قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة اليوم الاثنين إن طهران حذرت السلطات العراقية مراراً من أنه لا ينبغي استخدام أراضي العراق من قبل أطراف ثالثة لشن هجمات ضد إيران. من جهة أخرى، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، إن الولايات المتحدة دانت يوم الأحد هجوماً شنّته إيران على مدينة أربيل بشمال العراق، مشيراً إلى أن واشنطن ستدعم بغداد وحكومات في أنحاء المنطقة في مواجهة تهديدات من طهران.
وأضاف في بيان أصدره البيت الأبيض، "سندعم حكومة العراق في محاسبة إيران، وسندعم شركاءنا في جميع أنحاء الشرق الأوسط في مواجهة تهديدات مماثلة من إيران".
من جانبه، قال رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي في محادثة هاتفية يوم الأحد مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إنه ينبغي عدم السماح بتحول العراق إلى ساحة لتصفية "الحسابات الخارجية"، وذلك على خلفية الهجوم الذي وقع على أربيل شمال العراق صباح الأحد.
وهاجمت إيران أربيل بـ12 صاروخاً باليستياً في هجوم لم يسبق له مثيل على عاصمة إقليم كردستان العراق شبه المستقل، يستهدف على ما يبدو الولايات المتحدة وحلفاءها.
وأكد الحرس الثوري الإيراني أنه استهدف "مركزاً استراتيجياً" إسرائيلياً في شمال العراق، لكن سلطات كردستان نفت وجود "مقار إسرائيلية" في أربيل، فيما لم تعلق تل أبيب حتى الآن على الهجمات.
وأوردت وكالة الأنباء العراقية، الأحد 13 مارس (آذار)، أن وزارة الخارجية استدعت السفير الإيراني، وأبلغته احتجاج الحكومة على استهداف أربيل بالصواريخ.
وجاء في بيان للحكومة العراقية أنها طلبت توضيحاً "صريحاً وواضحاً" من إيران عبر القنوات الدبلوماسية في شأن الهجوم.
وأعلن المجلس الوزاري العراقي للأمن القومي عقب اجتماع لبحث الهجوم الذي انطلق من أراضٍ إيرانية أن العراق "ينتظر موقفاً من القيادة السياسية الإيرانية في رفض الاعتداء".
وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في أربيل بسماع دوي ثلاثة انفجارات. ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن محافظ أربيل قوله، إن "الجهة المستهدَفة غير معروفة، سواء كانت القنصلية الأميركية أو مطار أربيل"، الذي يؤوي قاعدة تضم جنوداً تابعين للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش".
وقال جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان في بيان، إنه "في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، استهدفت مدينة أربيل بـ12 صاروخاً باليستياً"، مضيفاً، "الصواريخ كانت موجهة إلى القنصلية الأميركية في أربيل". وأوضح البيان أن "الصواريخ أطلقت من خارج حدود العراق وإقليم كردستان، وتحديداً من جهة الشرق"، مشيراً إلى أن الهجوم لم يسفر عن "خسائر في الأرواح، ما عدا خسائر مادية".
وشجب رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي الهجوم في تغريدة، قائلاً، "الاعتداء الذي استهدف مدينة أربيل العزيزة وروّع سكانها هو تعدٍ على أمن شعبنا". وأضاف، "ستقوم قواتنا الأمنية بالتحقيق في هذا الهجوم".
إدانات
ودانت الولايات المتحدة "الهجوم الإجرامي على أهداف مدنية في أربيل".
وجاء في تغريدة للسفارة الأميركية في بغداد، "لقد تبنّت عناصر للنظام الإيراني المسؤولية عن هذا الهجوم، ويجب أن تُحاسَب على هذا الانتهاك الصارخ للسيادة العراقية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما دانت باريس "بأكبر قدر من الحزم" الهجوم، وقالت الخارجية الفرنسية في بيان، إنه "يهدد استقرار العراق والمنطقة"، منددة بالهجوم الصاروخي، وأن مثل هذه الأفعال تهدد جهود التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.
كذلك، دان السفير البريطاني في العراق مارك برايسون ريتشاردسون، الهجوم، معتبراً أنه "لا يوجد أي مبرر لمثل هذا العنف".
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد ندّد بالهجمات في تغريدة، مؤكداً "لن تركع أربيل إلا للاعتدال والاستقلال والسيادة". وكتب الصدر على "تويتر"، أن "أربيل تحت مرمى نيران الخسران والخذلان... وكأن الكرد ليسوا عراقيين".
دعم العراق بقدرات دفاع صاروخي
وندّد مستشار الأمن القومي الأميركي بالهجوم. وقال إن واشنطن تعمل على مساعدة العراق في الحصول على قدرات دفاعية صاروخية للدفاع عن نفسه.
وأضاف سوليفان على شبكة "سي بي أس"، أنه لم يُصب أي مواطن أميركي في الهجوم، ولم تُستهدف أي منشآت أميركية، لكن الولايات المتحدة ستفعل كل ما بوسعها للدفاع عن شعبها ومصالحها وحلفائها.
وقال، "نتشاور مع الحكومة العراقية والحكومة في كردستان العراق، جزئياً، لمساعدتها في الحصول على قدرات دفاع صاروخي لتتمكن من الدفاع عن النفس".
ورداً على سؤال عن تأثير ذلك في المفاوضات المتعثرة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، قال سوليفان، "عاد مختلف المفاوضين إلى ديارهم في عواصمهم، وسيتعين علينا أن نرى ما سيحدث في الأيام المقبلة في ما يتعلق بالدبلوماسية بشأن الاتفاق النووي".
وذكر أن الرئيس الأميركي جو بايدن لا يزال شديد الالتزام بمنع إيران من حيازة أسلحة نووية.
وأردف، "لن أقول سوى أن الأمر الوحيد الأخطر من أن تكون إيران مسلحة بالصواريخ الباليستية والقدرات العسكرية المتقدمة هو أن تملك طهران كل ذلك، فضلاً عن السلاح النووي".
لا ضحايا
ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن محافظ أربيل، أوميد خوشناو، قوله: إن صواريخ عدة سقطت على أربيل عاصمة إقليم كردستان في شمال العراق.
ونقلت الوكالة عن وزير الصحة بإقليم كردستان العراق، أن انفجارات أربيل لم تسفر عن ضحايا أو إصابات. وأفاد مسؤول أميركي وكالة "رويترز"، بأنه لا قتلى بين الجنود الأميركيين في أعقاب الهجوم.
وذكرت وكالة الأنباء العراقية، نقلاً عن قوات مكافحة الإرهاب بإقليم كردستان، أن "استهداف أربيل تم باستخدام 12 صاروخاً باليستياً من خارج العراق، وتحديداً من جهة الشرق".