس ميديا نقلا عن مسؤول عراقي رفيع قوله إن “شركة تسويق النفط العراقية “سومو” تلقت طلبات لإمدادات خام إضافية، خلال الأيام الأخيرة، مع بحث المشترين عن بدائل للكميات الروسية، مبينا ان “بعض الطلب الإضافي جاء من مشترين في أوروبا والصين والهند”.
وأضاف أن “قدرة العراق لتصدير النفط الخام المحدودة ستجعل من الصعب تلبية الطلبات”.
وحولت أنظار المشترين في أسواق الطاقة العالمية إلى منطقة الشرق الأوسط، خاصة إلى النفط العراقي، مع تجنُّب الخامات الروسية، في أعقاب فرض العقوبات الغربية على موسكو لغزوها أوكرانيا.
العراق سيصدر 66% فقط من انتاجه
ويشهد العراق في الوقت الحالي “تلكؤًا” انتاجيًا، يتمثل بتوقف العمل في حقل غربي الناصرية الذي ينتج 80 الف برميل يوميًا بسبب “مشاكل عشائرية وضغوطات على طلب التعيين”، فضلا عن اعمال الصيانة التي اوقفت حقل غرب القرنة 2 في البصرة والذي ينتج 400 الف برميل يوميًا، والذي سيتوقف عن الانتاج خلال الاسبوعين او الثلاثة الاولى من شهر اذار الجاري.
ومقارنة بحصة العراق من الانتاج النفطي في اذار البالغة 4.370 مليون برميل يوميًا، فأن فقدان 480 الف برميل يوميًا وخلال اسبوعين او 3 الاولى من شهر اذار، فهذا يعني ان العراق سينتج فقط 3.890 مليون برميل يوميًا، لمدة ثلاثة اسابيع او 21 يومًا من شهر اذار.
ويستهلك العراق محليًا نحو مليون برميل يوميًا، مايعني انه سيصدر فقط 2.890 مليون برميل يوميًا خلال الاسابيع الثلاثة الاولى من شهر اذار، ثم يعود ليصدر بعد تشغيل الحقول في الاسبوع الاخير 3.370 مليون برميل يوميًا، ليكون مجموع ما سيتم تصديره في اذار اكثر من 91 مليون برميل يوميًا بقليل.
وبهذا فأن العراق سيصدر من حصته الانتاجية في معظم شهر اذار 66% فقط، وسيخسر وفقًا للاسعار الحالية التي تجاوزت الـ110 دولارات للبرميل الواحد قرابة مليار ونص دولار من ايراداته المفترضة في اذار الجاري.
شارك هذا الموضوع: